*هرطقات عمر الطيب أب روف، وعبدالعزيز الحلو بقلم/ يبات علي فايد*

• الحلو ينسف اتفاق كينيا ويعد بمحاكمة شريكه من الدعم السريع، نتيجة توقيعه على وثيقة التأسيس.

• الحلو:
“نحن سنحاكم الدعم السريع بالوثيقة التي وقَّع عليها بالالتزامات التي قدمها في هذه الوثيقة، وجرائم الإبادة وجرائم التطهير العرقي وجرائم الحرب عامة لا تسقط بالتقادم، والدعم السريع مدرك لذلك، ورغم إدراكهم وقعوا على هذه الاتفاقية، لا أحد فوق القانون”.

• هل يدرك (صاحب الطاحونة) ويعي ما وقع عليه من بنود في الوثيقة في كينيا؟

• الأستاذ عمر أب روف في (مقال عريض) يتغنى بمعرفة الحلو ونضالاته عبثًا.

كتب الأستاذ عمر أب روف مقالا كبيرا تغنى فيه بعبدالعزيز الحلو بغناء عجز عن تغنيه المتنبي لسيف الدولة وكافور الإخشيدي. نعم، عمر أب روف يقول:
“لم أجد حوارا ممتعا وخصبا وعميقا يشدني اليه شدا عنيفا بمثلما امتعتني المقابلة التي اجرتها قناة الحدث بواسطة المذيعة العملاقة ضحي والقائد العملاق والفذ والذي كان حاضر الذهن قوي الردود ملهم العبارة القائد عبدالعزيز الحلو”.

أقول له: ولا حوار الأجساد عند من وصفهن ابن الرومي:
بيضُ السوالف عذبة أفواهُها ريّا الروادف والبطونُ خمِاص
ولا هذا الحوار يا عمر؟

لندلف إلى حقائق اللقاء بكل منطقية.
في هذا الحوار، هرف عبدالعزيز الحلو بالكثير من الأخطاء العلمية في مثل ما يخص قوله:

“تأتي أهمية الوثيقة بتوقيع أكثر من 24 تنظيما في السودان: أحزاب سياسية، وحركات كفاح مسلح…”.
ولعلَّ ممن يعنيهم: فضل الله ناصر برمه (حزب الأمة القومي)، وإبراهيم الميرغني (حزب الاتحادي الديموقراطي الأصل).
والحقيقة هي تأكيد حزب الأمة القومي، في بيان رسمي، تأكيد تبرئه من المشاركين الذين وقعوا على ميثاق سياسي بالعاصمة الكينية نيروبي، وكذلك أعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، تبرأه من مشاركة القيادي البارز في التنظيم إبراهيم الميرغني في المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”.
وهذا ما عنيته بهضربة الحلو.

ثم إن عبدالعزيز الحلو نهج نهج (قحت، تقدم) بتلمذةٍ ممتازة، لنسمعه وهو يجيب على التساؤل:
– كيف استطعت أن تتجاوز الانتهاكات التي قام بها الدعم السريع حتى التي طالت المساليت الذين تنتمي إليهم؟
يقول بكل سذاجة وبساطة الأهطل صاحب الطاحونة:
“المساليت تعرضوا لانتهاكات أكبر على يد الجيش السوداني، الدعم السريع هو صنيعة الجيش السوداني، تدرب على يد الجيش السوداني، كل الانتهاكات التي قام بها كانت بأوامر من الجيش السوداني، كان أداةً”.

هل هذه الإجابة يا أستاذ عمر مما يطرب الأذن، ويسعد القلب؟!

وفي التعليق على مباغتة المذيعة للحلو:

– لكنه [تعني الدعم السريع] نفذها (تعني الانتهاكات)!
يقول الحلو (اللبيب):

“نفَّذها، لكن الجيش نفذ أسوأ منها وأكبر منها”.

هل هذا منطقًا هو جواب هذا السؤال يا عمر؟
إن إجابات الحلو الفطيرة لا تخلو من بساطة حواراتكم في أركان جامعة النيلين وبقية جامعات السودان حين كنا نتغنى بأشعار الحب والسلام والوداد.

من إجابات عبدالعزيز الحلو الفطيرة قوله على سؤال المذيعة:
– هل ينكن الوثوق الآن في الدعم السريع؟
يقول ببساطة الذي لم يقرأ تاريخ الدعم السريع من الغدر والخيانة:

“نعم، باعتبار أن الدعم السريع وقَّع على وثيقة التأسيس”.

هل هذه إجابة تستحق قفزة إحراز هدف في آخر ثوانٍ من الشوط النهائي من أشواط بطولة العالم لكرة القدم لفريق كان ينقصه هذا الهدف للفوز بالكأس أستاذ عمر؟
الكارثة الكبرى التي رمى بها عبدالعزيز الحلو هي نسفه اتفاق كينيا بوعده محاكمة شركائه من الدعم السريع، نتيجة توقيعهم على وثيقة التأسيس، يقول الحلو في جوابه على سؤال المذيعة:

– لكن هل كل ما قام به الدعم السريع ما قبل الوثيقة خلاص؟ (تعني هل يغض الطرف عنه نتيجة التوقيع على الاتفاقية (أقول أنا يبات: المشؤومة تلك)؟).

فيجيبها حكيم زمانه بقوله:
“نحن سنحاكم الدعم السريع بالوثيقة التي وقَّع عليها بالالتزامات التي قدمها في هذه الوثيقة، وجرائم الإبادة وجرائم التطهير العرقي وجرائم الحرب عامة لا تسقط بالتقادم، والدعم السريع مدرك لذلك، ورغم إدراكهم وقعوا على هذه الاتفاقية، لا أحد فوق القانون”.
هل في هذا دهاء يا عمر أب روف؟ لا أظن ذلك. إن هذه النقطة هي بداية لانهيار هذا التحالف المنهار أصلا.
وفي سؤال المذيعة مستغربة من تحالف الحلو و(تقدم، ومن لف لفهم) مع الدعم السريع:
– هل هو مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) أن أي شيء يمكن أن يُفعل في هذه المرحلة حتى تصلوا إلى هذه الغاية، حتى لو كان تحالفا مع من يقوم بهذه الانتهاكات مثل قوات الدعم السريع كما تقول الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات المحلية؟
يقول ممدوح الأستاذ عمر أب روف (الحلو):
الغاية استجلاب السلام المستدام، وهي غاية نبيلة وبالنسبة للانتهاكات فهي ليست حكرا، أو قاصرة على الدعم السريع، الجيش السوداني هو أكبر جهة قامت بانتهاكات في تاريخ السودان”.
ذات العودة إلى الاتكاء على مساواة الجيش بالدعم السريع بالجيش، مع غض البصر عن أفعال الأخير!

وفي مباغتة المذيعة له وتناوله تناول الصقر للجدي بقولها:
– وهل هذا يبرِّر أن يقوم الدعم السريع بانتهاكات، لأن هناك طرف آخر يقوم بانتهاكات أيضا؟
في الإجابة على هذه المباغتة، يعود الحلو إلى التلمذة على أيدي قحت، فيعزف في معزوفة “الدعم السريع أداة في يد الجيش السوداني، وينفذ تعليمات الجيش السوداني.

وتتلقف المذيعة الحلو الذي يصفه عمر أب روف بقوله مدحا:
“عبدالعزيز الحلو جلس كما الطود العظيم مستمدا ثباته من ال (٩٩) جبل بجبال النوبة ليؤكد ان مسيرة العمل النضالي مستمرة وماضية الي نهاياتها !!.” تتلقفه المذيعة بسؤالها الذي صفع وجه بطل عمر أب روف:
– في آخر عامين، الدعم السريع لا ينفذ أوامر أحد، ومع ذلك مستمر في الانتهاكات حسب الأمم المتحدة.
ليجيبها الحلو بقوله:
“الأمم المتحدة مغيَّبه، وهي ما شايفه الانتهاكات التي يقوم بها الجيش في السودان الآن في الجزيرة وفي الخرطوم، وفي سنار وفي كل أنحاء السودان…”.
تنصُّل عن الإجابة المرجوة، وخيبة، وخسارة.
أخيرا أنقل قول الحلو:
“الآن نرى أن الدعم السريع أدرك الخطأ، وحقيقة الصراع، وانحاز للهامش”.
أقول: هل الانحياز للهامش هو هتاف عبدالرحيم (طاحونة): كل القوة الشمالية جوه؟
ثم إن القول هو القول المعروف: “بل بس”.

كتبت عن أول عشر دقائق من الحوار، وانتهيت عن إتمامه لسذاجة الممدوح في مقال أستاذ عمر أب روف، ولأني يكفيني أن أعرف الحمار بمجرد دخول رأسه من الشباك لأعلم ماهيته، اكتفيت بذلك من الحوار الهش الضعيف لعبدالعزيز الحلو.

رابط مقال عمر الطيب أب روف: https://www.facebook.com/share/p/1BuVBk4Vzj/
رابط المقابلة مع عبدالعزيز الحلو في قناة الحدث مع المذيعة الألمعية ضحى: https://youtu.be/qQACoXtg4ZQ?si=g4NKIBv_Iyheu4ZI

مقالات ذات صلة