نقابة الصَّحفيين السُّودانيين
رُبما نُنفِقُ كل العُمَرِ..
كيْ نثقُبَ ثَغرَةْ
لِيَمُرَ النُّور للأجيالِ ..مرَّةْ
رُبَما لوْ لَمْ يكُن هَذا الجِّدَار
ما عَرَفنَا
قِيِمَةَ الضِّوءِ الطَليِقْ”!
بغبطة بالغة، تلقت نقابة الصَّحفيين السُّودانيين نبأ فوز الصحفي الأستاذ خالد عبد العزيز مراسل وكالة رويترز للأنباء بالخرطوم، مع آخرين بجائزة الوكالة لأفضل الصحفيين للعام 2023م. الجائزة تُعد الأرفع بالوكالة على مستوى العالم، وتختص برواق التحقيقات الاستقصائية، وقد نالها الزميل خالد عبد العزيز هذا العام، رفقة فريق عمل، ظل عاكفاً على إعداد سلسلة تحقيقات استقصائية عن الانتهاكات المُروِّعة بحرب السودان عامة وإقليم دارفور خاصّة.
رغم أنّ إعلان الظفر بالجائزة العالمية المرموقة، جاء في سياق مناخ عام مترع بمشاعر الفجيعة والمرارة لوطن أنهكته الحرب بنيران لها ألف لسان قد تلظى، وبعثرت أبناءه في كل واد، إلّا أنّنا لا نملك إلّا أن نزجي التهنئات المباركات إلى الزميل الصحفي خالد عبد العزيز باسم الصحفيات السودانيات والصحفيين السودانيين قاطبة، حملة مشاعل النور، ناسجي خيوط حرفة صناعة الضوء، باذلي الدم والعرق، الذين حُفِـيت أقدامهم وتحرّقت جباههم، لخدمة الحقيقة، لأجل وطن “سمح وزين” ولأجل غد أفضل مُتحَرِّر من الخوف والتهديد والعدوان.
إنّ الزميل الصحفي خالد عبد العزيز من حَمَلَة الأقلام المشهود لهم بالدقة والكفاءة، والأدب الجَـم، والخُلق الرفيع بالوسط الصحفي، ولا غرو فهو أحد الذين قبضت أناملهم على جمر المبادئ المهنية، والالتزام الأخلاقي الصارم، لم يجرفه سطوة سيف المعز، ولا بريق ذهبه، ولم تحرفه أشواك الطريق المضني عن تنكب صراط الصحافة الحرة والحقيقة المُجَـرّدَة.
إنّ الغِبطة تملأ قلوبنا وقد تزيّن جِيد أحد أبنائنا بهذه الجائزة المرموقة، التي لاحت كبارقة أمل في دياجير ليلنا الداجي الطويل. ونقولها بصوت جهير إنّ هذا الوطن موعودٌ بغدٍ أجمل، وإن استطالت وطأة الأحزان، ويومها سنرى أبناء شعبنا وبناته يلوحون بابتساماتهم الوضيئة، إشراقاً وبشراً بأنّنا حَطّمنٌـا القيد، وكسرنا الأغلال، وربحنا المعركة ضد الظلام والظلاميين.
نقابة الصحفيين السودانيين
26 فبراير 2024م