ذكرتني بعض مقالات كتاب الرأي، الذين لا رأي لهم سوء النقل من كبرائهم وأرباب نعمتهم، بقول الشاعر (محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البويصري) الذي قال فيه: قد تنكرُ العينُ ضوءَ الشمسِ من رمدٍ ويُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ الماءِ منْ سَقَمِ
والقول هنا: ما ذنب الشمس لا يراها العمي، وما ذنب الماء لا يستطيبه المرضى، إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب بالحقد والحسد، وأجاد من عدّل في قول (البويصري)، ليصبح عجز البيت: قد تنكرُ العينُ ضوءَ الشمسِ من رمدِ ويُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ الماء منْ حَسَدِ، ولك أن تعجب أن أول معصية عصي الله عز وجل بها هي الحسد، وهنا أصوب السهم مباشرة إلى (وداعة وعبد الحميد) وذمرتهم المريضة، الذين أخطأت أعينهم، جمائل مملكة الإنسانية وأياديها البيضاء على إخوانهم وأشقائهم في السودان، تتابعت السفن وهي تمخر عباب البحر، تيمم وجها سواكن الشرق، وكان مركز الملك سلمان للإغاثة العلامة الفارقة في ساحة الدعم والمساندة (مواد غذائية – مواد ايوائية – حفر أبار المياه)، أما التميز فكان في المجال الصحي الذي أعلن وزير الصحة الاتحاد (د.هيثم محمد إبراهيم) أن جهود ومساعدات المملكة تمثل (60%) من جميع المساعدات الدولية في المجال الصحي، ( أجهزة متقدمة في التشخيص) الأوكسجين، وامتد الجهد الصحي ليشمل حتى عمليات العيون التي نفذها مركز الملك سلمان بالشراكة مع مؤسسة البصر الخيرية، وكله جهد (سعودي)، ولا ينسى أبداً حجاجنا ومعتمرينا مكرمة (الملك سلمان) حفظه الله ونفع المسلمين بجهده، التي استمتع بها عدد كبير من المعتمرين والحجاج لأشهر طويل، وفرت لهم المملكة كل الخدمات على أعلى مستوى.. بالله عليكم أين هذه الأعين (الرمادانة) والأنفس (المريضة) من هذا العطاء الفياض، الذي يقف وراءه حكيم السفراء السفير (علي بن حسن جعفر)، الرجل المتواضع الذي فتح (قلبه وداره) قبل سفارته لكل السودان، سباق في الأفراح – واصل في المواساة – زوار للمرضى، ما عرضت عليه مشكلة داخل السودان او خارجها، إلا وكان سهمه فيها هو الأكبر، تقبل عملكم وبارك الله في سعيكم سعادة السفير، فلا تعاب النخلة ترمى بالأحجار فتلقي أطيب الثمر.
مآخذ، (وداعة وعبد الماجد) وزمرتهم، على سعادة الوزير، قديمة، باهتة، تحركها مشاعر الغيظ والحقد والسد، وإلا بالله عليكم ما العيب في (الإصلاح) بين أبناء الوطن الواحد؟! ما فعلته المملكة وسفيرها، هو ذات ما قامت به (مصر) مشكورة، (فمنبر جدة) خصص لوقف إطلاق النار، ومؤتمر (القاهرة الناجح) لكن لتوحيد صف المكونات السياسية والمدنية، ولا أدري هواجس ومخاوف (وداعة وعبد الماجد) واتباعهم، أمن (وقف الحرب؟!!) أو من (العملية السياسية؟!!)، حاشى لجهود سعادة السفير المميز (علي بن حسن جعفر) أن تكون من بنات أفكاره، أو اجتهاد غير مسنود برأي قيادته الرشيدة، هذا وهم وخيالات تعشعش في أذهان بعض الإعلاميين أصحاب الأغراض الوضيعة، فالرجل دبلوماسي معتق، وخبير بالسياسة ودروبها، فقبل أن يفتح داره، يسلك الطريق إلى (القصر الجمهوري وبيت الضيافة) ومباني وزارات الدولة، ينسق ويقرب المواقف، أسالوا أيها المهرجون، مكاتب الرئيس عن لقاءاته وجلساته، اسالوا الفريق أول (كباشي)، واسالوا اللجنة العسكرية، فقد كان بهم يبتدئ؟، وقد كانوا ضمن المحاورين والمناقشين لكل تفاصيل (الاتفاق الإطاري) الذي جعلتموه سبباً للهجوم على من يخالفكم الرأي؟ بالله عليكم كيف تعيبون على أطراف سهلت الحوار ويسرت التفاوض لتقريب وجهات النظر؟ وأنتم تعلمون أن قيادة الدولة ارتضت الأمر ووقعت عليه بطوعها واختيارها؟ لماذا تكررون أسطوانة مشروخة عفّى عليها الزمن، وتتخطى (أعينكم المريضة) جهود السفير والمملكة في منبر جدة؟! ما الذي تريدون من بلد بذل من الخير ما لم تستطيعوا أنتم بعطالتكم وجلسوكم في عواصم الدول أن تفعلوه؟!، كفوا شركم وأقصروا ألسنتكم، فقد طفح الكيل.. أيها السماسرة..
النور سعيد البشاري
القاهرة