*الدقير: أصبح دم الإنسان رخيصاً في هذه الحرب.. وصار التعامل مع الضحايا أرقاماً بلا أسماء كقطعان الخراف!*

 

كتبت: وجدان طلحة

قال رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير لـ(السوداني)، إن الخطاب الذي يدعو لمواصلة الحرب في مثل هذه الظروف أيّاً كان مصدره، يفتقر للمسؤولية الأخلاقية والوطنية كونه لا يقيم وزناً للدم المسفوح والوطن المحروق ولا يبالي بالمعاناة الإنسانية التي تعصف بملايين السودانيين ولا يأبه بمُهدِّدات انزلاق وطنهم للفوضى الشاملة وتمزيق كيانه الموحد.
وجدد الدقير دعوته للجيش والدعم السريع لإسكات أصوات البنادق والإصغاء لصوت العقل والحكمة والذهاب للتفاوض بإرادة جادة ومُدْرِكة لحقيقة أن الحل السياسي، لا العسكري، هو الخيار الأقوم لخلاص الشعب السوداني من ويلات الحرب القاسية وإنقاذ الوطن من تداعياتها الكارثية.

وأضاف: “الحرب بين القوات المسلحة والدعم السريع جعلت المشهد السوداني موسوماً باسترخاص دم الإنسان واستسهال قتله – وكأنّ كيمياء الحرب اللعينة نجحت في تحويل الدم إلى ماء بعكس ما يقول المثل الشهير – وأصبح الموت مبثوثاً بالجملة في ولايات دارفور والجزيرة والخرطوم وغيرها، سواء بالقصف الجوي أو الأرضي أو بسبب الجوع وانعدام الرعاية الصحية أو الموت عطشاً وبضربات الشمس خلال محاولات العبور البري إلى دول الجوار في ظروف مناخية قاسية، حتى أصبحت أخبار الموت الجماعي مادة يومية لوسائل الإعلام وأصبح التعامل مع الضحايا كأرقام بلا أسماء كما لو أنهم قطعان خراف!”.
ولقي عشرات السودانيين حتفهم أثناء هروبهم من الحرب في الطرق البرية الرابطة بين شمال السودان ومصر أو في الصحراء الليبية، نتيجة لحوادث مرورية وضربات شمس أو ماتوا عطشاً.

وأوضح رئيس حزب المؤتمر السوداني أن المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، الذي أنهى أعماله في أديس أبابا يوم 30 مايو الماضي، شهد مشاركة واسعة ومتنوعة عبر ممثلين لمختلف فئات الشعب السوداني واتسمت مداولاته بالجدية وتأكيد عزيمة المؤتمرين على العمل الدؤوب للمساهمة في إيقاف الحرب لمصلحة مسار سياسي سلمي لتحقيق التعافي الوطني والتوافق على تجاوز أخطاء العقود السابقة منذ الاستقلال، وتأسيس دولة مدنية ديمقراطية تسع جميع أهلها بلا تمييز ولا تهميش.

وأشار الدقير إلى أن الرؤية السياسية التي أجازها المؤتمر التأسيسي لـ”تقدم” اشتملت على مقترح اجتماع طاولة مستديرة للقوى المدنية بهدف خلق إجماع سياسي واجتماعي واسع للضغط على طرفي الحرب من أجل الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار ومعالجة الكارثة الإنسانية وللتواثق على التمسك بوحدة السودان وفتح الطريق للحل السياسي السلمي لقضايا الأزمة الوطنية المتراكمة.

ورحب رئيس المؤتمر السوداني بكل الجهود الدولية والإقليمية الساعية لإيقاف الحرب ومخاطبة الكارثة الإنسانية وتيسير عملية الحل السياسي، كما شدّد على رفض حزبه لعرض أراضي السودان ومياهه الإقليمية لبناء قواعد عسكرية أجنبية لأية دولةٍ كانت. وفي الثالث من الشهر الجاري زار نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار روسيا، للمشاركة في الدورة الـ27 لـ«منتدى سان بطرسبرغ»

مقالات ذات صلة