*نقيب الصحفيين السودانيين: الحقيقة أول من إغتالته الحرب والإعلام السوداني أكبر المتضررين*

حوار: راينو
كشف نقيب الصحفيين السودانيين “عبد المنعم أبو إدريس” عن استعداد النقابة التام للدفاع عن منسوبيها، ومساعدة كل من تعرضوا لحملات الاستهداف الممنهج في اتخاذ الاجراءات القانونية، التي تضمن لهم حق التقاضي حال عودة مؤسسات الدولة، بما في ذلك الصحفيين الذين قتلوا خلال هذه الحرب. وأكد في حوار لـ”راينو”، إنه وفي سبيل ذلك، تواصلت النقابة مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحرية الإعلام.

عميد الصحافة السودانية الراحل محجوب محمد صالح
(*) ما التأثير الذي يلقي بظلاله على الصحافة السودانية بعد أن فقدت بوصلتها برحيل عميدها محجوب محمد صالح؟
برحيل عميد الصحافة السودانية الاستاذ، محجوب محمد صالح فقدنا مدرسة في الالتزام جانب الشعب والمهنية. وأحد حكماء السودان في هذا الوقت العصيب. وعلى مستوى الفقد لأحد الآباء المؤسسين للنقابة وأكثر المناصرين لقيامها وهذا الفقد ترك مساحات واسعة لن تملأ قريباً.
(*) ما الذي قدمته نقابة الصحفيين لمنسوبيها خلال الحرب؟
النقابة قبل بدء الحرب كانت من أوائل الجهات التي نبهت لخطورة اندلاعها، ومنذ لحظة الطلقة الأولى أخذت على عاتقها توعية الصحفيين والصحفيات بإجراءات السلامة في هذه الظروف. ومن ثم قدمت دعما مالياً مباشراً لعدد “212” صحفي وصحفية، أغلبهم يعيشون في الولايات التي تدور فيها الحرب. ونظمت ثماني ورش تدريبية في أربع مدن عن السلامة والأخبار الكاذبة، شارك فيها “186” صحفي وصحفية تلقوا جميعا دعما ماليا. وفرت النقابة مساعدات مالية لعدد “20” من أصحاب الامراض الدائمة وهي مساعدات شهرية منتظمة. ظلت النقابة حاضرة في الدفاع عن الصحفيين والصحفيات في مواجهات الانتهاكات التي يتعرضون لها برصدها وتوثيقها وتصعيد الحملات ضدها والتواصل مع الجهات المعنية بحرية الصحافة.
برحيل محجوب محمد صالح فقدنا مدرسة في الالتزام جانب الشعب والمهنية
(*) وهل كان لوجود أعضاء المكتب التنفيذي خارج السودان تأثير ايجابي؟
وجود بعض أعضاء المكتب التنفيذي خارج البلاد لظروف الحرب، أتاح لهم حرية الحركة في فتح منافذ لعلاقات النقابة مع مؤسسات دولية واقليمية وايصال صوت النقابة في عدد من المنابر، كما أنهم على تواصل مع الزملاء والزميلات الذين لجأوا لهذه البلدان.
(*) ما التحديات التي تواجه النقابة الآن؟
كل ما تقوم به النقابة معلوم، خصوصا وأن عملها يتم في ظروف بالغة التعقيد جراء هذه الحرب.
(*) شهدت الأسافير حملات استهداف ممنهجة للصحفيين واكتفت النقابة ببيانات الشجب والادانة، فهل ذلك دليل عجز؟
لم تكتف النقابة بالبيانات، بل تواصلت مع الزملاء والزميلات، وأبلغت المنظمات الاقليمية والدولية المعنية بحرية الاعلام. كما انها عبر مكتبها في العون القانوني، على استعداد تام لمساعدة كل من تعرض لحملة في اتخاذ الاجراءات القانونية التي تضمن له حقه، حال عودة مؤسسات الدولة السودانية.
(*) قدم الصحفيون والصحفيات عدداً من الشهداء خصوصا في دارفور، فما الإجراءات التي يمكن أن تتخذها النقابة لحماية الزملاء؟
ساعدت النقابة عدد من الزملاء والزميلات لمغادرة المناطق الخطرة، وأما الذين قتلوا اثناء هذه الحرب من الصحفيين والصحفيات، فماتزال النقابة تطالب بتقديم الذين تسببوا في ذلك الى العدالة. وظلت النقابة تذكر طرفي الصراع بأن القانون الدولي الإنساني وكل الاتفاقيات الدولية، تلزمهم بضمان سلامة وأمن الصحفيين والصحفيات في أماكن سيطرتهم.
(*) هل لديكم تصور لشكل جديد للصحافة السودانية بعد الحرب؟
الاعلام السوداني من أكثر المتضررين بهذه الحرب، وأول الذين اغتالتهم هذه الحرب هي الحقيقة، فأدى ذلك لانتشار الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية. وعلى جانب آخر فقدت أغلب المؤسسات اجهزتها ومعداتها بالنهب والسرقة والتدمير. مما يحتم ضرورة خلق حوار حول أوضاع الاعلام ما بعد الحرب وقد شرعت النقابة في الاعداد لمؤتمر يناقش هذه القضايا، تمهد له الآن بعدد من الندوات كان أولها الاسبوع الماضي، عن الإعلام في زمن النزاع.
النقابة منفتحة على القوى السياسية بحكم نظامها الذي نص على دعم الدولة المدنية الديمقراطية
(*) ما هو موقف النقابة من التحالفات السياسية في الساحة السودانية؟
النقابة منفتحة في علاقتها مع جميع القوى السياسية، بحسب نظامها الاساسي الذي نص على دعم الدولة المدنية الديمقراطية في البلاد، أما ما بعد كارثة الخامس عشر من أبريل، فإن النقابة تقف كتفاً بكتف، مع أي مجهود لإيقاف الحرب، وإعادة السلام لبلادنا.

مقالات ذات صلة