حكي الكاتب رفعت مرقس جورجيوس انه عندما سئل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن رده في إتهام الغرب له بأنه ديكتاتور و مهووس بالتسلح ..
كانت إجابته بأن حكى قصة من التراث الروسي … قال :
(كانت هناك عائلة تملك مزرعة واسعة، فيها خيول و أبقار و أغنام و تنتج حقولها و بساتينها غلات و خيرات ..
وكان في كل أسبوع يذهب رب العائلة مع أولاده الكبار إلى السوق لبيع محاصيل المزرعة و جلب المال .. و كانوا يتركون شابا يافعا يحرس المزرعة و البيت الذي تبقى فيه النساء، و كان الشاب مدربا بإحتراف على إستخدام السلاح …
وفي أحد الأيام بينما هو يجوب أرض المزرعة و يحمي حدودها جاءه نفر من رجال ليكلموه فأوقفهم بسلاحه على مسافة منه، فلاطفوه بكلام معسول و قالوا له بأنهم مسالمين و يريدون سوى الخير له، و لم يكن أولئك الرجال إلا عصابة متمرسة في النهب و السرقة و السطو …
أروه ساعة يد فاخرة و جميلة، و أغروه وهم يزينون له سلعتهم …
أعجب الفتى بتلك الساعة و أبدى رغبته في إمتلاكها، فحين وثقت العصابة من تعلقه بالساعة و هو يسألهم عن ثمنها، قالوا له بأنهم يعرضون عليه مبادلتها ببندقيته ..
فكر الفتى قليلا وكاد يقبل … لكنه تراجع ليقول لهم :
انتظروني إلى يوم آخر ..
انصرفت العصابة بعد أن فشلت في خداع الفتى …
في المساء حين عاد أبوه و إخوته حكى لهم القصة، و راح يذكر لأبيه فخامة الساعة و جمالها … فقال له أبوه :
طيب … أعطهم سلاحك و خذ الساعة … وحين يهاجمونك و يسرقون قطعان ماشيتك و ينهبون مزرعتك، و يغتصبون أمك وأخواتك، انظر في ساعتك الجميلة و قل لهم وأنت تتباهى …آه إنها تشير إلى كذا و كذا من الوقت …
فهم الولد، و تمسك بسلاحه بقوة و أدرك أن الغباء والاندفاع وراء العواطف يعني الضياع و الموت المحقق على يدي أعدائه …
يحدث الآن أن الغرب يستخدم الديمقراطية و حقوق الإنسان و الحرية مثل ساعة فاخرة يريد لبسها الخونة ليحطموا ما في أيدي الشعوب من سلاح الوطنية وتماسك الصف و رفض بيع بلدانهم …
والبعض الأخر .. يغرون السذج بشعارات و ممارسات عقدية يستغبون بها بعض من يصدقهم ..
فلا تبيعوا وطنكم لتشتروا ساعة تعرفون بها مواقيت اغتصابكم و نهب بلادكم.) واهمس في إذن السياسين كم ساعه فاخره باعوا بها أراضي السودان ابتداءا من وادي حلفا ومروي الذين هجر أهلهم تهجيرا قسريا اهلكت فيه الحرث والنسل ماذا استفاد السودان من اتفاقية مياه النيل غير انها أغرقت اجمل مدن العالم من حيث الحضاره والعراقه واصاله التاريخ لم يكن القصد هو المياه لمصر كحاله انسانيه بل كان طمس لحضاره بأكملها ومحو آثارها بالاغراق وقضية الحدود الشمالية مع مصر تبقى في ميزان العداله ان السودان عندما اعلن الاستقلال كان لابد له من إبراء ذمه وحسب رواية تقول انه حدود مصر تبدأ بعد خط اثنين وعشرين وكان قد تم استفتاء أهل المنطقة النوبيه بأن يتبعوا لمصر ام السودان اختاروا تبعيتهم للسودان وكان ذلك في عام ١٨٩٩م اي قبل ترسيم الحدود وفق اتفاقية الحكم الثنائي و ذلك يعني حسب القانون الدولي تقرير مصير ولكن لم يستفتوا في ظل الحكومات الوطنية وهجروا قسرا ولم يعوضوا وفوق ذلك يتم تصفيتهم في صمت في حلفا الجديدة هجرت هذه الأسر لتعيش في بيوت اسقفها من الاسبستوس وحتى مياه الشرب تصل عبر شبكة الاسبستوس الذي اورث الأهالي السرطانات والفشل الكلوي بجانب أمراض أخرى لا عد لها ولا حصر ولان انسانها افقدته الهجره كثير من احباءه أصبح يتوق للعوده إلى الجذور يشده الحنين إليها ولكن تظل السياسات طارده وغير مساعده للأعمار والعوده لتقاطع مصالح لا تتماشي وثمن الساعات التي استبدلت بها اراضينا




