⚫في يونيو ٢٠١٦م أعلنت الحكومة السودانية وقف إطلاق النار من جانب واحد عدا الرد على اعتداءات يبادر بها التمرد ، وذلك كبادرة لتشجيع مفاوضات السلام بعد إجلاء التمرد من إقليم دارفور عدا بؤر محدودة لقوات عبدالواحد نور في أعلى مرتفعات جبل مرة ، وبؤر محدودة لقوات عبدالعزيز الحلو في جنوب كردفان.
⚫في سبتمبر ٢٠١٦م خرجت منظمة العفو الدولية (وتبعتها المنظمات والدول الغربية) باتهامات للجيش السوداني بأنه شن ٣٠ هجوماً كيميائياً في عملياته بدارفور خلال الفترة من يناير-سبتمبر ٢٠١٦م ، وهو ما علقت عليه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الدولية ومقرها هولندا .. بنفي وجود معلومات موضوعية تسوِّغ مجرد التحقيق في هذه المزاعم.
⚫الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان أزعجهما انحسار التمرد واستخدام العنف في السودان ، وهشاشة اتهاماتهما باستخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية والتي لم تجد من يسندها دولياً .. أرادتا تعزيز هذه الاتهامات بأدلة تتضمن آثار استخدام أسلحة كيميائية يتم فبركتها وزرعها في دارفور ، وذلك عن طريق:-
١. استخدام شبكة استخبارية أمريكية تضم مجموعة كبيرة من العملاء بالسودان ويدير هذه الشبكة شخصية سياسية معروفة ، وقد فطنت لذلك الأجهزة الأمنية آنذاك لاختراقها تلك الشبكة وقامت بتفكيكها.
٢. القوى الغربية لم تستسلم لذلك فأرسلوا البريطاني فيليب كوكس في أكتوبر ٢٠١٦م على أن يلتقيه في تشاد الأمريكي (د إ ه) من أصول سودانية على أن يقوما بدخول السودان بمساعدة بعض قادة حركات التمرد آنذاك لفبركة أدلة استخدام الجيش أسلحة كيميائية ، وزرعها في دارفور وتوثيقها ، وكذلك تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض عليهما في دارفور ، وسجلا إعترافات كاملة بتفاصيل مهمتهما. ،
⚫في يناير ٢٠١٧م تم إصدار عفو رئاسي عن البريطاني والأمريكي وشبكة العملاء بموجب صفقة تضمنت طي صفحة الاتهامات الكاذبة ، واستئناف ودعم اجتماعات الانسحاب التدريجي لقوات يونميد ، ودعم عملية السلام في دارفور وجبال النوبة .. وبالفعل تم قفل صفحة الاتهامات الكاذبة لاستخدام الأسلحة الكيميائية بسبب فشل الغرب في اثباتها وحشد التأييد الدولي لها ، وليس بسبب التزام بريطانيا وأمريكا بوعودهم ، وهو ما أكده استمرار إعاقتهم لجهود السلام بما في ذلك إصرارهم على الإنسحاب التدريجي لقوات يونميد.
⚫لم ولن يأتي خير للسودان من أمريكا أو بريطانيا ، وأكبر الأذى الذي يصيبنا من هاتين الدولتين يصلنا محمولاً على ظهور العملاء من السودانيين والذين تتعدد أشكالهم ما بين قوى سياسية عميلة أو مليشيات عسكرية عميلة وشخصيات منفردة تبحث عن مصالح سياسية أو مادية .. وبكل أسف فإن أكبر الأذى الغربي للسودان يتحقق دائماً عن طريق الأغبياء في مراكز القرار والذين يظن بعضهم أنه قادر على إقناع أو تحييد أو التلاعب بالسياسات الأمريكية البريطانية عن طريق المرونة أو التماهي أو الخنوع لإملاءاتهم ، وكل الأنظمة الوطنية (ديمقراطية أو شمولية) كان سقوطها في السودان بأسباب لا تخرج عن الخضوع والانخداع أو العمالة لسياسات أمريكا وبريطانيا ، فعلاقتنا مع هاتين الدولتين هي علاقة عداء ودماء وعقوبات ممتدةٌ لقرنين من الزمان ، ومن ظن أنه بحصافته ودهائه يستطيع أن يأتي بمالم تستطعه الأوائل فلن يفلح في أكثر من أن يزيد معاناة السودانيين من هاتين الدولتين ، واسمحوا لي إعادة نشر مقالٍ سابقٍ في هذا الشأن أدناه ، فأبلغ ما يُقال في علاقاتنا المسمومة مع أمريكا وبريطانيا قول التهامي:
*طُبعتْ على كدر وأنت تريدها*
*صفواً من الأقذار والأكدارِ*
*ومُكلّفُ الأيام ضد طباعها*
*مُتطلبٌ في الماء جذوة نارِ*
*وإذا رجوت المستحيل فإنما*
*تبني الرجاء على شفيرٍ هارِ*