*الهادي نصر الدين …. الهادي الضلالي …. أمير ظرفاء ودنوباوي . من ظرفاء ودنوباوي*

الهادي نصر الدين …. الهادي الضلالي …. أمير ظرفاء ودنوباوي
.
من ظرفاء ودنوباوي … 8
.

1
فى الصباحات المضمخة بعبق أم درمان وبأنفاس ودنوباوى وفى ركن من أركان شارع ود البصير بالقرب من منزل آل نميرى كان موقفه صباحا ..وكان الشارع على ازدحامه بالعربات المسرعة والسابلة جميعهم يتسابقون فى الصراخ لتحيته والسلام عليه أو مشاكسته غمزا ولمزا للظفر بطرفة وملحة صباحية…
كان يحييهم فردا فردا…يعرفهم جميعا ولايخطئ أبدا…يبادلهم حبا بحب …كان ملكا متوجا للمدينة القديمة …كانت يده مرفوعة بالسلام والتحية ولرد السلام…وكان دائم التبسم وبعد التبسم تكون البديهة الحاضرة والتعاليق الذكية أو يكون الحكى للتندر والتفكهه …
أينما حل يتسابق الناس للتحلق حوله وسماع نوادره وسخريته ومكره المحبب…الغنى والفقير…الشهير المبجل و البسيط الخجول…الصغير والكبير…الرئيس والغفير والأمير ، ملك قلوب الجميع بلا إستثناء.
كان وفيا للناس…لأهله وعزوته القرشاب…ولبطون العشيرة خؤولته فى أم شانق والشرفة ومدن وقرى الجزيرة ، حافظا لأنسابهم وتاريخ أصهارهم. وآل شرفى أنصار المهدى أهل البقعة.
كان وفيا للجيران والأحباب فى ودنوباوى و أم درمان والأحياء القديمة..(من فتيح للخور للمغالق …من علايل أبوروف للمزالق ..قدلة يامولاى حافى حالق بالطريق الشاقي الترام)..يحفظ المدينة ورائحة التراب يعرف دروبها وأزقتها وحواريها وأبنيتها التى من طين ، والرجال الذين مروا عليها والمواليد الجدد والصبية الصغار ، ويصادق الشباب والكهول والخالات والعمات.
كان يعرف الخرطوم كأنه ولد هناك وكأنه نشأ فى مسيد الأرباب ، كان يعرف الأغاريق والأرمن والشوام والأقباط والترك والكواشف واليهود ، والبيوتات القديمة أهل عز الخرطوم.
كان يعرف المدينة وأسرارها رجالها وشخوصها ، ليلها الباذخ ومدينتها الباطنية. وكان يكتم الأسرار.
أنصارى الهوى والعقيدة ، لايجامل فى عقيدته ولا يداهن ، كان يحب السادة والسيدات فهم عنده أهل المقام ويحفظ تاريخهم ويذكر أسمائهم بالتفخيم والتبجيل وخفض الجناح. حبه لهم نقطة ضعفه…كان يتذلل حين ذكراهم يحب من يحبهم ويعادى بالهجاء من يذكرهم بغير مايحب وما يريد.
المقدمة الجميلة أعلاه كتبها الصديق المهندس حسن محمود عن ودنوباوي الجميله و ملكها غير المتوج الهادي الضلالي.

2
من طرائف الهادي الضلالي:
.
يقال أنه ذات يوم
قال للرئيس نميري انا ماشي ناس البكاء وعليك الله لمن تجي داخل الفراش
ناديني وقول لي ويييين يا الهادي؟؟؟ وفعلا لمن دخل ابوعاج صيوان العزاء بود نوباوي وقدم واجب العزاء قبل على الهادي وقال ليو وين انت يا الهادي ما ظاهر؟
قام الهادي بصوت منخفض ياخ جننتنا
امبارح ما كنت معاك يا ريس.
.
من حكاويهو ايضا
مره لاقاهو واحد شكلو كده من بره امدرمان قال ليهو ياحاج المحطه الوسطي بي وين؟
طوالي عمنا الهادي قال ليهو انت من وين قال ليهو انا من …… !!!!!!
طوالي الهادي قال ليهو اسمع نحنا قاعدين نجيكم في عيد ولا فرح ولا بكاء ولا اجازات موسم قال ليهو لا
قال ليهو طيب البجيبكم لينا شنو؟؟؟
.
من طرائف الهادى نصرالدين ..
مرة لاقي المليونير صلاح إدريس فى بيت عزاء واول مرة يقابلوا.. بعد ما سلم عليهو صلاح ادريس قاليهو ياخ الناس بيقولوا انك راجل ظريف ودمك خفيف واخو اخوان وزول نكتة ..
الهادى طوااالى قال ليهو : ما قالوا ليك عنى مفلس ؟؟
.
ومن مواقفه الطريفة برضو مرة شتم ليه شخص لي واحد صديقه، قام صديقه قال ليه الزول الشتمتو ده خالي يا الهادي،وبدون ان ترمش له عين قال لصديقه: شنو المشكلة يعني ابو لهب ماكان عم النبي صلى الله عليه وسلم.
.

يحكي من طرائف على ما اذكر ايام ضربه الجزيره ابا فى زمن نميرى كان افراد الامن ببحثو عن الامام الهادى فى احياءا الخرطوم والهادى نصر كان فى زياره واحد من قرايبو لما جا طالع اتفاجأ بي ناس الامن محيطين بالحى وواحد منهم ناداه بي صوت عالى ثاااااااااااابت والهادى قام وقف وجا ماشي عليه وبسألو عن اسمو فرد الهادى قاليه اسمى هيثم وطبعا رجل الامن كان شايل مسدس موجه للهادى فشك رجل الامن فى الاسم وساقه للمسؤل وتعرف المسؤل على الهادى وقال ليه مالك يا الهادى غيرت اسمك قال ليه انت دايرنى اقول ليه اسمى الهادى عشان يدينى طلقه فضحك المسؤل واخلى سبيله
.
الهادي (الضلالي) جالسا تحت ظل شجرة في حي ودنوباي .. وكان الرئيس نميري عائدا إلى منزله بود نوباوي ولمحه وقال له يا الهادي قاعد هنا مالك ؟ قال له حاكون قاعد مالي ما الكهرباء قاطعة .. قال له الرئيس خليك من الكهرباء انت عامل لي دعاية بتقول للناس الرئيس عندو بيت في لندن .. قال له ابدأ ياريس أنا ماقلت كدا .. قال له نميري لا .. قلت الكلام دا في صيوان العزاء أمام فلان وفلان .. قام الهادي قاله له معقول يا رئيس اقول يعني الرئيس ساكن بيت بالإيجار .. ! ما حلوة سعادتك .. ضحك الرئيس نميري وقال له الكهرباء حترجع هسي امشي البيت ..
وفي مره من المرات وقت آذان المغرب والهادي داخل في باب الجامع اذا بحرس الرئيس يضايقونه في المدخل ولكنه ينجح في الدخول وأن يصلي بجانب الرئيس نميري وحرسه الخاص وبعد الصلاة هم بالخروج وإذ بالرئيس نميري يشده من جلابيته ويقول له وين يا الهادي .. قاله له ياريس انت تشدني من جلابيتي والحرس يعصرني في الصلاة والله من الخوفة بدل اقرا الفاتحة قريت السلام الجمهوري ..
.
من النكات الظريفه التي تحكي ايضا عن الهادي الضلالي ان شباب ودنوباوي عندهم مباره مع اولاد الملازمين وشباب ودنواوي حفايه من غير كدرات الهادي قال لي اولاد الملازمين اعملوا حساب كداراتكم من رجلين اولاد ودنوباوي..
.
يحكي ان المرحوم ود مرجان (شيخ ظرفاء العباسية ) قد اهدي له مركوب نمر اصلي .. الراجل كان مبسوط جداً من المركوب .. اي مناسبه شاكيهو .. عرس .. عقد .. دافنة .. سمايه .. الهادي الضلالي مغيوظ منو شديد لاقاهو في مناسبة وقال ليهو : ياود مرجان حرام عليك ياخي النمر ده لو كان حي ما كان حام زي حوامتك دي
.
الهادى رأى شابا يرتدى الجلابية الأنصارية جناح ام جكو وهو يلوك في لبانة
فعلق الهادي مخاطباً له متهكماً : يا ولدى ناس الجلابية دى كد الدوم عندهم عيب !
.
يحكي من طرايفو على ما اذكر ايام ضربه الجزيره ابا فى زمن نميرى كان افراد الامن ببحثو عن الامام الهادى فى احياءا الخرطوم والهادى نصر كان فى زياره واحد من قرايبو لما جا طالع اتفاجأ بي ناس الامن محيطين بالحى وواحد منهم ناداه بي صوت عالى ثاااااااااااابت والهادى قام وقف وجا ماشي عليه وبسألو عن اسمو فرد الهادى قاليه اسمى هيثم وطبعا رجل الامن كان شايل مسدس موجه للهادى فشك رجل الامن فى الاسم وساقه للمسؤل وتعرف المسؤل على الهادى وقال ليه مالك يا الهادى غيرت اسمك قال ليه انت دايرنى اقول ليه اسمى الهادى عشان يدينى طلقه فضحك المسؤل واخلى سبيله
.
مرة جماعة من ناس أمدرمان ساقو معاهم الهادي لعزومة عشاء في بيت واحد من أرستقراطيي الخرطوم ـ كان هذا الرجل يعزف على العود ويغني وإبنه يشيل معاهو … وبعد شوية أخذ الإبن يغني والأب يشيل معاهو ….
بعد ما إنتهت السهرة وفي طريق العودة ، الجماعة سألوا الهادي “أهه يا الهادي رأيك شنو؟” … أخذ الهادي يصفق بيديه ذات اليمين وذات الشمال وقال ليهم ” والله عشنا وشفنا … الأبو يغني والولد يشيل معاهو … والولد يغنو والأبو يشيل معاهو … والله أنا أبوي ما عرفتو مشلخ إلا لمن كنا بنبرد فيهو”.
.
في الملازمين وفي حفلة بهيجة كان بيغني فيها ابراهيم عوض. وكان ذلك بعد احداث المولد الشهيرة الناس لسه خايفة سمعوا صوت رصاص والحفلة فرتقت – سألوه الحصل شنو قال ليهم «ابداً ده ما صوت رصاص دي منقة طرشقت في التلاجة».
.
طبعاً لأنه مجامل درجة أولى يحب الناس أن تجامله بنفس القدر- ولأنه لا يقصر فهو «لوام» درجة أولى ايضاً وشيال حال- عندما أجريت له عملية العين الاخيرة كان منزله قبلة للزوار، كل طبقات المجتمع زارته وباركت له نجاح العملية – و يحكي أحمد دولة شخصياً زرته لوحدي مرة ومرة أخرى مع فريق الدافوري بود نوباوي «اصدقاء الجمعة» بعد أسبوعين من العملية مسكني على جنبه وقال لي يا أخوى طه علي البشير(رئيس نادي الهلال السابق) أظنه ما سمع لأنه ما جاني بالله كلمه. كلمت طه ولكنه انشغل ولم يقم بزيارته.. ومر أكثر من شهر وطه لم يظهر في ود نوباوي وهنا قال لي «يا أحمد قول لي طه نحن حافظين اسمك من زمن طه القرشي في المستشفى، فاوصلت الرسالة بحذافيرها للأخ/ طه- هذا الكلام أزعج طه فدرس الظروف وكبر المظروف وقام بزيارة خاطفة- وتعمدت زيارة الأخ الهادي في اليوم التالي وسألته ماذا حدث فقال لي: يا اخي طه زارني وسلم علي سلام تمام التمام مش زي سلامكم كسر رقبة.
.
في مأتم المرحوم أحمد بشير العبادي جلس في ركن يتناقش مع المرحوم مختار عباس الشهير «بمخ» وكان الموضوع هل المال اهم ام العلم؟ الهادي كان من انصار العلم والسيد مختار عباس يعتبر أن المال أهم من العلم، فقال الهادي للسيد مختار: افرض عندك فلوس واولادك ساقطين تعمل شنو؟ مختار قال ليهو اعمل جامعة واقريهم فيها وبعد أولادي ما يتخرجوا اقفلها أو اسفرهم للخارج يقروا بالقروش- في هذا الأثناء جاء وفد للفاتحة وما شاء الله قام اولاد عبادي كلهم باجسامهم الفارعة – حفظهم الله ورعاهم وكفاهم شر العين- وهنا قال الهادي للسيد مختار- هسع كان ما العلم اولاد عم أحمد عبادي ديل ما كان بقوا رباطين، الترماج ما يخلوه يصل محطة مكي ولا السوق وكان قلعوا بكارة الترماج.
.
ايام حل الحزب الشيوعي الطلاب عملوا مظاهرات شديدة.. وشارك الاخ الهادي في هذه المظاهرات والهتافات كانت سخنة (قرار الحل قرار فاشستي) و (داون داون يو اس ايه) وكان قائد قوات الأمن وقتها الضابط بدر الدين ابو رفاس، قبضو الطلبة والهادي زعل لمن العسكري ما قبضوا.. فجاء يهتف أمام ابو رفاس فرفض اعتقاله وقال ليه ( والله لو بقيت لينين ما حنقبضك).
.
نظام الأنقاذ عندما بدأ الحكم بعد الإنقلاب كان يسيطر عليه مجموعة من الكيزان المغمورين و غير المعروفين
فقيل ان احد المسوؤلين واظنه ابراهيم ايدام -سأله لماذا لا تؤيدنا يا الهادى ، فأجابه الهادى (وهو معروف بتعصبه لأمدرمان)زمان حكمنا النميرى عندما يغلط فينا نذهب لبيت اهله فى ودنوباوى فنشكيه لعمه خليل ، ومعه مامون عوض أبوزيد اذا غلط فينا نمشي لابوه عمك عوض أبوزيد فنشكيه له ، لكن انت لو غلطت ، مافى طريقه الا نشكيك لي الله. و إنتشرت هذه النكتة بسرعة وتم تعديلها كثيرا مما أدى إلى تعرض الهادي الضلالي لكثير من المضايقات المتعددة من أجهزة أمن حكومة الإنقاذ خاصة في بدايات الإنقلاب.

3
يحكي الأستاذ حسين خوجلي عن أصل تسمية الهادي نصر الدين بالهادي الضلالي بقوله:
كانت تربط الهادي محبة و صداقة كبيرة مع الفنان أبراهيم عوض لدرجة أن الهادي كان يحرص على حضور كل حفلات أبراهيم عوض. و في أحدى المرات كانت هناك حفلة خاصة لأعيان و وجهاء و سياسيين الدولة و على رأسهم الرئيس عبد الله خليل و كان مغني الأمسية الفنان الذري أبراهيم عوض. و لخصوصية الحفلة و محدوديتها تم التكتم عليها و لم يتمكن الهادي و رفاقه من معرفة مكان الحفل و لكن الهادي تمكن من معرفة مكان الحفل و إخترق كل الحواجز ليجد نفسه في قلب الحفل و يبتهج مع ابراهيم عوض وسط دهشة الحضور و على رأسهم البيه عبد الله خليل نفسه.
و تدور الايام و في إحدي مناسبات الأنصار و حزب الأمة يشاهد عبد الله خليل الهادي نصر الدين بكامل لبسته الأنصارية و هو يقوم بإكرام الضيوف بكل همة و يسارع عبد الله خليل بسؤال الأمير عبد الله عبد الرحمن نقد الله عنه فيجيبه نقد الله بأنه إبن القرشاب الهادي نصر الدين الأنصاري و يضحك عبد الله خليل بشدة بأنه ليس الهادي الأنصاري بل هو الهادي الضلالي …. و ينتشر اللقب بسرعة البرق و يضحك الجميع و في مقدمتهم الهادي نفسه.

4
و يرحل الهادي الضلالي في الثاني من سبتمبر 2020م و يبكي لرحيله كل الوطن و اغلب المهاجر التي يسكنها السودانيين و التي كانت نكات و قفشات الهادي تضحكها دوما عبر وسائل التواصل الإجتماعي و حكاوي الأصدقاء.
.
و كتب الدكتور أحمد طراوة في نعي طيب السيرة و السريرة:
.
اركز يا قبر ..
جوك الناس شايلين حارس البوابة .. جاتك ذاكرة الوطن .. جاتك امدرمان يحركها زهو التضحيات المتواصلة ..
كان الهادي الضلالي هو الوكيل الحصري لسلعة الاندماج و التوازن، كان نشاطه اليومي، تعبيراً فذاً عن قدرة الناس العاديين على التعاطي الانساني الغير مشروط، و الغير موءطر ، انه التعاطي و التاَزر الانساني السوداني في كافة الجبهات ..
كان الهادي حالة من الادراك و الحس السليم المتواصل، و صاحب كمبيالات الامان من كافة الفتكات ، و بمعنى اشمل : كان رايد الترويج لفكرة ان دنيا السودان تدور وفقاً لنواميس جميلة ، تدور في سلاسة وفقاً لتعاقد انساني يخلو من الاملاءات و العسف و القمع و الشروط السياسية و الحواجز الايدلوجية .. نعم كان الهادي مدرسة للتعاطي الانساني الذي يخلو من المُكر و الاجندة الخفية …
كانت الكتب تمدنا نحن ب المستوى الاول للمعلومة ، و المعرفة ، و النظرية، و لكن معرفة اشخاص استثنائين اذكياء ب الفطرة ، اشخاص ضمن مصفوفة و تيارات الحياة العادية مثل الهادي الضلالي و التعاطي معهم ، تظل ضمن لوازم و مُحفزات انتقال المعرفة الي المستوى الثاني الاعلى ( ولادة الوعي الاجتماعي ) .. نعم ، كان الهادي الضلالي مدرسة خاصة في علم الاجتماع السوداني ..
اعتنقوا فكر زرادشت ، او فكر سيد قطب ، او فكر كارل ماركس ، و سيروا مع الهادي الضلالي في دروب الواقع الاجتماعي ( كما هو واقع عياني ملموس ) فسوف تدركون مدى صحة او خطاء النظرية، او ربما حوجتا لمزيد من المواءمة و التوطين ..
ارقد بسلام يا هادي ، و اعفي لنا ، فنحن عافين لك، لانك لم تداهن و لم تنتهك خصوصيات و لم ترمي الروايات على عواهنها ..
( وداعاً ايها البديع الاستثنائي .. سلم كتير على صحبك الاستثنائي الاخر ( ود مرجان ) و قل له، لا زالت امدرمان ب اغانيها ، و بعقلها، و بعينيها تقاتل ..
الف رحمه ونور تغشيان قبرك يا هادي الطبع يا انيس …
وخالص العزاء لاسرتك الصغيره وكل اهالي امدرمان …
وانا لله وانا اليه راجعون ….
.
.
و يتواصل النحيب و تصل إلى شوارع ودنوباوي كلمات رثاء الراحل المقيم من اكليل محمد بدوي من السعودية
.
(حبِّ الوطنِ منَ الإيمان)
السخاوي (ت ٩٠٢)، المقاصد الحسنة ٢١٨
ونحن كذلك نحب أوطاننا.. السودان وهولندا..
نحب الفقيد الهادي نصرالدين لحبه لأمدر..
نقتبس من المحبة والما عنده محبة ما عندو الحبة والعندو محبة ما خلا الحبة:
• (ام درمان……تنصب رآية استسلامها….في وجه الرحيل المر)….
(ام درمان….بتلويحة حزينة ومالحة…تودع عاشقها ما قبل الاخير )
في المسافة بين….
اروقة الامم المتحدة……حتى…ودنوباوي….
من( دكتور منصور.خالد……..حتى…الهادي الضلالي….)
ام درمان…..تعلن حظر(الضحك والكلام الطاعم الجميل)…حتى اشعار آخر…
ليتها تكون آخر مبارزة….بين ام درمان والموت…..
ام درمان….الآن…ودائما هي الخاسرالحزين..الاكبر…
حتى اصبحت(فريق…هاردلك)….
(الحمام الزاجل…ينقل الرسالة من مكان الى آخر…
دون ان يشعر بربط في ساقه او غل في جناحه)…(توفيق الحكيم)
الهادي….زاجل المدينة الجميل.. ينقل الابتسامة من (علايل ابوروف …وقدلة يامولاي مهندم….وحالق…بطريق ودالبصير
الفتيح)…
الهادي نصر الدين بن الحاج القرشي….
الضلالي….الذي تطوع في حمل هذا الذم
لانه يعلم تماما….ان ام درمان بلغتها الخاصة ومفرداتها التي تخصها وحدها دون غيرها…
تمتهن دائما….المدح بما يشبه الذم….
في حين انها تضمر..ان الهادي هو..زمام قومه…
(بني ذوأدٍ…إني وجدت فوارسي…أزمة غارات الصباح الدوالق)…ذو الرمة
الدلقة…هي الدفعة الشديدة….
تحسب ان( ام درمان) المدينة الوطن….من اجله كانت…
ولأجلها…(الهادي ).عشق حواريها وشوارعهاوساحاتها..ومبدعيها…شعرا وسياسة ونثرا…ودوزنة طرب ثم تخصص في وصف..ناسها (السمحين…والشينين)…باطرف النوادر…
قالها احدهم(قد لاتعرفه انت…ولكنه قطعا يعرفك ويعرف اهلك و بيتكم في اي حي)
ولى…زمن العذوبة..والابتسامة المجان..يا حبيبنا العذب المرهف..الهادي الضلالي
بدأ زمن…الشر والشراسة (المكلف )….اقتتال ودماء شهداء على( متاريس القيادة) ثم غربا وشرقا…وجنوبا مبتور
….اصبح الوطن…اشبه ما يكون…..!!!
.او ..وكر للذئاب….
رحمك الله ايها الهادي المرح…المتخم بحب
الجميع….
غفر لك الله سبحانه وتعالى….واسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والهمنا و الوطن وامنا الحبيبة ام درمان..الصبر
إنا لله وإنا إليه راجعون
.

عادل عثمان جبريل

مقالات ذات صلة