*سلطانة العطور السودانيه في نقطة ضوء: حضور يضيء رغم العتمه*

بقلم : رندة المعتصم اوشي

شاركت منال البلتاجي، المعروفه بلقب سلطانه العطور السودانيه، في بازار نقطة ضوء الذي اقيم في توقيت صعب تزامن مع احداث الفاشر المؤلمه. ورغم ثقل اللحظه، اثبت البازار ان روح التكافل اقوى من الالم وان العطاء لا ينطفئ مهما اشتدت الظروف. وكما قالت منال: رغم الالم نختار ان نضيء الطريق.

صاحبة البازار، رانيا، اكدت ان 50 %من قيمة المشاركات ستذهب لدعم منظمة ميارم، اضافه الى تبرعات بنسبة 5% من مبيعات بعض المشاركات، في مبادره انسانيه تعكس تماسك المجتمع السوداني في مواجهة المحن. وقد طغت هذه الروح على اجواء الحدث، فكانت نقطة الضوء الحقيقيه هي القلوب التي اتحدت من اجل الفاشر واهلها.

ورغم حالة الحزن التي تخيم على الجميع، شهد البازار حضورا مميزا. الزوار جاءوا لشراء احتياجات مناسباتهم الخاصه، افراحا وزيجات، في رسالة تؤكد ان الحياه تستمر رغم الوجع، وان الناس لا تتخلى عن الفرح حتى في اصعب اللحظات.

منال البلتاجي اكدت ان تقييمها للبازار كان مختلفا. فالمبيعات لم تكن الافضل، لكنها التزمت ببكجات العروسات، وبعضهم دفع عربونات مسبقه، فيما فضلت اخريات اخذ كروت للتواصل لاحقا. بالنسبة لها، العلاقة مع الناس والوفاء بالوعد اهم بكثير من حجم البيع.

وتشير منال الى ان الفاشر اصبحت اقرب الى الجميع اكثر من اي وقت مضى، بعد توثيق الجرائم عبر الميديا وما تبثه من مشاهد مؤلمه هزت الضمائر. وتقول ان كل اسرة سودانيه لها ارتباط بدارفور، سواء عبر صلة دم او جيرة او صداقة او زمالة، مؤكدة ان امدرمان التي تنتمي اليها تمثل السودان المصغر، حيث يتعايش الجميع دون سؤال عن قبيلة او جنس.

وبينما طالبت بعض الاصوات بتأجيل الحدث تقديرا لحجم الجراح، رأت المشاركات ان التزاماتهن تجاه الناس لا يحتمل التأجيل، وان العمل المستمر جزء من الصمود في وجه الالم.

سلطانة العطور السودانيه شددت على ان مشاركتها لم تكن بحثا عن الربح، بل التزاما تجاه من وضعوا ثقتهم فيها، ورسالة لدعم المرأة في كل الظروف. فهي تواصل تقديم كورسات لتعليم النساء النازحات مهنا تساعدهن على الوقوف من جديد وخلق مصدر رزق كريم.

وفي ختام حديثها، تمنت ان يعم السلام كل ربوع السودان، وان يعود الامن والاستقرار لوطن يستحق ان يعيش بحب وامل.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole