*نهائي لوسيل … كرة قدم، دراما، وملايين الدولارات: المغرب بطل العرب 2025*

الدوحة : سودان 4نيوز
لم تكن ليلة الدوحة مجرد مباراة نهائية في بطولة إقليمية، بل سردية كاملة عن كرة القدم العربية حين تبلغ ذروة التوتر والمتعة معًا. في استاد لوسيل، حيث تختلط الذاكرة المونديالية بضجيج الجماهير، انتزع المنتخب المغربي لقب كأس العرب 2025 بعد فوز درامي على الأردن بنتيجة 3-2، في نهائي امتد إلى شوطين إضافيين، وحُسم بتوقيع اسمٍ يعرف طريق الشباك جيدًا: عبد الرزاق حمد الله.

من مقاعد البدلاء خرج حمد الله ليقلب كل الحسابات، ويمنح “أسود الأطلس” لقبهم العربي الثاني، في بطولة أرادت قطر أن تكون الأكبر تنظيميًا والأغلى ماليًا في تاريخ كأس العرب.

بداية صاعقة… وهدف من خارج النص
دخل المغرب المباراة بلا مقدمات. في الدقيقة الرابعة فقط، أطلق أسامة طنان تسديدة صاروخية من مسافة بعيدة، سكنت شباك الحارس الأردني يزيد أبو ليلى، في هدف بدا وكأنه إعلان مبكر عن ليلة مغربية خالصة. هدف أربك الأردن وأشعل المدرجات، وكاد يتضاعف بعد دقائق لولا براعة الحارس.

لكن المباراة، كما أثبتت لاحقًا، لم تكن خطًا مستقيمًا.

الأردن يعود… وVAR يدخل على الخط

مع بداية الشوط الثاني، ظهر منتخب الأردن بوجه مختلف. رأسية علي علوان أعادت المباراة إلى نقطة الصفر، قبل أن يعود الاسم ذاته ليمنح “النشامى” التقدم من ركلة جزاء، احتُسبت بعد مراجعة تقنية الفيديو.

في تلك اللحظة، بدا أن الكأس تميل أردنيًا، وأن المغرب يقترب من خسارة نهائي كان الأقرب له في أغلب فتراته.

حمد الله… التغيير الذي غيّر كل شيء

عندما دفع طارق السكتيوي بورقة عبد الرزاق حمد الله، كان الرهان واضحًا: الخبرة أمام الضغط. في الدقيقة 87، فعلها المهاجم المخضرم، وعدّل النتيجة وسط جدل تسلل حُسم بدوره عبر تقنية الفيديو.

لم تتوقف الدراما هنا. هدف أردني أُلغي في الوقت الإضافي، ثم لحظة حسم مغربية في الدقيقة 100، حين وضع حمد الله الكرة بهدوء داخل الشباك، كأنه يلخص مسيرته كلها في لمسة واحدة.

بطولة بملايين الدولارات… ورسالة تتجاوز الكأس
بتتويجه، لم يحصد المغرب الكأس فقط، بل نال أيضًا أكبر مكافأة مالية في تاريخ البطولة، تجاوزت 7 ملايين دولار، ضمن جوائز إجمالية بلغت 36.5 مليون دولار، في نسخة وضعت كأس العرب في مصاف البطولات القارية الأغلى عالميًا.

الأردن، رغم الخسارة، خرج بوصافة تاريخية وجائزة مالية غير مسبوقة، مؤكّدًا حضوره كأحد أكثر المنتخبات العربية تطورًا وانضباطًا في السنوات الأخيرة.

ما بعد النهائي

في لوسيل، لم يفز المغرب وحده. فازت البطولة نفسها بصورة جديدة: تنظيم ضخم، تنافس حقيقي، وجمهور عربي وجد في كرة القدم متنفسًا وسط واقع سياسي واقتصادي مثقل.

أما حمد الله، فغادر الملعب كما دخل: اسمًا لا يُختصر في الأهداف فقط، بل في قدرته الدائمة على الظهور حين يكون الصمت أثقل من الهتاف.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole