تقرير : افاق احمد
في بؤرة منسية حيث تتجرد الإنسانية من اسمائها وتعري الحقائق الوحشية ،يئن معسكر زمزم تحت سياط مليشيا لا تعرف الا لغة الدم والترويع ،هنا حيث كان الامل يوما شراعا هشا في وجه العاصفة لم يبقي سوي أنين مكتوم ووجوه شاحبة تحمل بصمات الخوف ،لم يعد الأمر مجرد نزوح قسري بل تحول الي فصل دام من فصول التطهير العرقي اصبحت الهوية القبلية تهمة تستوجب المحاسبة علي يد مليشيا مسلحة تستبيح الحرمات وتبعث بالارواح دون حسيب
هذا الجحيم تتلاشي الحياة لتحل محلها كوابيس يقظة ،اصوات الرصاص والقذائف هي الترانيم الحزينة ، وروائح الموت والدم هي العطور الكريهة التي تخنق الانفاس ،الاطفال الذين كان من المفترض ان يلهو في رحاب الطفولة يحملون في أعينهم نظرات عجائز خبروا قسوة الحياه ،وشيوخ فقدوا الكثير ونساء ترملن في مقتبل العمر شهادات ، دامعة تنزف تروي حقيقة مايجري خلف الاسوار المضروبة بالصمت الدولي ،احلام تدفن تحت الخيام المحترقة كل كلمة دليل ادانة وكل صورة شاهد، قبل ان يصبح معسكر زمزم مقبرة جماعية شاهده علي صمتنا الابدي ،في هذا السكن القسري يرسم صورة للحصار بكل تجلياته البشعة ،يتحول الي سكن كبير بلا اسوار ،تحكمة مليشيا لا رحمة ادمنت رائحة الدماء لاترحم عزل منهجها اللااخلاقي يهدف الي كسر ارادة النازحين وتحولهم الي اشباح تتضور جوعا تترقب الموت في كل لحظة وحين ،الحصار ليس منعا للغذاء والماء والدواء فقط بل هو قطع لاوصال الإنسانية ،وحرمان الانسان من ابسط الحقوق ،يجب كسر الطوق الاعلامي الخانق وفضح اساليب المليشيا
انها صرخة مدوية في وجه العالم الذي يغمض عينه عن هذه الجريمة البشعة ،ان رفع الحصار عن مخيمات النازحين ليس مجرد ضرورة كما يعتقد البعض ،بل هو اختبار حقيقي لمدي التزام المجتمع الدولي بقيم العدل والانسانية التي طالما تغني بها ان استمرار الحصار وصمة عار تلاحق المليشيا وحلفائها الذين لايعرفون عن الإنسانية والاخلاق ،حان الوقت لانهاء تلك المهزلة وفتح ممرات امنه لايصال المساعدات الإنسانية وتقديم المسؤولين عن امر الحصار اللاانساني الي العدالة ،ان تقصف مخيم يعني أنك مجرد حرب مجرد من الإنسانية
-عار يلاحق الإنسانية الامم المتحدة تتجاهل صرخات الاستغاثة ..بحق مخيم زمزم
يخيم صمت دولي مريب علي هذه البقعة المنكوبة وغياب متعمد من المنظمات الفاعلة المنوط بها حماية النازحين واللاجئين الفارين من النزاعات المسلحة يثير القلب العميق يبدو ان اصوات استغاثة المحاصرين يقبع صدي الصمت العالمي صرخة مدوية لكسر الصمت ودعوة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والخدمات للنازحين
فبينما يكابد المحاصرين قسوة الظروف الإنسانية يواجهون وحشية أشد فتكا السلوك الهمجي المليشيا التي تتخذ من الاستهداف القبلي أداة قذرة كل هذا وصمت عربي وافريقي مخجل انها جريمة مركبة عنف عرقي يزهق الارواح بوحشية يتجاوز السلوك كل الاعراف والقوانين يعتبر فشل ذريع للمجتمع الدولي في حماية لابرياء من براثن الكراهية والعنف القبلي .
-كارثة انسانية
قال المهندس محمد ادم كش رئيس حركة جيش تحرير السودان ولاية شمال دارفور ان الوضع الإنساني في معسكر زمزم وضع مذري وكارثي ناتج عن الحصار الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع وحلفائها الذين يدعون الحياد يعملون علي عرقله ومنع وصول المساعدات للنازحين بالاضافة علي التدوين المتعمد لكل مظاهر الحياه وتجمعات النازحين والمراكز الخدمية كل هذا ادي الي تفاقم الوضع نتج عنه شح في الغذاء والماء والدواء وشح في كل شي في الحياة ،لكن هناك محاولات حثيثة من قبل حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية لتوصيل بعض المعينات عبر الاسقاط الجوي لكن للأسف استولت عليها المليشيا لان احيانا الاسقاط يكون داخل مناطق سيطرتهم لسوء الحظ من هنا لابد للمنظمات الدولية ولكل العاملين في الحقل الانساني ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية للمحاصرين وان يشمل معسكرات نيفاشا وابوجا ومدينة الفاشر واضاف ادم لزاما علي المنظمات الاسراع بأيصال المساعدات وثمن الجهد المقدر الذي يبذله الأطباء رغم نقص الامكانيات وصعوبة الحركة علي اثر هذا الحصار علي كل الفئات لكن هناك فئات في المجتمع اكثر ضعفا هم الاطفال والنساء الحوامل والعجزة والمسنين الذين يجدون صعوبة في الحركة اثناء الاستهداف لذلك احث المنظمات في حث هذه الاشكاليات، هناك منظمات مجتمع مدني والتكايا والمبادرات تعمل لكن بكافاة بسيطة تعمل علي تلبية احتياجات النازحين وهناك جهد أيضا من الحاكم ومدير الرعاية الاجتماعية للتواصل مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي بعضها مقرها في بورتسوان .