أم درمان: السوداني
وجه رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، انتقادات لكتيبة الإسلاميين (البراء بن مالك)، وقال إنّ ظهورهم في فيديوهات بصورة راتبة أدى إلى أن تدير الكثير من دول العالم ظهرها للسودان.
وأبدى البرهان، امتعاضه من الظهور الإعلامي المكثف لكتيبة البراء؛ وبثها مقاطع فيديو لمسيرات تقوم بطلعات قتالية عليها شعار الكتيبة، بشكل يوحي كأنها تعمل بمعزل عن قيادة الجيش.
وقال البرهان في لقاء انعقد قبل يومين في الكلية الحربية، أُقيم لرتبة لواء فما فوق – حُظر فيه دخول وسائل الإعلام والهواتف النقالة – في مباني السرية الثالثة: (ناس البراء عاوزين يقاتلوا معانا حبابهم، لكن تصرفاتهم ومنهجهم الماشين بيهو ده ما بنوافق عليهو.. كل الناس يجب أن تقاتل تحت راية الجيش وشعار الجيش وإعلام الجيش، ما بنوافق إطلاقاً بكيانات وتنظيمات موالية).
يُذكر أنّ البرهان وجه هجومه على كتائب البراء، خلال حديثه لكبار قادة الجيش في دعوة عشاء، حضرها عضو مجلس السيادة الفريق أول ياسر العطا، والمدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية، الفريق أول ميرغني إدريس، والفريق آدم هارون ممثلاً للمستنفرين، والعديد من اللواءات، مثل اللواء محمد عباس اللبيب نائب مدير جهاز المخابرات العامة.
من جانبه، قال الصحفي المختص في الشؤون العسكرية والأمنية، ناصف صلاح الدين: “هذه الانتقادات لم تكن الأولى من نوعها، الفرق أن البرهان انتقل بالحديث والنقد من دائرة الحلقة الضيِّقة المحيطة به، لأخرى أكثر اتساعاً، وهو ما يعبر عن وجود تيارات متباينة داخل هيئة قيادة الجيش، التيار الأول يقوده البرهان ورئيس الأركان محمد عثمان الحسين، وتيار ثان بقيادة كباشي وجزء من هيئة القيادة، هذان التياران موصولان بملفات التفاوض والضغوطات الدولية التي عبر عنها المبعوث الأمريكي الجديد الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، الذي أشار في مناسبات كثيرة إلى ما أسماه تصاعد نفوذ الإسلاميين المتطرفين داخل الجيش السوداني؛ وهو أمر مثير للقلق لديهم ولدى شركاء الولايات المتحدة في المنطقة، أما التيار الثالث داخل الجيش على رأسه ياسر العطا الذي اقترب كثيراً من مجموعة كرتي؛ ولا يرى ضيراً من عمل الإسلاميين وغيرهم من تيارات المقاومة الشعبية بلافتاتهم داخل الجيش طالما أنها تصب في ذات الهدف، أما التيار الرابع فهو تيار جديد يتشكل في الميدان ناقم على قيادة الجيش وسوء إدارة البرهان للعمليات الحربية، ولدى هذا التيار تحفظات كبيرة من محاولات اختطاف تيار سياسي بعينه لمجهودات الجيش ونسبته إليه”.
وكان قائد كتيبة البراء، المصباح أبو زيد، أعلن أمس الأول على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه في القريب سيتم الإعلان عن (فيلق) البراء بن مالك.
على ذات الصعيد، كشف البرهان، يوم الجمعة الماضي، خلال رئاسته الاجتماع المشترك بين حكومة ولاية الخرطوم ولجنة أمن ولاية الخرطوم، عن إصدار لائحة لتنظيم الاستنفار يجرى الإعداد لها، والاتّجاه الغالب أن تعمل لجان الاستنفار في الولايات تحت إشراف لجان الأمن بالولايات.
يُذكر أنّ الفريق أول شمس الدين كباشي، وجه مؤخراً انتقادات ممثالة للمقاومة الشعبية، وقال إنّها يمكن أن تتحول إلى أكبر خطر على السودان، إذا لم يصدر قانون ينظم عملها، ويضبط توزيع السلاح على المتطوعين. وأضاف: “معسكرات المقاومة الشعبية يجب ألا تستغل وتصبح بازاراً وسوقاً سياسياً، وكل من يحمل شعاراً أو لافتة سياسية يجب ألا يدخل المعسكرات، ولن نسمح برفع أي راية بخلاف راية القوات المسلحة. نعمل الآن على قانون لضبطها وهيكلتها، وأي تسليح يتم لها لا بد أن يكون تحت إشراف القوات المسلحة من داخل معسكراتها”.
وبعد يومين من تصريحات كباشي، خرج الفريق أول ياسر العطا، وقال إن وجود عناصر النظام السابق ضمن صفوف المقاومة الشعبية، مثل وجود باقي عناصر التنظيمات السياسية الأخرى، وشدد على عدم الالتفات لما يقال حول المقاومة الشعبية، وأضاف: (كلها كلمات تذروها الرياح وأي عمل يصحح أثناء العمل.. ما يلخمونا بفلول وكيزان.. أنا كل شيء شيوعي ومقاومة وغاضبون وجن أحمر ذاتو.. نحن لا نسأل من يقاتل معنا عن قبيلته أو لونه السياسي، والمقاومة الشعبية تعمل بكل انضباط تحت قادة المتحركات)، وأضاف: (ستمضي المسيرة رغم العراقيل والألغام.. كيزان يقاتلوا معانا فوق راسنا، شباب غاضبون يقاتلوا معانا فوق راسنا، شباب المقاومة يقاتلوا معانا وفوق راسنا). حديث العطا تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث فسره العديد من المختصين والناشطين بأنه ردٌ على حديث كباشي حول انتقاده للمقاومة الشعبية.