وصف وقفة الاصطفاف الوطني بـالصنيعة الحزبية،،
“تحالف تأسيس”،، فوبيا الإسلاميين..
الشعب يرد على تحذيرات ” تأسيس”، بحشود هتفت باسم القوات المسلحة..
مشاركون: الميليشيا هي التي أغرقت البلاد في بحور الدماء، وليست الوقفة الداعمة للجيش..
خرجنا استجابة لنداء الوطن وإسناداً للجيش، وبعيداً عن أي انتماءات حزبية أو أيديولوجية..
قور: على العالم، أن يستمع إلى شهادات الضحايا، لا إلى خطاب الورق والميديا..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
أثار بيان تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” بشأن وقفة الاصطفاف الوطني التي شهدتها عدة مدن سودانية، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية، عقب توصيفه لهذه الوقفة بصنيعة الحركة الإسلامية، واعتبارها محاولة لإحداث فوضى وتخريب واستغلال تجمعات المواطنين لإغراق البلاد في دوامة جديدة من العنف، يأتي ذلك في وقت أكدت فيه قوى شعبية ومشاركون في الفعاليات أن خروجهم جاء استجابة لنداء الوطن وإسناداً للقوات المسلحة، بعيداً عن أي انتماءات حزبية أو أيديولوجية.
بيان تأسيس:
وحذَّر بيانٌ لتحالف تأسيس، حمل توقيع الناطق الرسمي، دكتور علاء الدين عوض نقد، المواطنين من الاستجابة لما وصفها بالدعوات الملغومة، متهماً الحركة الإسلامية بالسعي إلى تنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية بغرض إحداث فوضى وتخريب، واستغلال تجمعات المواطنين لمواجهة المجتمع الدولي وإجهاض جهوده الرامية إلى إيقاف الحرب، عبر ما سماه التضليل الإعلامي وتسويف إرادة السودانيين، وذهب البيان إلى أبعد من ذلك، حين أشار إلى أن الجهات التي أفتت سابقاً بقتل ثلثي الشعب من أجل البقاء في السلطة بحسب تعبيره لا تتورع عن قتل المزيد من المواطنين لصناعة خطاب إعلامي مُزيّف، ولا تستبعد توظيف العنف بين المواطنين كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية.
رسائل شعبية:
وكانت عدة مدن سودانية قد شهدت وقفات اصطفاف وطني واسعة، خرج فيها مئات الآلاف من المواطنين في مختلف الولايات، للتعبير عن دعمهم وإسنادهم للقوات المسلحة السودانية في معركتها ضد ميليشيا الدعم السريع المدعومة بمحاور إقليمية ودولية، ووفقاً لمراقبين فقد شكّلت هذه الوقفة رسالة سياسية وشعبية واضحة، أكدت وحدة الصف الوطني ورفض محاولات زعزعة الأمن أو دفع البلاد نحو الانقسام الداخلي، إلى جانب توجيه خطاب مباشر للمجتمع الدولي بشأن موقف قطاعات واسعة من الشعب السوداني الرافض لجرائم ميليشيا الدعم السريع، والمساند للقوات المسلحة باعتبارها صمام أمان السودان، وحامي سيادته، وصائن وحدة أراضيه.
تفنيد منطقي:
وفي تفنيد لما جاء في بيان “تأسيس”، يرى مشاركون أن الجهة التي أغرقت البلاد في بحور من الدماء ليست الوقفة السلمية ولا المواطنون الذين خرجوا دعماً للجيش، وإنما ميليشيا الدعم السريع، التي ارتبط اسمها بحسب إفادات ميدانية وتقارير حقوقية بعمليات قتل واسعة، وانتهاكات جسيمة، وتهجير قسري، دفعت المواطنين إلى الفرار من كل منطقة تدنسها أقدام الميليشيا الإرهابية، ويؤكد هؤلاء أن استخدام المدنيين كدروع بشرية، وإشاعة الفوضى، وتدمير النسيج الاجتماعي، هي ممارسات لصيقة بسلوك الميليشيا، لا سيما في مناطق سيطرتها بدارفور، حيث تمثل الأوضاع الإنسانية المتدهورة في نيالا وغيرها دليلاً حيّاً على طبيعة الفوضى التي فرضتها الميليشيا، لا على وقفات سلمية خرجت في وضح النهار.
خروج من أجل الوطن:
وأكد عدد من المشاركين في وقفة الاصطفاف الوطني أن خروجهم جاء استجابةً لنداء الوطن، ودعماً للقوات المسلحة التي تخوض حرباً وجودية ضد ميليشيا إرهابية تستهدف تدمير السودان وتغيير ديموغرافيته، مشددين على أن الدعوة لهذه الفعالية الوطنية جاءت عبر المقاومة الشعبية وبالتنسيق مع ولايات البلاد، ولا علاقة للحركة الإسلامية بتنظيمها، وسخر بعض المشاركين من اتهام “تأسيس”، قائلين: “لو كانت للحركة الإسلامية قدرة على تحريك الشارع بهذا الزخم الجماهيري، فهنيئاً لها حكم البلاد”، فيما تحدى آخرون تحالف “تأسيس” وطالبوه بحشد منسوبيه والنزول إلى الشارع، أسوةً بما فعلته المقاومة الشعبية، بدلاً من الاكتفاء باتهام الآخرين.
محاولة لتزييف الواقع:
ويرى الناشط السياسي وصانع المحتوى، المهندس أحمد سليمان قور، ، أن حديث “الكاذب الرسمي لتحالف تأسيس” يثير الدهشة، معتبراً أن التحالف ذاته هو من لجأ إلى حشد مرتزقة من خارج الحدود، تحت دعاوى إقامة دولة مزعومة قامت على القتل والنهب والارتزاق، وأكد المهندس قور في إفادته للكرامة أن الذين خرجوا في وقفة الاصطفاف الوطني هم أهل السودان الحقيقيون، الذين نُهبت ممتلكاتهم، وقُتل أبناؤهم، واُنتهكت أعراضهم، ودفعتهم جرائم الميليشيا والمرتزقة من جنسيات مختلفة إلى الدفاع عن وطنهم، وليس استجابةً لدعوة حزبية أو أيديولوجية، وشدد قور على أن المجتمع الدولي، إن كان حريصاً على الاستماع، فعليه أن يستمع إلى شهادات الضحايا، وإلى دوي الانفجارات التي طالت حتى مقار تابعة للمنظمة الأممية، بفعل مسيّرات الميليشيا، لا إلى ما وصفه بـخطاب الورق والميديا، مبيناً أن التاريخ سيكتب أن أهل السودان دافعوا عن بلادهم حتى تحريرها، بينما اختار آخرون طريق الخيانة والارتهان للخارج، مؤكداً أن “فزاعة الإسلاميين” لن تنطلي على الشارع ولا على المجتمع الدولي.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر.. فإن وقفة الاصطفاف الوطني كشفت عن واقع شعبي متمايز، يرى في القوات المسلحة مظلة وطنية جامعة في مواجهة خطر وجودي تمثله ميليشيا الدعم السريع، وفي الوقت الذي يذهب فيه تحالف تأسيس إلى توصيف هذه الفعاليات كصنيعة حزبية، يصرّ الشارع السوداني على أنها تعبير تلقائي عن إرادة وطنية، ورسالة مزدوجة للداخل والخارج بأن معركة السودان، في نظر قطاعات واسعة من شعبه، هي معركة بقاء وسيادة وطنية تلعب فيها القوات المسلحة القِدْح المُعلَّى، ويشاركها الشعب بحمل البنادق، والتزام الخنادق.




