*إعادة الاعمار.. ام.. إعادة الاستعمار* بقم / *محمد أبوزيد مصطفى*

………………………………………………………………

من الفساد في الأرض ذلكم التدمير الممنهج الذي صنعته العقول الفاسدة والدول الطامعة والنفوس المريضة، التي دمرت ارثاً حضارياً وعمرانياً صممته وانتجته الأجيال المتعاقبة في بلادنا، ظناً من هؤلاء الطغاة الظلمة ان ارضنا وشعبنا لقمة سائغة وملكاً مسبلاً مثل غيرها ممن استباحوا أرضها واذلوا شعوبها واخضعوها.

وللهميمنة علي مقدرات الشعوب المستضعفة المستغفلة، يستخدمون وسائل ماكرة لكنها عندنا زائفة ومكشوفة،
فقد صنعوا صناديق، ومنظمات، ومجالس، اممية ليسرقوا بها ما عند الآخرين بحيل ومكر ودهاء، تتدثر بثوب القانون الذي يحمي العدالة، ويراعي القيم الإنسانية، بينما نشهد كلما يمر الزمن وتكثر العبر، بأن كل ذلك كان مُهندَسَاً لحماية مصالحهم وامتصاص حقوق الآخرين، حيث لا ضمير ولا إنسانية.
إذ يُحكِمون الحصار الاقتصادي، ويستخدمون الإعلام المعولم، وعملاء الداخل المتغلغلون في المفاصل ، لإحداث الفوضي التي تبرر التدخل العسكري الإغاثي لمضاعفة اعداد العملاء من المستضعفين المستأجرين واكتشاف مزيد من نقاط الضعف التي يُحكِمون بها السيطرة والهيمنة، ثم يحيطون كل ذلك بمنابر ومنصات اممية تُزيّف الحقيقة، وتقنن المكر والخديعة.
إنهم يصنعون الأزمة ثم يديرونها.. وكذلك يفعلون..

وعندما يتحقق لهم ما أرادوا من التدمير الأخلاقي والعمراني يهرولون سراعاً~ كان لم يفعلوا جُرماً~ لتعويض ما انفقوه في الخراب والدمار، بل ويستثمرون في ذلك ليحصلوا علي أضعاف مضاعفة من الأرباح تحت ستار إعادة الاعمار.

إن من صنع وشارك في الخراب والدمار النفسي والعمراني لا مجال لان نقدم له مكرمة تعطيه مثل هذا الامتياز الذي لا يستحقه بل يحرم عليه، فارض الله واسعة، وشعبنا زاخر بالعقول والكفاءات، ولكن ليس هناك من كمال، فالنقص والضرورة تقتضيان الاستعانة بالخبرة الاجنبية واستجلاب الايدي العاملة الماهرة، ولكن هذه المرة ستكون بتدابير محكمة تحاط بكل الإرث والدرس الذي تعلمه شعبنا من حرب الكرامة وتداعياتها..

أما المانحون فليس حباً ولكن املاً،، انهم لا يؤتمنون، لأنهم يدسون السم في العسل،، يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لنا، فلا تحسبونهم صادقين بل هم كذبة منافقون.
وقليل منهم الصادقون.
(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهِدُ الله علي ما في قلبه وهو ألدُ الخصام، وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)
فبالتالي الحساب ولد…لان هذه الحرب ابانت لنا صديقنا من عدونا، وبهذه الكاشفة لا يُعيِيَنا البحث والتنقيب لان نجري اختبارات، وإنما الكل قد استبان أمره، وبعضهم ظهر عواره وانكشفت عورته.
ولذلك لا مجال~ بعد كل الذي حصل ~ان تكون اعادة الاعمار عودة لإنتاج الاستعمار.

مقالات ذات صلة