*وداعاً يا ابا الرجال وداعاً صديق الفقراء و الجياع وداعاً استاذنا و مربينا و صديقنا رحل عن دنيانا الاستاذ عثمان عمر الشريف*

وداعاً يا ابا الرجال
وداعاً صديق الفقراء و الجياع
وداعاً استاذنا و مربينا و صديقنا
رحل عن دنيانا الاستاذ عثمان عمر الشريف السياسي النبيل و المحامي الضليع والرياضي المطبوع إثر علة ألمت به جراء ما أصاب وطنه الكبير و الصغير من أزمة جراء حرب أهدرت الموارد و المدخرات و المقتنيات للدولة و للمواطن و ما صاحبها من انتهاكات واسعة لم تسلم منها الأعراض و لا حول و لا قوة إلا بالله .وبأي العبارات أنعيك
أنت يا من علمتنا قيم الوفاء والاخلاص والعطاء والتضحية
والآن لا أجد الكلمات التي تقال في رثائك
كل الافكار والحروف تبعثرت
والكلمات تاهت
تاهت في طيات ذاك الزمان
الزمان الذي كان يجمعنا ومازال حول قضية ومصير شعبنا في الوطن
وها نحن اليوم قد افترقنا جسدياً
بقضاء الله وقدره وغدرات الزمن…………
يا أيها الثائر ………..
المناضل …………
يا رجل الوطن والأمة واحد أعمدة المسيرة الوطنية والقومية……..
حقاً لا اعلم ما له قلمي يقف عاجزاً عن وصف ما أنا فيه
فهو مهما كتب ومهما عبر لن يمنحك حقك
فأنت لا الكلمات ولا المشاعر يمكن أن توفيك حقك¨
نعاهدك الالتزام بكل المبادئ التي اقسمنا عليها
نعاهدك ان نمضي قدماً الى الامام لتجسيدها على الواقع
نعاهدك باننا لن ندخر جهداً لتحقيق طموح وتطلعات
أبناء شعبنا في الوطن والمهجر.
رحل فارس المنابر الأول المدافع عن قضايا المواطنين و المتصدي لقضايا العدالة و احقاق الحقوق ، لقد إختط أستاذنا مساراً متفرداً قوامه الالتزام بحزب الحركة الوطنية منذ صباه الباكر و منذ حياة الطلب حيث تصدى للحديث في وداع الأزهري عند تشييعه رحمه الله تعالى متعهداً امامه بما التزم به و عرفته سنين النضال الطويل ضد طغمة مايو فبرع و أبدع و عرفته البرلمانات فكان من أوفى الناس ببرامج ناخبيه و أكثرهم التزاماً و لما عرفته الوزارة وجدت فيه الطهر و العفة والاخلاص و أرعب الفاسدين و المفسدين لحياتنا السياسية من منصة العدالة فحقق نموذجاً غاية في الانحياز لجماهير الشعب السوداني التي كان صوتها و المعبر عنها بلا مِراء ولا ريب .
فقدنا أستاذ الجيل الذي كان سنداً للحركة الطلابية الاتحادية بالدعم و التدريب و التاهيل فتخرجت علي يديه أجيالاً من المناضلين يحملون مبادئ الحزب و يسيرون تحت خفق رايته في دروب النضال و مسيرة الكفاح الوطني كيف لآ تـبيكك العين ويلتاع بأثرك الفؤاد، وكيف لا تذرف الأقلام أنات زفراتها زرافات في رثائك ، نحن ندرك أن الموت حق ، ولكن من يقوم مقامك ..! .أيها المعلم .. نحن أبناءك وأصدقائك ومحبيك .. تركت فينا الحنان و الفرح و المرح ..تركت فينا الأمل والتفاؤل و الحياة ..تركت فينا الحب والاحترام .. تركت فينا لغة الاستمرار و البقاء .. تركت فينا اليقظة و النهوض إلى الأمام .. تركت فينا أن نبقى على العهد من أجل السودان .
رحلتَ عنَّا جسداً والأجساد كلها تفنى…!تركتَ فينا أملاً كالصخرةِ الصَّماءتتحطمُ فوقَ كبريائهِ كُلُّ أهوالِ القيود!
تحية إلى مسيرتك النضالية الفذة ، حيث أحرقت عبرها وهج عمرك في سبيل المبادئ والوطن
رحم الله الشريف عثمان عمر الشريف و تقبله في معية نبينا المصطفي صلي الله عليه و سلم و اثابه عن جيلنا و الأجيال التي تلته و عن حزبه و زملاء كفاحه وجماهير شعبنا خيراً كثيراً . مجدي مصطفي. باريس 13/2/2024

مقالات ذات صلة