تحول الموقف الأمريكي يشير لوجود توجهٍ جديد..
أزمة السودان أمام قادة العالم.. من يفــــك الشفــرة؟
توقعات بأن يُحدث حَراك نيويورك مسارًا إيجابيًا فى نهج التفاوض
المجتمع الدولي أصبح بوضعٍ حرج بفعل الانتهاكات المروعة للميليشيا
لن تحدث الاجتماعات اختراقًا ما لم تتم إدانة أبوظبي..
تقــرير_ محمــد جمال قنــدول
تتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تحتضن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعون، والتي تنعقد في الفترة من 24حتى 30 من سبتمبر الجاري.
القمة المرتقبة للأمم المتحدة ستكون محط اهتمام السودانيين بشكلٍ خاص، إذ أنّها تحتضن مساعٍ واجتماعات لأزمة البلاد على هامش دورة الانعقاد، حيث من المتوقع اجتماعًا للأطراف الدولية لبحث مساعي وضع حدٍ لحرب الخامس عشر من أبريل التي اندلعت بعد تمرد ميليشيات الدعم السريع.
انتهاكات الميليشيا
وليس بعيدًا عن أزمة السودان، يبدأ الرئيس الإماراتي محمد بن زايد زيارةً للولايات المتحدة بعد غدٍ (الاثنين)، يلتقي خلالها نظيره الأمريكي جو بايدن، وقطعًا سيكون السودان حاضرًا في أجندة المباحثات المشتركة بين واشنطن وأبوظبي.
وكان المبعوث الأمريكي توم بيرييلو قد كشف الأُسبوع الماضي عن لقاءٍ مرتقب بين الحكومة السودانية والأطراف الدولية، وذلك على هامش مشاركة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، في فعاليات اجتماعات الأمم المتحدة.
ويرى خبراء سياسيون، أنّ وجود قادة العالم ومن بينهم البرهان وبن زايد، فرصةً كبيرةً لإحداث اختراقٍ حقيقي بملف الحرب في البلاد، بالإشارة إلى تحولٍ كبيرٍ بالموقف الأمريكي تجاه السودان، خاصةً بعد البيان الذي أصدره الرئيس الأمريكي جو بايدن وحمل تحولًا حقيقيًا فى الموقف الأمريكي بإدانته لانتهاكات الميليشيا، وتأكيده على أهمية إيقاف الحرب، وأنّ بلاده تقف مع السودانيين. ويمكن القول كذلك إنّ إعلان مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية بمجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد عن اجتماعٍ بخصوص ملف الحرب، يُعزز من التأكيد على وجود توجهٍ أمريكيٍ جديد في نظرة واشنطن لتطورات الأوضاع والحرب التي تدور بين الجيش والميليشيا.
ومن المتوقع مع التقدم الكبير للقوات المسلحة في محاور القتال وتراجع قدرات التمرد، أن يُحدث الحَراك في نيويورك مسارًا إيجابيًا يتوافق مع نهج التفاوض وأهمية الحسم العسكري وفقًا لما يرى الجيش.
اجتماعٌ وزاري
بدا واضحًا أنّ الحكومة السودانية، متمسكةٌ بشروطها وفق مخرجات “جدة”، والتي كانت سببًا رئيسًا في عدم قبولها الذهاب إلى جنيف، إذ أبدت الخرطوم حرصًا كبيرًا على حقوق الشعب بعدم شروعها بأيّ جولةٍ تفاوضيةٍ ما لم تخرج الميليشيا من الأعيان ومنازل المواطنين، وهو ما قوبل برضًا شعبيٍ واسع من قبل.
وكانت الولايات المتحدة، والسعودية، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، قد أعلنوا يوم الأربعاء الماضي عبر بيانٍ مشترك عن تنظيم “اجتماعٍ وزاريٍ رفيع المستوى”، على هامش الدورة 79 للجمعية العامة، وذلك لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان.
في المقابل، يقول أستاذ العلوم السياسية د. يوسف حسين إنّ المجتمع الدولي أصبح في وضعٍ حرجٍ جدًا، وذلك بفعل الانتهاكات المروعة التي أقدمت عليها الميليشيا، وبالتالي هو مطالبٌ بالتحرك لوضع حدٍ لحرب البلاد التي أصبحت مهددًا لأمن المنطقة بأكملها، وهو ما يجعل قادة العالم في محفل الأمم المتحدة مطالبين بالنظر بشكلٍ أعمق لجذور الأزمة السودانية، وتصحيح الصورة، وعدم مساواة القوات المسلحة بالميليشيا التي تمردت، وتعامل الجيش مع ذلك وفقًا لمهامه ومسؤولياته الوطنية.
ويشير محدّثي إلى أنّه لا يتوقع بأن تحدث المشاورات التي سوف تعقد على هامش الأمم المتحدة أيّ اختراقٍ ما لم يتم إدانة أبوظبي وإجبارها على وقف الدعم التي ظلت تقدمه للميليشيا، وجعلته في مواجهةٍ مباشرة مع الرأي العام السوداني.