وارتقت وردة أخرى إلى السماء ،،، تسلسل عطرها الفواح في كل البلاد ،،،،،نفذ إلى دماءنا ،،تغلغل في دواخلنا ،،،،،وردة ليست ككل الورود ،،ارتقت وهي تبتسم في بهاء ،، اعتصرتها يد الخزي والعار ،،،فما انكسرت ولا انحنت ولا مالت ،،،استقبلت الموت بكل هدوء ، وودعت الحياة بابتسامة ،،، علمتنا معنى ان تكون رسولاً يداوي وعين تسهر ،،،
لقد جمعت؛
بأس الرجال؛
وبراءة الأطفال؛
واحتمال النساء؛
رسمت وهي تحمل البندقية لوحة الحياة؛
طبيب ورصاصة؛
غصن زيتون وصهوة جود ورمح،،
رسالة اختصرت كل كتب الحرب ويبقى ما بين المبضع والبندقية صفحات غارقة في الدماء….
كيف اختار القاتل ان يغرس النصل في قلب الحياة بلا حياء؛
إنه الغل والحقد والجهل والعنصرية البغيضة التي انتزعت روحها؛
إنه الغدر والارتزاق الذي صنع هذه الوحوش التي تستلذ بالدماء؛
وتجعل من قتل الابتسامة انتصاراً.
قطيعٌ من الذئاب لا يعرف غير النهش؛
*لم تموتي* بل قُتلنا نحن ما بين نبض الحياة في بريق عينيك وبين الأزهار التي تنبت من بين يديك التي تطببان جراح المرضى؛
وهل كانت زمزم الا وطن قهرت فيه الإنسانية؟
أيااا زمزم اي وجع اورثتيه الارض من بعدك؛
سننام سنينا عددا على أصوات أقدام الأبرياء الذين لم يجدوا مهرباً من الموت غير الموت الذي تخطفهم؛
أسود كالح السواد هذا اليوم الذي احتفل فيه جنود الشيطان سكارى بدماء الشيب والشباب والأطفال؛
من اي عالمٍ جاءوا واي ذنب اقترفتيه يا انشودة الأطفال ومسك العطور ليقتلوك؛
هل قتلوك كي نموت معك ام انهم يقتلون كل من انجبته هذه الارض وتطهر بترابها واكتحلت عينيه بطينها، شرب حتى ارتوى من نيلها وقطرات امطارها ودافع عنها وتطهر ليكون كل هذا الكُره نحونا؛
هي ليست حرباً كما حسبنا يوم غُدر بنا؛
هي ابادة لكل من أنجبه هذا التراب؛
هي حربٌ على هويتنا؛
يريدون محونا؛
يريدوننا هنوداً حمراً آخرين.
أيا هنادي ياااا أميرتنا التي رفلت في عشق الوطن ،،نامي حيث انت وقِري عيناً بأن غداً ستكون ابتسامتك علماً نهتدي به نحو النور ،،راية تتبادلها الاجيال، ستظل يداك أطهر يد ردت على جلادها ساخرة من جبروته وضاحكة على غباءه؛
*فالشعوب لا يفنيها العملاء*
سيبقى الوحل وحلاً وستظل النسور تحلق فوق الجبال؛
علمينا كل يومٍ وافيقي صباحنا بخدك الاسيل هذا، ونظراتك التي أحرقت نار المرتزقة ،،،
سيكتب التاريخ وستتناقلها الأجيال، ،،حكاية الأميرة التي فتحت صدرها للرصاص لينام الصغار في أمان،،،
*الخونة يتساقطون يا هنادي السودان وحبات عقدهم تنفرط كل يوم حبةً حبةً، وسننهض فوق جماجمهم جميعاً.
*قسماً سننهض وسينجلي الغبار وسيترجُل الكل، لنرى من بقى ومن صار رماداً*
اليوم وغدا ولو بعد ألف عام ستغرب كل هذه الكلاب الجائعة وسنعود بك أقوى؛
*أنتِ فينا وجعٌ لن يندمل وجرحٌ لا نعرف اهو نارٌ ام نورٌ يا سمراء بلادي.*
ها هنا في هذه الارض،،فينا ،،،في النيل الخالد،،في كل شبر ،،، توسدي ولينم جسدك في سلام؛
ولتحلق روحك في سماءنا مع الشهداء الذين تتلألأت عيونهم في جوف الليل توقظ فينا السبات وتغرقنا ضوء؛
كم فقدنا؟ وكم سنفقد؟ لا يهم؛
فقد غار الجرحُ ولا بد من بتر يد الظلم؛
فداً لعيني طفلةٌ؛
غازلت دموعها حديقة في الخيال؛
*مبتلون نحن بحب هذه البلاد ونعشق من يحبها؛*
نحمله قلادة في صدورنا وتلامس يده قلوبنا لأننا نتنسم ذات العشق؛
*رحمة الله تغشاك دكتورة هنادي* وتغشانا فما عدنا نحتمل وجعاً آخر
*رحمة الله تغشاك وتغشانا*
ليندا زين العابدين
15ابريل 2025م