:: كامل إدريس رئيساً لوزراء حكومة السودان، و الخبر هنا ليس كامل الذي يشغل الناس عن صلاتهم منذ الأمس رفضاً وقبولاً وتحفظاً، بل في الخبر ما هو مُهم للغاية..فالتعيين صدر مباشرة بعد الموقف الإيجابي الذي أظهره الاتحاد الافريقي – بكل وضوح – في القمة العربية الأخيرة ..!!
:: فالشاهد، عندما إلتقى محمود علي يوسف رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي بعضو السيادي إبراهيم جابر على هامش القمة، أشاد بإسترداد الجيش لمناطق واسعة، ثم بخارطة الطريق التي قدمتها الحكومة للأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي و وسطاء جدة ..!!
:: موقف الإتحاد الافريقي الداعم للدولة و جيشها أغضب مليشيا الإمارات الإرهابية ورئيس المؤتمر السوداني عمر الدقير، بحيث أصدر أحدهما بياناً صارخاً والآخر تصريحاً بكائياً..فالمليشيا قابلت موقف الاتحاد بما أسمته خرقاً لقيم الحياد، فيما وصف الدقير ذات الموقف بغير الموفق لأن الحكومة غير شرعية.. !!
:: فالشرعية عند الدقير لاتزال هي أن يكون خالد عمر وزيراً بمجلس الوزراء وإبراهيم الشيخ وزيراً للصناعة، ولا يعلم بأن الشرعية تجاوزت أوهام نشطاء المرحلة.. ولحين الإنتخابات، فان الشرعية عن الاتحاد الأفريقي هي فرض السلام و إدارة الدولة بأي جهاز تنفيذي يتم تشكيله من طرف الشارع، وليس شرطاً أن يكون على رأسه حمدوك أو ( كاملوك ).. !!
:: وبالمناسبة، بعد إجراءات 25 أكتوبر و إستقالة حمدوك و إقالة حكومته، طالب الاتحاد الأفريقي الحكومة السودانية مرتين بتعيين أية حكومة مدنية لإنهاء تجميد العضوية السودان.. نعم، موسى فكي شخصياً، لاحقهم مرة وأخرى، عبر جبريل و آخر، ليعلنوا عن حكومة مدنية، ولكن كان للمجلس السيادي رأي آخر ..!!
:: والمليشيا والدقير لم يعلما بعد أن هناك تفاهمات تمت بين الحكومة والاتحاد الافريقي في الأشهر الماضية، و أن جولات جابر وجبريل لم تكن سياحية، و أن هناك رسالة خطية سلمها وزير الخارجية السابق علي يوسف لوزراء خارجية دول مجلس السلم والأمن الأفريقي في فبراير الماضي ..!!
:: محتوى الرسالة يشمل الموقف العملياتي، و أن إنهاء التمرد و فرض السلام غير قابل للمساومة، و أن الحل في خارطة الطريق التي أعدتها الحكومة.. ثم طالبت الرسالة تلك الدول بإعادة النظر في تقييم الاتحاد للأوضاع، و أن يعود السودان لمكانه الطبيعي في المنظمة ..وهذا هو الحدث، وليس كامل..!!
:: وخارطة الطريق التي أشاد بها الاتحاد الافريقي جهراً في بغداد ، وتشرع الحكومة في تنفيذها بالجيش في كردفان ودارفور، وبتعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء، هي صناعة سودانية ..لم يُشارك فيها الحاكم العام لتلك المرحلة فولكر، و لا فيالق المبعوثين ولا ( حاموا ليها سفارة سفارة).. !!
:: هي خارطة سودانية، تفرض الأمن و السلام، وتُعيد النازحين واللاجئين إلى ديارهم، وتؤسس لحكومة كفاءات وطنية مستقلة، و ذات مهام محددة، منها الإعمار و تهيئة المناخ للإنتخابات عقب حوار شامل لايُقصي إلا من أبى واستكبر ليمارس النضال ضد الشمولية من جمهورية الإمارات الديمقراطية ..!!