*على كيفك… حيث يولد الحنين بقلم : رندة المعتصم اوشي*

في زاوية دافئة من مدينة نصر، خطت حكاية سودانية بعطر الأرض ووهج الذكريات
كان “اقاشي على كيفك” أكثر من مجرد مطعم ،
كان عودة الى الديار، الى خطا الجدات وأهازيج الصبا والحان المساء.

هناك، بين رائحه الفسيخ، ودفء البوش، وقرمشة الطعمية، وطعم المش الذي لايقاوم والشطه السودانيه
تنساب الأرواح كالنيل في حضن الخرطوم.
وتولد الذاكرة من جديد، مع كل لقمة مشبعة بالحب والتتبيل السوداني الأصيل.

هالة علي مهدي…
امرأة من نور، ومن ارادة لا تكسر،
تخلت عن مقعدها في “اليونيسف” لا لتخفت، بل لتضيء دربا آخر،
من قلب الحرب والنزوح، صنعت سلامها الخاص،
وأقامت في الغربة وطنا مصغرا،
وطنا اسمه: “اقاشي على كيفك”.

كانت الامسية قصيدة مفتوحة،
حضرت فيها للي صانعة الإكسسوارات،
وسماح خير، الاعلامية المبهجة،
وشوق علي، صاحبة براند اسكن كير
وآلاء العطبراوي، صاحبة اجمل براند للعطور والبخور السوداني ،
ورؤيه اخصائيه جراحه الاطفال ، وريم بت كسلا ، وسالي صاحبه براند سالينا، وعبير اخصائيه التغذيه،وساره كامل الجميله . وريم وهاله صاحبه براند بن نوف وكانت معنا اسفيريا صديقتي واختي الحبيبه هايلين هاشم
حضورهن كان نغما، وكان بشارة بأن السودان لا يغيب عن القلوب.

شربنا عصير التبلدي،
فعاد بنا الزمن إلى الأبيض،
إلى الشجر العالي الذي يشبه الصبر،
إلى تراب كردفان، وتحدثنا عن دفء بربر وتجولنا في اروقه عطبره واسترحنا في سواقي كسلا الوريفه وختمنا بالولايه الشماليه فكان حديث السنين الطويلة والذكريات الجميله .

لم يكن مجرد لقاء،
كان احتفالا بالحياة وسط الخراب،
ضحكنا حتى سالت منا الهموم،
وتذوقنا السودان…
بطعمه، بلهجته، بحنانه، وبرائحته المنبعثة من بن نوف لصاحبته هاله وبخور الاء العطبراوي .

هالة يا صديقة القلوب النقية،
شكرا لأنك علمتنا أن الحنين ليس مجرد شعور،
بل فعل حب يمارس، ومائدة تمتد، وأبواب تظل مفتوحة رغم الألم.

خرجت من المكان،
ويدي تغرف المحبة،
وقلبي مفعم بالطمانينة،
وكان اللقاء كان دواء عتيقا
لم يتسن للعالم طريقة صنعه الا بين امثالكم.

شكرا هالة،
شكرا لكل نبضة حب زرعتيها في تفاصيل اللقاء.

مقالات ذات صلة