*ارتفاع ضحاياها إلى 229 شخص بين قتيل وجريح،، مجزرة كلوقي،، أصداء لا تنتهي.. مقتل 150 شخصاً بينهم 89 طفلاً و43 رجلاً و18 امرأة*

ارتفاع ضحاياها إلى 229 شخص بين قتيل وجريح،،
مجزرة كلوقي،، أصداء لا تنتهي..

مقتل 150 شخصاً بينهم 89 طفلاً و43 رجلاً و18 امرأة..

توقعات بارتفاع عدد الشهداء بالنظر إلى الحالة الحرجة لعدد من المصابين..

صدى واسع وارتياح كبير لاتصال رئيس الوزراء بأسر الضحايا في كلوقي..

بعثة السودان بجنيف: الميليشيا استوفت جميع معايير تصنيفها جماعة إرهابية..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

ما زال صدى مجزرة كلوقي يتردّد في الأصداء وأقاصي الدنيا، بعد أن هزّت الجريمة ضمير العالم وأطلقت موجة غير مسبوقة من الغضب والإدانة، إذ يحمل كل يوم ارتفاعاً جديداً في حصيلة الضحايا من الأطفال والنساء والرجال، وقد كشفت آخر إحصائية رسمية عن وصول عدد المتأثرين بالمجزرة إلى 229 شخص بين شهيد ومصاب، في واحدة من أكثر الجرائم دموية منذ أن نقل تحالف ( الحلو – دقلو) عملياته العسكرية إلى ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، يأتي ذلك في وقت أكدت فيه منظمات حقوقية ورسمية أن ما جرى في كلوقي يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال.

أرقام مفجعة:
وارتفع عدد ضحايا مجزرة كلوقي حاضرة محلية التضامن بولاية جنوب كردفان إلى 150شهيداً بينهم 89 طفلاً و18 امرأة، 43 رجلاً، كما ارتفع عدد المصابين إلى 79 مصاباً، من بينهم 19 طفلاً، و10نساء، و50 رجلاً، ويُتوقع ارتفاع عدد الشهداء نظراً للحالة الحرجة لعدد من الجرحى، فيما بلغ إجمالي عدد المتأثرين بالحادثة 229 شخصاً، وهو رقم يعكس حجم الكارثة الإنسانية ومستوى العنف الموجّه نحو المدنيين العزّل.

انتهاك جسيم:
وكان تحالف الحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو، وميليشيا الدعم السريع، قد نفَّذ يوم الخميس الماضي ثلاث موجات من القصف، بطائرة مسيّرة استراتيجية يُعتقد أنها إماراتية الصنع، حيث استهدف الهجوم روضة الحنان بكلوقي بأربع صواريخ، بينما كان الأطفال في ساحات وفصول الدراسة، وعقب محاولة الأهالي إسعاف الأطفال، أطلقت المسيّرة دفعة جديدة من الصواريخ على المسعفين والمتجمهرين، وفي الهجوم الثالث، استهدفت المسيّرة مستشفى كلوقي الذي نقلت إليه الضحايا في محاولة لإنقاذ حياتهم، وبهذا النمط المتتابع من الاستهداف المباشر والمتعمد لمرافق مدنية محمية بالقانون الدولي الإنساني، صنّف خبراء حقوقيون الهجوم ضمن جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال والنساء والمدنيين، في تجاهل صارخ لاتفاقيات جنيف ومعايير حماية المدنيين في النزاعات المسلحة.

اتصال كامل إدريس:
وقال والي ولاية جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم إن رئيس الوزراء دكتور كامل إدريس اتصل به هاتفياً معزّياً في شهداء وضحايا الاعتداء الغاشم الذي نفّذته ميليشيا الدعم السريع والحركة الشعبية جناح الحلو، وأبان الوالي في إفادته للكرامة أن رئيس الوزراء أعرب عن أسفه العميق لهذه الجريمة، وتعهد بـالوقوف إلى جانب الضحايا وأسرهم، وتقديم الدعم اللازم لهم ولأسرة الروضة التي طالها الدمار جراء القصف، كما أكد رئيس الوزراء دعمه الكامل للولاية وسكانها حتى تستقر الأوضاع الإنسانية والأمنية، ونوه الوالي إلى تواصل رئيس الوزراء هاتفياً مع أسر الضحايا والمدير التنفيذي لمحافظة قدير ( التضامن) مترحماً على الشهداء، ومؤكداً في الوقت نفسه ضرورة الإسراع في علاج المصابين، وأشار الوالي إلى أن هذا التواصل وجد صدى طيباً وارتياحاً كبيراً وسط المواطنين، لا سيما أسر الضحايا.

إدانة الاتحاد الأفريقي:
الصدمة الإنسانية التي خلّفتها المجزرة لم تتوقف عند حدود السودان، إذ سادت حالة من الإحباط والغضب في المحيطين العربي والإقليمي، وتدفقت بيانات الإدانة من عواصم ومنظمات دولية، لتؤكد أن استهداف الأطفال والمرافق المدنية يمثّل نقطة انهيار أخلاقي لا يمكن تبريره أو الصمت عليه، وأدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السفير محمود علي يوسف بأشد العبارات الهجمات المروّعة في كلوقي التي راح ضحيتها أكثر من مائة مدني، بينهم عشرات النساء والأطفال، ووصفت المفوضية الاستهداف المتعمد للأطفال والمربين والطواقم الطبية بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، معربة عن صدمة عميقة إزاء تكرار الفظائع ضد المدنيين في جنوب كردفان، ودعت المفوضية إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وحماية المدنيين، خاصة الأطفال والنساء، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود، وفتح تحقيقات مستقلة لمحاسبة المسؤولين، وأكد الاتحاد الأفريقي تضامنه مع الشعب السوداني، واستعداده للعمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين لمنع تكرار هذه الفظائع.

مذكرة رسمية:
هذا وقد أودعت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف مذكرة رسمية لدى مفوضية حقوق الإنسان، عمّمت خلالها بيان وزارة الخارجية حول الهجوم على روضة أطفال ومرفق صحي بكلوقي بواسطة طائرة مسيّرة استخدمتها ميليشيا الدعم السريع بالتعاون مع الحركة الشعبية – جناح الحلو، وأكدت البعثة أن الميليشيا قد استوفت جميع معايير تصنيفها جماعة إرهابية متوحشة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لاعتماد هذا التصنيف، وتمثل هذه المذكرة وفقاُ لمراقبين تصعيداً دبلوماسياً يهدف إلى تدويل الجريمة وربطها بمطلب السودان الأساسي في مجلس حقوق الإنسان والهيئات الأممية، ومن شأنها فتح الباب أمام تحقيقات أممية مستقلة قد تقود إلى ملاحقات دولية لقادة الميليشيا وحلفائها، وتمنح هذه المذكرة الخرطوم سنداً قانونياً وسياسياً إضافياً لتبنّي إجراءات عقابية دولية ضد ميليشيا الدعم السريع، كما تدفع باتجاه إعادة تعريف النزاع باعتباره مواجهة بين دولة وجماعة إرهابية، وليست حرب أهلية ونزاع داخلي.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ.. تشكّل مجزرة كلوقي نقطة تحول خطيرة في مسار الحرب بولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، ليس فقط بسبب حجم الضحايا أو وحشية الأسلوب المتبع في استهداف الروضة والمستشفى، بل لأنها أعادت إلى الواجهة سؤال حماية المدنيين في مناطق الحرب، ووضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، فالتضامن الواسع، وإدانة الاتحاد الأفريقي، وخطوة السودان في جنيف، كلها مؤشرات على أن الجريمة لن تمر مرور الكرام، وأن مسار تصنيف ميليشيا الدعم السريع جماعة إرهابية بات يقترب من لحظة حاسمة، ومع ذلك، تبقى الأولوية هي وقف النزيف وحماية المدنيين، ودعم الناجين والأسر المكلومة، وضمان ألا تتكرر مجزرة كلوقي في أي بقعة من السودان مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole