كثير من المخدوعين بما يسمى عودة الثورة السودانية لمسارها الصحيح على حطام الدولة السودانية القديمة لايهمهم كم يموت من البشر تحت مدافع ودانات مليشيات الدعم السريع لايهمهم مدى وحشية هذه المليشيات وكيف تتعامل مع المدنيين في القرى النائية التي لا يوقظها في الصباح الباكر الا أصوات (الديكة) التي تعتلي أسقف الغرف أو (العشش) المتهالكة
أمثال قيادات قحت في ثوبها الجديد لا يصدقون أن الدعم السريع كقوة عسكرية قد انتهى امرها فخلقوا مليشيات وقيادات ميدانية لم تدخل (سلك) العسكرية حتى من باب الدعم السريع الذي كان يوزع الرتب العسكرية في (جوالات) على العمد والمشائخ ويعتلى اي منهم اي العمد والمشائخ موقع متقدم ومقرب من القيادة ممثلة في أسرة دقلو بمايقدمه من رؤوس بشرية للتجنيد في صفوف الدعم
حرب مجموعة المليشيات على الفاشر بتدبير من الوجه الجديد لقحت حيث تم التركيز في المرحلة السابقة في الوسائط الإعلامية على ما يسمى حكومة النازحين او حكومة بورتسودان تمهيدا لتطبيق النموذج الليبي الذي يعمل على الترويج له عرمان (حكومة الفاشر) ويقصد بذلك حكومة الجنجويد على جثث اهل دارفور عبر كتاباته المسمومة والتي ترمي بشكل واضح إلى الابادة والفوضى والتقسيم لإيجاد شرعية لمليشيات الدعم السريع والإصرار على أن تكون لها الغلبة على الفاشر ليكون القسم الغربي من البلاد تحت سيطرتها ويضع عرمان ومجموعته هذا المخطط ويلوحون عليه من جديد بتلميحات عن هشاشة الوضع والانقسام الدولي وغيره من محاولات مجربة في تقسيم وإضعاف الداخل ليكون لقمة سائغة لهم إذ أنهم لا يمكن أن تتاح لهم فرصة في ظل تمسك الجيش بالسلطة الا عبر سكب مزيد من دماء الشعب السوداني وقد أثبتت التجربة أوان الثورة ان الشعب السوداني بعاطفته ينكسر أمام مشهد الدماء فكانوا كل يوم يزجون بعشرات من شباب المقاومة وقود للثورة المزعومة والآن قد انفتحت شهيتهم لمزيد من دماء الشعب قرى وفرقان ومدن ..
لن يفلح عرمان ومجموعته في الوصول إلى الحكم عبر هذه المليشيات وهي منزوعة إلى طبيعتها والتي تخالف الاستقرار فكيف يمكن لهم ان يخالفوا جبلتهم لينساقوا وراء رغبات وشهوات طامعين في الحكم والذي يتطلب مواقف لا تتوافق مع أقصى طموحاتهم وهي القتل والنهب والسلب والاغتصاب وكلها أمور تخالف الدولة ونظامها والمدنية التي يحاول عرمان ورفاقه ان يخفوا تحتها عورات أفعالهم ودونكم الخرطوم والجزيرة تروي تفاصيل ما قصدناه
ختاما نقول ان ضعفت عزيمة الشعب بعاطفته امام سيول الدماء البريئة فلن تفتر عزيمة ابناءه في القوات المسلحة في الزود عن حمى الوطن حتى آخر قطرة دم فيهم.