:: فبرايرالعام 2003، وزير الخارجية الأميركي كولن مخاطباً مجلس الأمن : (ما نقدمه لكم هي حقائق واستنتاجات إستخبارات قوية، تؤكد امتلاك العراق أسلحة دمار شامل)، ثم كان الإعلان عن غزو العراق وقتل صدام.. ولاحقاً قال بوش الإبن معتذراً : (أكثر ما ندمت عليه خلال الرئاسة هو فشل المخابرات في العراق)، وتلاه تابعه في تدمير العراق، توني بلير، معتذراً : (أنا أتحمل كامل المسؤولية، وأعبر عن ألمي وأسفي، وأقدم اعتذاراتي)..!!
:: وفي ديسمبر العام 2024، أعلنت الخارجية الأميركية إلغاء المكافأة المالية البالغ قدرها ( 10 ملايين دولار)، والتي تم رصدها لأي معلومة تؤدي للقبض على الإرهابي أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام التي كانت تقاتل نظام بشار الأسد.. ومع إلغاء المكافأة، إختفى لقب أبو محمد الجولاني من المواقع والخطابات والتقارير الأمريكية، بحيث أصبح أحمد الشرع، رئيس سوريا.. وعندما إلتقاه ترمب بالرياض، وصفه بالرجل الجيّد و القوي ..!!
:: ناهيك عن أكاذيبها بالعراق وسوريا و اليابان و غيرها، بالسودان تعرض مصنع الشفاء للأدوية للقصف الأمريكي، وكانت التهمة تصنيع أسلحة كيميائية، ثم أقروا بالكذبة و الجريمة مع التعويض الخفي.. بعض سُفهاء المعارضة السودانية، كالعهد بهم في عدم التمييز بين النضال والعمالة، هللوا وكبروا لذاك الاعتداء، أي كما يفعل عبيد الدرهم اليوم حين تعتدي الإمارات بمسيّراتها على مرافق الشعب..!!
:: ولذلك، ليس بمدهش أن تتهم أمريكا الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية ضد جنجنويد الإمارات في العام الماضي، ثم تلوّح بعقوبات تستهدف الحكومة، هذا طبيعي، فمن شبّت على الأكاذيب شابت عليها ..أين ومتى تم إستخدام هذه الأسلحة المزعومة؟، وكم حجم الضحايا المدنيين؟، وهل توُجد أسلحة كيميائية تنتقي الضحايا، بحيث تقتل هذا وتترك ذاك؟، فالشاهد لم نر أو نسمع بمنطقة أُبيد من فيها عن بكرة أبيهم ..ولكن ليس في الأمر عجب ، إنها أمريكا التي لم تسمع بمسيّرات أبوظبي ومجازر مليشيا الإمارات بود النورة و دار مساليت والهلالية و الصالحة وغيرها ..!!
:: المهم .. فيما كانت الخارجية الأمريكية تُوزّع أُكذوبة الاسلحة الكيمائية، كان فرسان الجيش و القوات المساندة بمتحرك الصياد يسيّطرون على الدبيبات بجنوب كُردفان، بعد دحر مليشيا الإمارات الإرهابية، وهذا ما يجب أن يكون الرد لكل الأكاذيب.. فالتوغل إلى دارفور وما يسمونها بالحواضن – وما هي بحواضنهم – سيظل محفوفاً بالأكاذيب المراد بها تغطية إنهيارهم، ونفي الأكاذيب بالمزيد من التوغل، حتى يتم تحرير آخر محطة متبقي الأوغاد قبل هروبهم إلى تشاد و أفريقيا الوسطى..وبما أن عبد الرحيم دقلو قد ظهر بنيالا، فان مصيره أن يصبح بقالاً آخر، هارباً – يقطع الجُمّار بالحجر – في الفيافي ..!!