سبق و أن تيسر لي مع وفدٍ كريم الجلوس و الإستماع إلى الإدارة العليا للمقاومة الشعبية المسلحة بالولاية الشمالية بمقرها ب دنقلا،و قدم لنا سعادة اللواء الركن “م” دكتور عبد الرحمن فقيري،نائب رئيس اللجنة و بحضور أعضائها تنويراً ضافياً عن خطتهم الإستراتيجية للإحاطة بمسؤولياتهم و مهامهم و واجباتهم في المشاركة و الإسهام في الحماية و التأمين و الدفاع عن الولاية الشمالية تحت إمرة القوات المسلحة،و من ثم الوطن كله،و الإسهام بأي أعداد من المستنفرين تطلبها القيادة العليا للجيش.
و للحقيقة .. فإن اللجنة العليا للمقاومة الشعبية المسلحة بالولاية الشمالية تضم عدداً مقدراً من الضباط المعاشيين من رتب رفيعة بالجيش و الشرطة و الأمن،و أساتيذ من حملة الدكتوراة بالجامعات العريقة،و خبراء إداريين أفذاذ،و جميعهم كانت لهم إنجازاتهم و بصماتهم الواضحة و المميزة في المواقع و المناصب المهمة التي عملوا بها بأجهزة و مؤسسات الدولة الإستراتيجية و الخدمية و الحيوية،و بحكم معرفتي بغالبيتهم معرفة وثيقة و لصيقة،أستطيع أن أجزم بأنهم تتوفر فيهم و لديهم قدرات و مقدرات و مهارات و خبرات إدارة دولة و ليس لجنة عليا لمقاومة شعبية مسلحة ب ولاية و حسب.
لذلك .. فإني في غاية اليقين و الطمأنينة على الأوضاع و الأحوال الأمنية بالولاية الشمالية،إذا أوفت حكومة الولاية الشمالية و أجهزتها،و كذا الحكومة الإتحادية و قيادة الجيش و الشرطة و الأمن بإلتزاماتهم تجاه لجنة المقاومة الشعبية بالولاية و بلغ التنسيق المحكم أعلى سقوفاته.
و لكل ما جاء بعاليه .. يسمع الناس ورجغة و عويل و صراخ عبد الرحيم دقلو،و حديثه لمليشيته و عرب الشتات و المرتزقة،أن حربهم بدأوها في المكان الخطأ و يعني الخرطوم،و أن المكان الصحيح للبداية كان من المفترض أن تكون من الشمالية،لأن سادته و كفلآئه و من ورآئهم يعلمون قيمة و عظمة الشمال من حيث التأريخ و العراقة و الحضارة و نوعية العنصر البشري المقيم على أرضه،و الذي ترفده أكثر من (٧) ألف عام من الأخلاق و صون الأعراض و التمسك بالأرض و بذل الأنفس و الأرواح و الدماء رخيصة إذا ما أمتحن في أصل وجوده و بقائه،و ستكون له – بإذن الله – الغلبة و علو الكعب و الظهور فوق أعناق الرجال.
لهذا .. فإن تجميع و تحشيد القوات في مدينة الدبة،و الإعداد و التجهيز للإنطلاق منها نحو الفاشر حاضرة إقليم دارفور بفك حصارها،و من ثم الوثبات التالية لإستكمال تحرير و إسترداد المدن الرئيسة بالإقليم و رئاسات فرق الجيش،هذا ما يخيف و يرهب و يرعب الجنجويد و حاضنتهم العميلة “قحت” و دويلة الشر و العهر “الأمارات” خاصة و أن القتال سيكون في منطقة مفتوحة “صحراء” و سيكون لنسور الجو الكواسر دورهم الحاسم في التمهيد لتقدم المتحرك بإيقاع متسارع،و من ثم فأن وصول القوات و المتحرك إلى الإقليم و تحقيق أهدافه – بإذن الله – هي مسألة وقت فقط.
لعلكم تلاحظون – في الآونة الأخيرة – تكثيف العدو للهجمات المتكررة و الكثيفة و المتلاحقة و المتصاعدة بالمُسيرات على الدبة و سد مروي،و كل ذلك يعبر عن فرفرة مذبوح بغرض تعطيل تحرك هذه القوات نحو الفاشر و بقية مدن الإقليم.
و أخيراً … بحول الله و قوته و قدرته،ثم بشجاعة و بسالة و جسارة قواتنا المسلحة و القوات المساندة و المجاهدين و المستنفرين،سيتم تحرير و إسترداد إقليم دارفور قريباً جداً – بإذن الله – و ما أراه من معنويات و همة و إرادة و عزم و غضب قادة و ضباط و جنود متحرك إسترداد دارفور ألا يتوقفوا إلا في أنجمينا تأديباً ل كاكا الجار الخائن الناشز.
و أمضوا – على بركة الله – قواتنا الباسلة إلى حيث تؤمرون و إن شاء الله بالنصر المؤزر و الفتح المبين.
جيش واحد .. شعب واحد.
(و إنّ جندنا لهم الغالبون).