*بابنوسة تحترق بصمت… أنقذوها قبل أن تصير فاشرًا أخرى*

بابنوسة الآن على حافة الكارثة
المدينة التي كانت محطة القطار والذاكرة والعبور، تحولت إلى هدفٍ مكشوفٍ أمام أنياب الجنجويد ومخططات الخراب. التحذيرات تتصاعد، والأنين يعلو من داخلها، لكن الدولة تتفرج، والعالم يصمّ أذنه كما صمّها من قبل على صرخات الفاشر، حتى احترقت الفاشر كلها وصارت رمادًا ودمًا
بابنوسة اليوم تحضر… لكنها تحضر للغرق.
تستعد لمصير يشبه الفاشر إن لم تمتد إليها الأيادي الآن، وإن لم تنتفض الضمائر قبل فوات الأوان. فالسكوت على ما يحدث هناك ليس حيادًا، بل تواطؤ يفتح الباب لجريمةٍ جديدةٍ باسم الصمت، تمامًا كما حدث في دارفور.
أهالي بابنوسة يعيشون بين الخوف والانتظار، يسمعون خطوات الموت تقترب، ويشاهدون سياراتٍ غريبةً تتحرك في الظلام، بينما الخرطوم غارقة في مناقشاتٍ باردةٍ عن الحلول السياسية، والبلاد تُنهش قطعةً قطعة.
هل ننتظر حتى نكتب بعد أيام: “كانت هنا بابنوسة”؟
هل نترك المدينة تسقط كما سقطت الفاشر، لأننا لم نتعلم من دماء دارفور شيئًا؟
الذين يتحدثون الآن عن “التهدئة” و”الحلول الوسط” لا يرون أن المدن لا تهدأ بالبيانات، بل بالكرامة والسلاح والعدالة. وإن تُركت بابنوسة لمصيرها، فإن السقوط لن يتوقف عندها… سيصل إلى كل بيتٍ في كردفان.
أنقذوا بابنوسة الآن، قبل أن تصير فاشرًا أخرى.
قبل أن تصبح المآسي كلها نسخةً واحدة، والبلاد كلها مقبرةً واحدة.بابنوسة اليوم تقف على حافة الجحيم تصرخ ولا أحد يسمعها تمد يدها للدولة وللضمير الإنساني قبل أن تبتلعها نار المليشيا كما ابتلعت الفاشر إما أن تتحركوا الآن أو تكتبوا اسم بابنوسة في قائمة المدن التي ذبحتها خيانة الصمت ولعنة التواطؤ
الدعوات الصادقة أن يحفظ اهلها من ظلم الجنجويد

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole