تقف اليوم الفاشر شامخة كجبل أشم ،عصية علي الأنكسار عبر الزمان ،بينما سقطت مدن أخري في براثن الفتنة والأنقسام ،إبتلعتها دوامة الخيانة والضعف معظمها سلمها الخونة للمليشيا ،بقيت الفاشر صلبة كالفولاذ المصقول ،تتحدي الحصار الشيطاني والأهوال التي تمزق الأوصال ،والأستهداف العرقي الخسيس ،وشح الموارد القاتل الذي يهدد بفناء جماعي ،والأكثر إثارة للدهشة والإجلال ،أنه حتي عندما تآمر بعض أبنائها امثال الهادي ٱدريس والطاهر حجر وباعوا أرواحهم وضمائرهم للمليشيا الغازية ،لم يتزعزع صمود المدينة قيد أنملة، بل علي العكس ،يبدو أن آهل الفاشر بحكمتهم المتوارثة عبر الأجيال ،كانوا علي درايه بنواياهم فلم تذيدهم خيانتهم النكراء الا إصراراً أسطورياً وعزيمة ليتحول الصمود الي قوة قاهرة حطمت أسطورة مليشيا آل دقلو علي أسوار المدينة وبفضل الإلتحام الوثيق والتنسيق المحكمة بين القوات المسلحة والقوات المشتركة فما السر الأزلي الكامن وراء هذا الصمود الذي تحول الي أسطورة وطنية خالدة ،تتجاوز حدود الزمان والمكان ،والذي كسر شوكة الغزاة وأثبت هشاشة قوتهم الزائفة وكشف قوة التحالف الوطني ،يكمن الجواب الأعمق في الوحدة العميقة الجذور في تربة الفاشر التي أرتوت بدماء الأجداد الذين قاوموا عبر التاريخ ،وتعززت بالتحالف الأستراتيجي بين الجيش والمشتركة ،أنها وحدة تجاوزت الولاءات الفردية الزائلة والمصالح الضيقة الفانية ،لقد أدرك اهل الفاشر بفطنة الأنبياء أن بقائهم وكرامتهم هما الأرث الأغلي ،وانه لا يمكن لخيانات حفنه من المرتزقة أن تنال من أرادة شعب أختار الموت بكرامة علي حياة بذل،هذا الوعي الجمعي المتجذر في الذاكرة التاريخية ،والذي جسد قوة التنسيق والالتحام بين القوات هو السلاح الأقوي والأبقي في وجه المليشيا والمتآمرين عبر العصور ،والسد المنيع الذي تحطمت فيه أحلام المليشيا الجنونية ،لقد تجسدت في الفاشر إرادة لا تعرف المستحيل تحدت قوانين الطبيعة ، سكانها رجالاً ونساءاً وأطفالها يقفون صفاً واحدً مع الجنود يسطرون ملحمة فداء تخلدها كتب التاريخ الي الأبد ،حتي الخيانة لم تذد المدينة الا صلابة وأصرار علي دحر العدو ،لايمكن إغفال حقيقة وعي المواطنين كشفوا زيف المليشيا وايضاً التنسيق الدرع الواقي الذي يحمي قلعة الصمود من محاولات الأختراق وهو السلاح الذي كسر غرور المليشيا الزائف وحطم أوهامها بالسيطرة عليها ،وايضا فاعلية التحالف تمتلك فاعلية رمزية وطنية بل وإنسانية تتجاوز حدود دارفور والسودان وأصبحت أيقونة الصمود في وجه أعتي التحديات ،ونموذجاً للوحدة والحقيقة التي تجاوز الخلافات السياسية والشخصية والعرقية ومقبرة لأحلام المليشيا وقوة وحدة الشعب ،أن صمود الفاشر رغم مرارة الاوضاع هو شهادة علي عظمة أهلها وعمق وحدته المتجذرة أنها رسالة مدوية للغزاة والمتآمرين مهمًا بلغت قوتكم ومهما حاولتم من خيانات ودسائس ،فلن تكسروا إرادة شعب عرف طريقه نحو الحرية ،ولن يلتفت للوراء رغم عظمت التضحيات ،وسيحطم أوهامكم علي أسوار صمودهم ،وعلي قوة التحالف ستبقي شامخة كالأساطير،عصية علي الكسر وملهمة لكل إنسان حر يتوق لكرامه بعد أن أثبتت أنها الأقوي واعتي من قوي الشر ،وأن اساورها عصية عليكم بل مقبرة لكم ولطموحاتكم العمياء شاهدة علي عظمة الوحدة في وجه العدوان والظلم وعلي الهزائم النكراء التي لحقت بالمليشيا علي أبوابها بفضل القوات المشتركة والقوات المسلحة والمستنفرين والميارم عزيمة لاتنكسر ولن تباع ولن تسقط في براثن بيع الضمائر كما حصل لمدن اخري هذا الذي يميز هذه المدينة عن غيرها .
الفاشر صامدة رغم الجراح