قالت لجان مقاومة ود مدني بولاية الجزيرة في أواسط السودان، الجمعة، إن انسحاب الجيش إلى داخل مدينة المناقل ترك قرى عديدة تواجه انتهاكات مروعة ترتكبها قوات الدعم السريع.
وكانت تقارير سابقة تحدثت عن مؤشرات على نية قوات الدعم السريع الهجوم على المناقل وانها تتقدم في الطرق المؤدية للمدينة وتقيم ارتكازات بشكل مكثف.
وقالت لجان مقاومة ود مدني في بيان، الجمعة، إن القوات المسلحة ظلت طوال الأيام الماضية تتقدم في الشارع الرئيسي الرابط بين محليتي ود مدني والمناقل مع تجاهل تام لقرى جنوب وغرب الجزيرة التي تركتها خلفها لتعبث بها قوات الدعم السريع كيفما شاءت.
وحذر البيان من حشد الدعم السريع قواته في ود مدني منذ صباح الجمعة، كما استجمع قواته في كل من غرب وجنوب وشمال الجزيرة والتحرك صوب القرى المحيطة بمحلية المناقل.
وأكد بالمقابل تراجع الجيش من مناطق تمركزه حتى حدود منطقة “عبود” المتاخمة للمناقل من الناحية الشرقية وترك جميع المناطق من منطقة “المدينة عرب” وحتى “عبود” لقوات الدعم السريع تستبيحها بلا رحمة.
وأشار بيان لجان مقاومة ود مدني إلى أن حامية الجيش بمحلية المناقل شهدت طوال الفترة السابقة توافد المئات من مواطني القرى التي هاجمتها الدعم السريع لمطالبة الجيش بالتدخل وحماية المدنيين، لكن قيادة الحامية واصلت رفضها للتدخل وتمسكت بالدفاع عن حدود الحامية فقط، وفقا للبيان.
وتابع “لما يئس المواطنون من امكانية تدخل الحامية لحمايتهم طالبوا قيادة الجيش في المنطقة بتسليحهم للدفاع عن أنفسهم وذويهم وممتلكاتهم ورفضت قيادة المنطقة ذلك دون إبداء أي أسباب”.
وقال البيان إن وضعية الانسحاب المتواتر للجيش إلى عمق محلية المناقل ورفضه تسليح المواطنين وتركه للقرى والمناطق التي أنسحب منها ليستبيحها الدعم السريع يذكر سكان ولاية الجزيرة بسيناريو الخذلان الأكبر بسقوط عاصمة الولاية ود مدني ومعظم محلياتها بدون مقاومة تذكر وانسحاب الجيش وبقية القوات النظامية وخيانتهم لقسمهم وشرف جنديتهم بترك “المليشيا” تستبيح كل هذه المناطق من أقصاها إلى أقصاها – حسب تعبير البيان -.
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة منتصف ديسمبر الماضي قبل أن تتمدد جنوبا حتى تخوم ولاية سنار لكنها لم تتمكن حتى الآن من دخول مدينة المناقل احدى أهم المدن التجارية والصناعية غرب الولاية.
وبعد دخول قوات الدعم السريع مدينة ود مدني قال الجيش إنه يحقق مع قادة الفرقة بالمدينة لكن لم تعلن أي نتائج للتحقيق على الرغم من مرور أكثر من شهرين.
وناشدت لجان مقاومة ود مدني من اسمتهم بشرفاء القوات المسلحة بالانحياز لقسمهم بحماية المدنيين وشرف جنديتهم وأن لا ينصاعوا لأوامر الانسحاب والتخلي عن واجبهم في الدفاع عن المدنيين كما حدث في بقية محليات الولاية.
ودعت قيادة وجنود الجيش لرفع أيديهم، حال تعذر تصديهم للدعم السريع، وإصدار موقف رسمي من الجيش بعدم قدرته على حماية مواطني ولاية الجزيرة حتى يتكفلوا بحماية أنفسهم والتصدي لمسؤوليتهم في استرداد كامل الولاية بعيداً عن سراب وجود جيش يقدم توجيهات قيادته على حياة وكرامة مواطنيه ويترك شعبه وحيداً في وجه أكثر مليشيات الأرض إرهابا ودموية – طبقا للبيان –