(نجوم في الحرب)
سلسة حوارات يجريها:
محمد جمال قندول
الأمين العام لتنسيقية القوى الوطنية محمد سيد أحمد الجاكومي لـ”الكرامة”:
مفضل ابلغ هؤلاء بتخطيط حميدتي لانقلاب قبل ( 10) ايام من الحرب…
الأحداث بدات منذ ان تم شحن الميليشيا كـ”الخراف” للخرطوم
البرهان أعظم قائد عسكري
كباشي (قائد محنك) و(العطا فى قلوب الشعب).. وابراهيم جابر يذكرني الشريف الهندي
حين اندلعت الحرب كنت فى هذه (….) الدولة
“حميدتي” منافق والجنجويد (حشاشين) هذا العصر
لدي حالة تعد واحدة بـ”اليد” داخله المعتقل إبان الثورة..
الحرب ستحسم عسكريًا وعبر التفاوض ..
حقبتي بالمريخ كانت من أخصب الفترات وانتزعنا سوداكال انتزاعًا
(…) هذا أول قرار سأتخذه بعد نهاية الحرب
لن يكون لحميدتي و”تقدم” العميلة أي مكان في السودان
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة. ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة. وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو الأمين العام لتنسيقية القوى الوطنية محمد سيد أحمد الجاكومي، فبماذا أجاب:
*أول يوم الحرب؟
كنت في مصر مستشفيًا، حيث أجريت عمليتيْن واحدة لـ”المرارة” وأخرى لـ”الزائدة المنفجرة”.
*متى وصلت القاهرة؟
وصلت يوم 21 مارس قبل رمضان بثلاثة أيام ومعي الأسرة لإجراء عمليتيْن وصوم رمضان، وتم تحديد عملية جراحية لي في فبراير حينما زرت مصر مشاركًا في ورشة “السودان يسع الجميع” بالعاصمة الإدارية.
*كيف تلقيت نبأ الحرب؟
كنت متابعًا خلال الأيام الأخيرة للأحداث بدقةٍ منذ أن تم شحن الميليشيا كالخراف بالشاحنات ونقلهم للخرطوم، ثم بعد ذلك احتلال مطار مروي، وخروج الناطق الرسمي ببيان وإمهالهم للخروج من مطار مروي، وحين اندلاعها كنت جالسًا أمام التلفزيون.
*هل كانت لديك معلومات فيما يخص الحرب؟
لم تكن لدي أي معلوماتي لأنني كنت طريح الفراش وكانت المسألة واضحة بعد أن أخطر جهاز المخابرات كل القوى السياسة خلال اجتماعاتٍ رسمية عقدها الفريق أول مفضل بحضور عرمان وسلك و قيادات من المجلس المركزي، وقال لهم بإنّ هذا المتمرد يخطط لانقلاب ولن ينجح هذا الانقلاب وسيدخل البلاد في مأزق، كما اجتمع جهاز الأمن بالكتلة الديمقراطية.
*متى كانت تلك اللقاءات؟
كانت قبل الانقلاب بعشرة أيام حيث كانت المؤشرات واضحة.
*من هو أول قيادي اتصلت به أثناء اندلاع الحرب؟
لم اتصل بأحد وكنا في القاهرة تواصلنا مع قيادات “الكتلة الديمقراطية” ثم عقدنا اجتماعا للحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة جعفر في شقتي بالقاهرة بحضور حاتم السر وبابكر عبد الرحمن، وصغنا بيانًا للحزب الاتحادي اعلنا الوقوف مع الجيش، وكنت أحد الذين اشتركوا في صياغة هذا البيان.
*الحرب طالت؟
هذا ليس انقلابًا عاديًا، هي ميليشيا جيش داخل جيش، وهي واحدة من موروثات العهد البغيض الديكتاتوري الذي فصل الشمال والجنوب، وساعدت هشاشة الفترة الانتقالية في تمدد الميليشيا وابتلاعه للدولة، ولذلك أصبح لديه أكبر من إمكانيات الجيش.
*هل تتوقع بأن تحسم الحرب عسكريًا أم بتسوية سياسية؟
الحرب ستحسم عسكريًا ولكن عبر التفاوض.
*كيف عسكريًا عبر التفاوض؟
لأنّ الجيش في أفضل حالاته، ولعل صمود الفاشر اليوم دلالة على ذلك ، ولكنّ من المعلوم بأنّ أي حرب تحسم بالتفاوض وحتى هذه اللحظة التقيتُ بقيادات نافذة بالدولة السودانية وحتى الآن لم تعطي أي صكٍ للتفاوض بجنيف وهي في انتظار إجابات الجانب الأمريكي في مشاورات جدة الآن.
*الجاكومي كثير الحركة وبواجهات متعددة مرة اتحادي ومرة مسار الشمال ومرة تنسيقية القوى الوطنية، البعض يرى بأنّك لم تنجح سياسيًا؟
الواجهات المتعددة أتت من وجود الجاكومي في الجبهة الثورية عبر كيان الشمال الذي أترأسه وهو عضو فى الجبهة الثورية، والثورية موجودة بنداء السودان، ولذلك أصبحت مقررًا لذلك التحالف وأنا عضو هيئة قيادة بالحزب الاتحادي فكيف تقول لي فشلت سياسيًا!
*يعني أنت أكثر سياسي حامل للألقاب؟
حامل ألقاب عديدة ولكن كلها جاءت عبر الجبهة الثورية.
*ظللت تتعرض لانتقادات وصفتك بأنّك مثيرٌ للمشاكل منذ خلافاتك في الوسط الرياضي؟
إذا كنت مثيرٌا للمشاكل ما كنت ساكون رئيسا لمريخ الحصاحيصا 5 سنوات، ثم رئيسا لاتحاد الحصاحيصا 6 سنوات، ثم نائبا لرئيس كتلة الوسط ومساعدًا لرئيس اتحاد كرة القدم ورئيس اتحاد الكرة المكلف، ثم رئيس نادي المريخ ثم الآن مستشارٌا للاتحاد.
*ولكن لديك حالات تعد باليد؟
غير صحيح أبدًا، لدي فقط حالة تعد واحدة في المعتقل إبان الثورة.
*(يعني أخلاقك ما ضيقة)؟
(كان أخلاقي ضيقة كان بكون ماسك الحاجات دي كلها).
*حقبتك في المريخ البعض أو الأغلبية وصفها بالفاشلة؟
أبدًا.. كانت من أخصب الفترات بعد بوار وكساد بسبب سوداكال، ونحن انتزعنا سوداكال انتزاعًا واستطعنا تحرير الاستاد الذي ظل يسيطر عليه لمدة 5 سنوات.
*أول قرار ستتخذه قبل انتهاء الحرب؟
دا قرار عجيب.. (كدي خلي الحرب تنتهي أول حاجة).
*البرهان؟
هو أعظم قائد عسكري يمر على القوات المسلحة السودانية، واستطاع أن يدير ملف الحرب بكل قوة واقتدار.
*الكباشي؟
قائد عسكري محنك واليوم تشرفت بلقائه لساعاتٍ طويلة رفقة أخونا أحمد ربيع رئيس تجمع المهنيين السودانيين، والأمير حسن عبد الحميد أمير قبائل الدلنج.
*العطا؟
يكفيه فخرًا توسده في قلوب الشعب السوداني والتحية عبره لـ”اللواء” طلال علي الريح ابن الأستاذ علي الريح المذيع المعروف، والذي دك حصون الجنجا في اليوم الاول والتحية لـ”اللواء” حافظ التاج وكل قيادات منطقة كرري العسكرية، والتحية لرئيس الأركان والشامي والفريق صبير وكل الكوكبة التي تدير المعارك الآن، والتحايا لجهاز الأمن والمخابرات بقيادة مفضل واركان حربه ولكل المقاومة الشعبية.
*الفريق إبراهيم جابر؟
هذا يذكرني بالشريف حسين الهندي الزاهد والذي ظلم كثيرًا.
*المتمرد حميدتي؟
قاتله الله أين ما كان هو ومن معه من هذه الفئة الباغية ولن يكون له ولا هو ولا مجموعة تقدم العميلة أي مكان في السودان لأنهم ماتوا في قلوب الشعب السوداني. هذا الهالك جعلهم ما بين مشردٍ ونازحٍ ولاجئٍ، وميليشيا حميدتي ،(حشاشي,) هذا العصر والذين ظهروا بعد استشهاد الخليفة علي ابن أبي طالب.
*هل كنت تتوقع بأن يُضمر هذا المتمرد حميدتي الشر؟
أبدًا.. حينما كنت تشوف صلواته الخمسة وسبحته لم يكن أحد يتوقع منه الغدر خصوصًا الرئيس البرهان الذي أولاه ثقته. وهذا الهالك حميدتي رجل منافق.