*إلى الشهيد الشريف حسين الهندي*

كان الحديث معك دائمًا يخرج من حدود المكان، ويعبر الزمن بقلبٍ يتّسع للعالم العربي والافريقي كله. كنتَ تحمل أثقال الواقع وقيوده، ثم تحلّق فوقها، متجاوزًا الصعاب، محولًا الأحلام إلى حقائق. كانت معجزتك تتفجر من ينابيع الأنبياء، ولا تزال رسالتك حيّة يسير بها من تبقى على الدرب، نحو الخلود.

من ذا الذي يجوب الآن عتمات الظلام كما كنت تفعل، ثابتًا على الشعلة التي لا تنطفئ؟ ومن ذا الذي عاش معك تلك السيرة، وشق طريقه في مسيرة النضال، وحمل معك أثقال العذاب؟ ها هي الأعوام تدور، ويبقى نداؤك يتردّد، وما كان له أن يكون وحيدًا، فعيونك – وإن أغمضتها – ما زالت ترقب جمعنا، بسعة صدرك الذي لا يضيق.

أتحسب أننا ضللنا الطريق؟ كيف، وإرثك مكلل بالشهادة؟ أو تحسبنا في حيرة؟ كيف، والموقف الذي علمتنا إياه يضيق به اتساع السماء؟ لقد كنا بك، مثلما أنت اليوم بنا: نكون… أو لا نكون.

دع الدموع تسيل مرة، فهي تغسل الألم. نعم، هوت السارية واضطرب السُّكان، لكن السفينة لم تغرق؛ فالجرذان وحدها تهرب، أما نحن فنرفع الشراع، ونرى في عينيك الشاطئ قريبًا. غدًا تشرق الشمس، ويسكن الريح، فاطمئن… فقد تعلمنا منك الكثير.

تعلمنا م

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole