*بورتسودان-القضارف-ام درمان الثورة أبقي من الحرب تحت ديسمبر وميض نار يخيف طرفي الحرب ياسر عرمان*

رغم تراجع قوى الثورة نحو تكتيكات دفاعية بحكم الحرب وتشتت المجتمع، وهو في مرمى البندقية مصوبة نحو إنسانه المدني، والناس يدافعون عن حقوقهم الطبيعية قبل السياسية والمدنية وأولها حق الحياة ومتطلباته من أمن وطعام وسكن وعلاج، رغم توجه القوة المدخرة والمنهكة في نفس الوقت في الاتجاه للتصدي للكارثة الإنسانية والانتظام في توفير قدح التكايا والطوارئ واستضافة النازحين في دور ابي سفيان، وبسالة القطاع الصحي في تقديم ما استطاع إليه سبيلا، والعمل المستمر في كشف جرائم الحرب.

ظلت ذاكرة الثورة حية ومتقدة فديسمبر مطمورة في تربة الواقع الامينة بشهدائها وتضحياتها، والثورة فكرة والفكرة لا تموت. فلا زالت صورة عبد العظيم وست النفور وكشة وقصى و (يا هزاع حقك ما ضاع) ورفاقهم وهم عصيين على النسيان، لم يهزمهم من قبل الإنقلاب وهم أكثر خلودا من مدفع الحرب.

ندرك التخريب والاختراقات المبرمجة ومحاولة استباق تراكم وتصاعد المد الثوري المستقبلي والإعداد لتخريبه والخوف من القدرات الكامنة للحركة الجماهيرية رغم حصار الحرب ونيرانها ومحاولات القوى المضادة للثورة لحجز مقعد التخريب المبكر، ولكن الثورة أكبر من محاولاتهم وعليهم تذكر مارد القيادة العامة الذي ارعبهم حتي تم هدمه بقوة السلاح في مواجهة ايادي عارية ممسكة بالثورة ولا تزال، ولله والثورة في خلقها شؤون وخرافة الثورة بديعة.

ما يجمع قوى الحرب هو الخوف من ثورة ديسمبر وطريقها نحو بناء دولة الناس لا دولة البنادق، وسيادة حكم القانون والمحاسبة لا سيادة البنادق ومدافع الخوف والإرهاب.

في بورتسودان المدججة بالأمن والسلاح التي لا تشقها إلا مسيرة تطلق من على البعد فإن شجعان من المناهضين للحرب كانوا اقرب إليها من حبل الوريد، وعلى راسهم مغني السلام وداعية المصالحة المبدع البجاوي والسوداني سيدي دوشكا، شقوا طريقهم في قلب المدينة داعين للسلام ووقف الحرب، فشكرا لسيدي دوشكا ورفاقه. وفي القضارف اعتقل الديسمبريات والديسمبريين من لجان المقاومة دون ذنب سوى الدعوة إلى السلام.

في ام درمان التي وطأ ثراها منذ (١٠٠) علي عبداللطيف ورفاقه من ثوار ١٩٢٤، والتي دشنت اول مظاهرة سلمية في تاريخ الدولة الحديثة وعلى طريق الترام الذي مر عليه خليل فرح وعرفات محمد عبد الله، فهاهي ام درمان مرة اخرى تزين ١٩ ديسمبر رافعة رآية المقاومة تحت رماد الحرب فإن هنالك وميض نار سيعم لاحقا كل السودان. إن ديسمبر وجدت لتوحد الناس ولتحتفي بالتنوع والمواطنة بلا تمييز وعدم الافلات من العقاب، والسلطة للجماهير لا بطول البندقية.

المجد للشهداء ذاكرة الثورة التي لا تغيب، بالامس لم يهزموا ثالوث الثورة الفرنسية في الحرية والعدالة والإخاء بعد عشر سنوات من الحرب وعادت الثورة الفرنسية، وفي بلادنا لن يهزموا ثالوث ثورة ديسمبر المقدس في الحرية والسلام والعدالة، والثورة خيار الشعب.

الشعب ليس بغافل
والثورة أبقى من الحرب

٢٠ ديسمبر ٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole