*وزير الخارجية السفير علي الصادق في حوار الوقت للكرامة : إتفقنا مع ايران على استئناف التمثيل الدبلوماسي المقيم*

وزير الخارجية السفير علي الصادق في حوار الوقت للكرامة :

إتفقنا مع ايران على استئناف التمثيل الدبلوماسي المقيم..

يحزننا أن تتنكر الامارات لإرث علاقاتها مع السودان..

نجحنا في تجنب حدوث هذا السيناريو …

لدينا علاقات صداقة تقليدية وتعاون فعال مع روسيا

انهاء تفويض ( يونتامس) ومهمة ( فولكر) من ابرز انجازات الخارجية

وسوف يتم افتتاح سفارتي الخرطوم وطهران بالبلدين قريبا..

إيقاد لم تعد تعنينا كثيرا

فى هذه الحالة (….) سنستانف علاقتنا مع الايقاد ..

نأمل ان تراجع الامارات مواقفها من السودان..

تشاد بادرت بالعداء وسمحت بنقل السلاح وامداد المتمردين ..

ساعون لملء الوظائف الضرورية بالمحطات الدبلوماسية المهمة

تنفيذ اعلان جدة حجر الزاوية لاستئناف المحادثات

ظل حراك الدبلوماسية السودانية محاطا بكثير من الجدل خلال الفترة الماضية، ومع اتساع نطاق التحديات التى فرضتها الحرب تصاعد ايقاع العمل الخارجي باعتباره راس الرمح فى تعريف العالم بما احدثته المليشيا المتمردة من خراب وتدمير، والحصول على اسناد مطلوب يعين الدولة وقيادتهل وجيشها على مواجهة اجندة التمرد وكشف المواقف الداعمة لمخططاته وتفنيد ادعاءاته التى برر بها للحرب وما جرته من جرائم مروعة ارتكبتها المليشيا ضد المدنيين فى السودان..
وزير الخارجية السفير على الصادق تحمل عبئا كبيرا فى التصدى لمخططات اختطاف الدولة السودانية، وظل صاحب نشاط موار بالحركة والاتصالات واللقاءات والاسفار فى سعيه لتعزيز مكانة السودان خارجيا وقطع الطريق امام محاولات عزله وتقديمه لقمة سائغة للمتمردين ومن يقفون خلفهم من اصحاب الغرض والاجندة..
(الكرامة) وفى حوار الوقت حاولت ان تقلب دفتر العمل الدبلوماسي مع وزير الخارجية السفير على الصادق الذى فتح قلبه فى حديث الصراحة واجاب بوضوح على استفسارات الراهن المسكون بكثير من المخاطر، وقدم مرافعته امام اسئلتنا حول اداء الخارجية السودانية فى مرحلة الحرب، فالي مضابط الحوار.

حوار: محمد جمال قندول

*ما هو تقييمك لما حققته الدبلوماسية السودانية خلال الفترة الماضية؟
لتقييم ما حققته الدبلوماسية السودانية خلال الفترة الأخيرة التي شهدت إندلاع الحرب المفروضة على بلادنا، لا بد من استصحاب أن هدف من أشعلوها كان القضاء على الدولة السودانية ومؤسساتها وتمزيق وحدتها.
وفي مواجهة ذلك صدعت الدبلوماسية السودانية منذ اليوم الأول للأزمة بصوت الدولة السودانية الموحد وخاطبت العالم برسالة واضحة وقوية مفادها أن الدولة السودانية والشرعية القائمة باقية وموحدة ومتماسكة. وتحدثت جميع بعثات السودان وممثلوه بالخارج بصوت واحد يعبر عن المؤسسات الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة، الجيش الوطني، والمؤسسة الدبلوماسية نفسها.

اذن كيف تصدت الخارجية للمهمة؟!

شرعت الدبلوماسية بإشراف مجلس السيادة، رأس الدولة، منذ الأيام الأولى للحرب في التواصل مع الأشقاء والأصدقاء لشرح حقيقة ما يجري في بلادنا ، وقد يبدو ذلك للبعض أمرا بديهيا ومتوقعا، لكن تظهر أهميته إذا قارناه بما حدث في بلدان أخري، في محيطنا الإقليمي أو في الساحة الدولية العريضة، تعرضت لما تتعرض له بلادنا إذ وصل الإنقسام في تلك الدول إلى المؤسسة الدبلوماسية وسفاراتها بالخارج مما شوش على شرعية النظم القائمة في هذه البلدان والإعتراف الدولي بها، وبحمد الَله نجحنا في تجنب حدوث هذا السيناريو، مما مكننا من محاصرة التمرد خارجيا، رغم ما بذله رعاته من جهود وأموال وإستعانتهم ببيوت خبرة وشركات علاقات دولية أنفقت عليها ملايين الدولارات.
ماهي ابرز انجازاتكم فى هذا الجانب؟!
من الإنجازات البارزة التي تابعها الجميع نجاح الدبلوماسية السودانية في إنهاء مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيرتس، ثم إنهاء تفويض بعثة يونيتامس نفسها، بطريقة هادئة ودون الدخول في مواجهة مع الأمم المتحدة والحفاظ علي عي علاقات تعاون إيجابية معها ، كلا الخطوتين وضعت التعامل مع المنظمة الأممية في الطريق الصحيح ووضعت حدا لمحاولات الإنتقاص من سيادة السودان والتدخل في شؤونه الخاصة،
كما شهدت نفس الفترة إعادة إنتخاب السودان لعضوية لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وهو إنجاز كبير بلاشك ، كما نجحنا في إفشال محاولتين بريطانيتين لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في أوضاع حقوق الإنسان بالسودان وإعادتنا لحقبة الرقابة الأممية علي أوضاعنا الداخلية ، وقد تم ذلك بأغلبية كبيرة.
وكذلك نجحت الدبلوماسية في مساعدة ودعم المواطنين السودانيين الذين لجأوا للخارج بسبب الحرب، وهم قرابة المليون مواطن.
كل ذلك في ظل توقف معظم الأنشطة الإقتصادية في البلاد والتراجع الحاد في إيرادات الدولة بسبب الحرب، وتوقف التحويلات المالية للبعثات الدبلوماسية لفترات طويلة، إلا أنها واصلت عملها بالكفاءة والهمة المطلوبتين.

* هنالك الكثير من الجدل حول عزلة تعيشها البلاد أجلت في مسار الحرب الاخيرة؟
*
إجابتي السابقة تضمنت جزءا من الرد على هذا السؤال. وفي الواقع ليست هناك عزلة، فحاليا هناك قدر متنام دوليا، من التفهم لحقيقة ما يجري في السودان. وقد تجلى ذلك خلال مشاركتنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر الماضيين، واللقاءات الواسعة التي أجراها السيد رئيس مجلس السيادة مع عدد من زعماء الدول والقيادات الأممية، والجولة الإقليمية لسيادته قبل ذلك وبعده وجولات السيد نائب رئيس مجلس السيادة. وكذلك خلال مشاركتي في إجتماعات مجموعة دول عدم الإنحياز، وقمة الجنوب الإقتصادية، واجتماعات مجموعة ال (77 + الصين ) بكمبالا الشهر الماضي، وتمثل هذه الاجتماعات أكبر تجمع دولي بعد الجمعية العامة للأمم المتحدة .
كذلك فإن عددا من المنظمات الدولية والإقليمية إتخذت مواقف معقولة تجاه الأزمة في السودان مثل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤتمر الدولي لإقليم البحيرات العظمي ، فضلا عن تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، والهيئات التشريعية في الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي.
إلا أن البعض ربما ظن مخطئا في البداية أن ما يجري في السودان هو صراع بين قوتين على قدر متساو من الشرعية، وليس تمردا على سلطة شرعية وحرب علي الشعب السوداني من مجموعة إرهابية قوامها مرتزقة أجانب، لكن الآن أصبح هناك فهم أفضل للأزمة في السودان ودعم أكبر للحكومة السودانية.

*كيف تنظرون الي مستقبل علاقات السودان الخارجية علي ضوء ما يواجهه من تحديات الان على الاصعدة الإقليمية والدولية؟
الحرب أنتجت موقفا وطنيا موحدا حول القيادة والجيش الوطني وخلقت وعيا قوميا جديدا بما تعنيه مفاهيم السيادة والاستقلال والوحدة الوطنية، وأوضحت حجم المطامع الخارجية في السودان من حيث موقعه الجيوسياسي، ومن حيث موارده، كما بينت للعالم أهمية السودان للأمن الإقليمي والدولي.
كل هذه العوامل هي التي سترسم مستقبل علاقات السودان الخارجية.
* هل توقف التقارب مع إيران في محطة لقاء وزير الخارجية الإيراني ام ان هنالك اتفاق على خطوات قادمة لتعزيز التقارب مع طهران؟
إتفقنا على استئناف التمثيل الدبلوماسي المقيم، وبالطبع فإن ذلك يخضع للإجراءات والترتيبات المتبعة في كل من البلدين. وسوف يتم قريبا افتتاح سفارتي البلدين وتبادل الزيارات وتطوير التعاون في مجالات الطاقة والنفط والتعدين والزراعة والصناعة والمجالات الشبيهة.

*ينظر الدبلوماسية السودانية بعين التقصير في نسج تحالفات قوية خاصة مع روسيا على سبيل المثال؟
نحن حريصون على علاقات متوازنة وإيجابية مع الجميع تقوم على تحقيق مصالحنا الوطنية ودعم السلم والأمن إقليميا ودوليا، ولدينا علاقات صداقة تقليدية وتعاون فعال مع روسيا، ولم يطرأ اي تغيير في علاقتنا بروسيا.

*هل اكتفي السودان بتجميد المشاركة في إيقاد ام ان هنالك اجراءات قادمة؟
لم تعد إيقاد تعنينا كثيرا وما لم تصحح موقفها من السودان لن نستأنف نشاطنا فيها.

*هنالك اتهامات وجهت بضلوع إلامارات فى دعم التمرد لماذا لم يتقدم السودان حتى الآن بشكوى ضدها بمجلس الأمن م وهل من اتجاه لفتح باب التواصل على اي مستوى لازالة الخلافات؟..

لا زلنا نأمل أن يراجع الإخوة في الإمارات موقفهم من السودان ليكونوا دعما للسلم والإستقرار فيه والذي هو ركن أساسي في إستقرار المنطقة، وتحقيق المصالح المشتركة، في ضوءم ماضي العلاقات الأخوية منذ أيام المؤسس الشيخ زايد، الذي كان يلقب بحكيم العرب، ويحزننا أن يتم التنكر لهذا الإرث لكن السودان حريص علي حماية أمنه القومي وسيادته و شعبه وكرامته، وسيستخدم كل الوسائل التي يتيحها القانون الدولي له لتحقيق ذلك الغرض.

*التقيت وزير الخارجية التشادي كيف تنظرون الي العلاقات مع تشاد في ظل الدور التي تلعبه في دعم التمرد؟

أمن البلدين متداخل، وإذا اشتعلت النار في أحدهما حتما ستحرق الآخر. وقد جربت حكومتا البلدين في العهود الماضية محاولات التدخل سياسيا وعسكريا كل منهما في الآخر، ووصلتا الى طريق مسدود، وأيقنتا أنه لا خيار لهما سوى التعايش السلمي والتعاون.. فأنت لا تختار جيرانك، ولكن بإمكانك ان تحولهم لأصدقاء او أعداء، ولا نحتاج لتجريب المجرب حتى لا تحيق بنا الندامة، وتشاد هي من بادرت بالعداء من خلال سماحها بنقل السلاح والمؤن والدعم لحركة التمرد عبر مطاراتها واَراضيها هي التي بادرت بطرد الدبلوماسيين.
*هنالك حديث عن وجود محطات مهمة لا يوجد فيها تمثيل دبلوماسي للسودان كيف تنظرون الي هذا الأمر؟
ساعون لملء الوظائف الضرورية بالمحطات المهمة وفقا لما تتيحه لنا الأوضاع المالية الراهنة التي تمر بها البلاد ونأمل أن تنفرج الأمور تدريجيا حتي ينال كل سفير او دبلوماسي
مكانه في البعثات.
*منبر جدة هل سيتستأنف؟
الحكومة اعلنت جاهزيتها لاستئناف محادثات جدة متى ما توفرت عوامل نجاحها ومتى تمكن الميسرون من الوصول لصيغة لتنفيذ إعلان جدة الذي يشكل حجر الزاوية في مساعي الحل .

مقالات ذات صلة