*💢#كلمة_الميدان*
*نحن والعالم*
الميدان 4177 ،، الأحد 21 ابريل 2024م.
بمرور عام على الحرب في بلادنا تسارعت القوى العالمية ولملمت صفوفها وتنادت لمساعدة أهل السودان الإدارة الأمريكية عينت مبعوثاً خاصاً لكنها لم تعطه التفويض اللازم من الكونجرس وبالتالي أصبح محدود الصلاحيات. الاتحاد الأفريقي عين مندوبه الخاص واختتم مؤتمر باريس أعماله بتعهدات دون التزامات واضحة والفرق بين الالتزام والتعهد كبير.
وبعد باريس جرت مشاورات غير رسمية بين مجموعات سودانية ضمت الكتلة الديمقراطية والمجلس المركزي “تقدم وقحت” وبعض الشخصيات المحسوبة على المدنيين والمعارضة. ورغم ترحيبنا بكل الجهود التي تبذل عالمياً وإقليمياً لإيقاف الحرب ورفع معاناة شعبنا وتقديم المساعدات الإنسانية إلى آخر الأهداف الإنسانية النبيلة لكن يبقى الحل الأساسي في أيدي أبناء وبنات البلد ومن يختارون أن يمثلهم في المحافل الدولية والإقليمية.
يحدثنا تاريخ الثورات وحركات الشعوب التي ناضلت ضد أعدائها المحليين والخارجيين أن الخطوات الأولى لنجاح أي حراك شعبي تأتي من داخل البلاد وبترتيب البيت الداخلي ووحدة القوى الحية الهادفة للتغيير وبناء الوطن على أسس متينة وقوية ملتزمة بموقف ومطالب السواد الأعظم من الشعب وتعمل وتنشط تحت رقابته ومشاركته. لم ينجح شعب فيتنام في عملية التحرير والتعمير ووحدة بلاده! بالوسطاء أو المساعدات الخارجية رغم توفره في عالم لعبت فيه البلدان الاشتراكية وحركة التضامن العالمية دوراً مؤثراً ولم ينتصر الشعب في جنوب افريقيا عن طريق المؤتمرات العالمية رغم كثرتها وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ولم تنتصر شعوب غبنيا بيساو وانجولا وموزمبيق والجزائر بالمساعدات الأممية. الشرط الأساسي والأول هو ترتيب البيت الداخلي هذا مربط الفرس.
لنجاح مؤتمر باريس والمشاورات غير الرسمية في جنيف واحتمالات انعقاد محادثات جدة مجدداً لا بد من بناء حجر الزاوية والاداة الوطنية الديمقراطية السودانية من داخل السودان ومن وسط جماهير شعبنا الصامدة المتطلعة لخوض المعارك الحاسمة للوصول إلي أهدافها. طالت الحرب أياماً وشهوراً لكن يتبلور الوعي. الجماهيري يوماً بعد يوم وتتحرك الجماهير عبر ادواتها في القوى الممسكة بجمر القضية والملتصقة بأرض الوطن وقضاياه تعاني مع الشعب لكنها تقف وسط الجماهير في العاصمة وفي الجزيرة واليوم في الفاشر وغيرها من المدن معلنة انحيازها وإيمانها بإمكانية إيقاف الحرب والخروج من المازق الحالي عبر وحدتها الصلبة وبرنامجها المستمد من اجتهاد أطرافها ذات القاعدة الشعبية.