متابعات : سودان 4نيوز
أعرب الصحفي الهندي عز الدين عن بالغ حزنه واستغرابه إزاء ما جرى في هجليج مؤخراً، واصفاً الوضع بأنه “متوقع” عقب انسحاب اللواء 90 من محيط حقول النفط وتوجهه نحو جنوب السودان، وفق ما بثّه تلفزيون جنوب السودان في تقرير مصوّر تحدث عن تنسيق بين البرهان وسلفاكير لاستلام معدات عسكرية تابعة للفرقة.
وقال عز الدين إن ما يحدث اليوم يعيد إلى الأذهان أحداث عام 2012، حين اعتدت قوات من الجيش الشعبي – الجيش الرسمي لجنوب السودان على حقل هجليج، وارتكبت عمليات تخريب واسعة في منشآت النفط، قبل أن يعلن الرئيس المخلوع عمر البشير استعادة الحقل في العملية الشهيرة التي قادها الفريق أول كمال عبد المعروف والعميد ود إبراهيم.
وأكد الصحفي أن المشهد الحالي “محيّر”، مشيراً إلى أن القوات الموجودة في الأبيض قادرة – ميدانياً – على استعادة هجليج ونيالا والفاشر حتى عمق تشاد وإفريقيا الوسطى، مشدداً على أن قدرات الجيش والمقاومة الشعبية اليوم “أكبر بكثير” مما كانت عليه في 15 أبريل، حين كانت مليشيا الدعم السريع تقاتل بأكثر من 120 ألف عنصر مقابل قوة مشاة أقل عدداً في الجيش.
وأضاف أن تحرير الخرطوم، وأجزاء واسعة من النيل الأبيض والجزيرة والنيل الأزرق ونهر النيل، إضافة إلى فتح الطريق بين كوستي–ربك–الأبيض بعد طرد المليشيا، يثبت تغيّر موازين القوى لصالح الجيش.
وانتقد عز الدين انشغال قيادة الجيش والقيادة السياسية – بحسب وصفه – بملفات التفاوض، سواء عبر وفد محيي الدين سالم في واشنطن أو في المحادثات المرتقبة في سويسرا، مشيراً إلى أن مبادرة محمد بن سلمان وترامب ما تزال بلا أجندة واضحة أو نقاط محددة.
ورفض عز الدين حديث بعض الأطراف عن احتمال قبول الجيش بتقسيم السودان أو التسليم بانفصال دارفور وجزء من كردفان، واصفاً هذه الطروحات بـ“الوهم” الذي يتجاهل دروس التاريخ. وأوضح أن السودان والجنوبيين دفعوا ثمناً باهظاً لانفصال جنوب السودان، إذ اندلعت بعد عام واحد فقط من الاستقلال حرب ضارية بين سلفاكير ورياك مشار، قُتل فيها – وفق تقارير الأمم المتحدة وإحصائيات دولية – عدد يفوق ما قُتل خلال حرب السودان الكبرى الممتدة من 1955 حتى 2011.
وانتقد عز الدين ما وصفه بـ“مضحكة العقوبات الأميركية”، قائلاً إن واشنطن تعاقب “أفراداً كولمبيين”، بينما تتجاهل – عمداً – الجهة التي تموّل وتسلّح مليشيا الدعم السريع منذ أكثر من عامين ونصف، رغم أن هذه الجهة “معروفة للعالم كله”، ومذكورة في تقارير صحف كبرى بينها الغارديان ووسائل إعلام أميركية وأوروبية، كما تحدث عنها نواب في الكونغرس الأميركي
