::بفضل الله ثم مصر و السعودية، إنهار مؤتمر المتآمرين بلندن.. ولم تجد الخارجية الاماراتية تعليقاً لما حدث غير أن تقول : ( تشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية هو السبيل الوحيد لإحداث تغيير حقيقي في السودان، والقوات المسلحة والدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني ولا يمكن لأي منهما تحقيق الاستقرار في السودان)..!!
:: بهذا البيان الساذج و غير المسؤول تقر الحكومة الإماراتية و تعترف رسمياً بتدخلها السافر في الشؤون السودانية لحد انها صارت من تحدد للشعب السوداني نظام و نوع الحكم ( مستقلة و بقيادة مدنية).. ولم يتبق لها غير تحديد رئيس و أعضاء مجلس الوزراء و الولاة و المعتمدين بالمحليات، و ربما تفعل هذا لاحقاً..!!
:: ومع ذلك، لقد أحسنت الحكومة الاماراتية إختيار نظام الحكم لشعب السودان الذي لايُتقن الاختيار، ولولاها لما عرف شعب السودان بأن هناك أشياء تسمى بالديمقراطية و الاستقلالية والمدنية في السياسة، لقد كان شعب السودان في جهل سحيق ..وكل المطلوب هو أن تبتعث الامارات مبعوثاً يُعلّم شعبنا قواعد و نظم المدنية..!!
:: نعم، شعب السودان بحاجة الى معلمين إمارتيين – بتاعن مدنية – ليتعلموا الديمقراطية ويمارسوا المدنية.. ثورة إكتوبر ١٩٦٤ لم تعلمهم، ولا إبريل ١٩٨٥، ولا حتى ديسمبر ٢٠١٩..كل هذه الثورات لم تُعلّم شعبنا الحُرية الديمقراطية والمدنية وغيرها من العلوم التي تفرضها الامارات حالياً بحكم التخصص والمعرفة والممارسة..!!
:: ولكن رفقاً بالشعب المستجد في عالم الحريات والمدنيات، نناشد الإمارات بأن تتدّرج به في عالمه الجديد، عالم الديموقراطية والمدنيات..فلتكن البداية النموذج المدني الإماراتي، وذلك باعلان وتشكيل (حكومة آل برهان )، علماً أن للبرهان أشقاء و أعمام و أخوال يُمكن أن يتوارثوا الحُكم فيما بينهم بمنتهى المدنية ..!!
:: أما عدم تمثيل جيشنا لشعبنا، حسب بيان الخارجية الاماراتية، فهذا صحيح.. ويبدو أن الإمارات استوعبت متغيرات مرحلة ما بعد حرب جنجويدها، وتأكدت بأنه لم يعد بالسودان شعباً ليُمثله الجيش، وذلك منذ أن أصبح ذاك الشعب جيشاً ..لقد صدقت الامارات، وشكراً لمن أخبرها بان لسان حال شعبنا اليوم يقول بكل فخر بياناً بالعمل ( كلنا الجيش) ..عفواً، ما عدا عُملاء المرحلة ..!!
:: أما عدم تمثيل مليشيا آل دقلو الارهابية لشعبنا، فهذه كلمة حق لا ينتطح فيها عنزان..نعم، مليشيا آل دقلو الارهابية لاتمثل شعباً ولا إقليماً ولا قبيلة، ولو كانت تمثل شعباً أو مكوناً إجتماعياً لما فشل إنقلابها، ولما صارت منبوذة بالداخل و منكورة بالخارج، ولما لاذ داعميها بالمنافي، ولما نزعت الإمارات شرعيتها، يقيناً بانها كانت قد راهنت على الحصان الخاسر..!!