التحية والإجلال لكل من صنع ملحمة استقلال السودان، ولكل من وقف في وجه الاستعمار الإنجليزي حتى تحقق النصر وارتفع علم الوطن حراً. لكن الوقوف عند الشكل دون الجوهر يُفرغ الاستقلال من مضمونه الحقيقي.
الاستقلال الحقيقي ليس مجرد استبدال علم بآخر، بل هو بناء وطن يستحق هذا الاسم:
هو قيام دولة القانون التي يخضع لها الجميع بلا تمييز، حيث لا امتيازات لفرد ولا استثناء لجماعة.
هو استثمار خيرات السودان الهائلة بما يعود بالنفع على كل مواطن، وبالتوزيع العادل الذي لا يميز بين إقليم وآخر.
هو أن تعم الطمأنينة كل بقعة من هذا الوطن الكبير، وأن يشعر كل سوداني بالأمن والكرامة.
هو محاكمة عادلة لكل من تسبب في إشعال فتيل الحرب، دون اعتبار لصفته أو منصبه، لأن العدالة أساس الاستقرار.
هو تحويل مآسي الحرب إلى دروس تُبنى عليها قوة الوطن، وتحويل السلبيات إلى إنجازات تقوي وحدتنا.
هو التعامل مع العالم الخارجي بندّية وكرامة، دون انحياز أعمى أو خضوع مهين.
هو اختيار القيادة الرشيدة التي تقود الشعب نحو التقدم، بعيداً عن المصالح الشخصية والحزبية الضيقة.
هو تأسيس جيش وطني عظيم، ولاؤه الأول والأخير للسودان، جيش يحمي الأرض والعرض بلا أجندات.
هو بناء أحزاب سياسية وطنية تُعلي مصالح السودان فوق المصالح الحزبية.
إن الاستقلال الحقيقي هو حين يصبح السودان قدوة للعالم، وحين نتمكن من قيادة الأمم نحو الخير والسلام.
جيش واحد، شعب واحد، وطن واحد.
اللهم اجعل السودان وطناً يُلهم الأمم بعزته ويُفاخر التاريخ بأمجاده.