*يسألونك عن العقوبات الأمريكية؟ فقل : انهم يعتمدون علي تقلبات الشعوب بقلم / محمد أبوزيد مصطفى*

لبني صهيون قاعدة يستندون عليها في الهيمنة والسيطرة علي العالم،، : {اننا نعتمد علي تقلبات الشعوب}..
فحياة الانسان متحركة دوماً بشدة وهدوء كما الرياح لا تعرف السكون والتوقف ، وهي تتقلب ذات اليمين وذات الشمال،،، والموج يشبهها مثلما تماثله في الصعود والهبوط،،
فإذا كان الانسان [حساسٌ متحركٌ بالإرادة].. فإن {أصدق الأسماء حارثٌ، وهمّام}،،
فالأنسان يفكر في الشئ ويحسه ثم يتحرك لفعله أو اختراعه،
العقيدة والمذهب يتبدلان ويتقلبان ذات اليمين وذات الشمال، والقناعات تتغير، لأن المؤثرات تهبُّ عليها وتقتلعها ~في الغالب الأعم~ اقتلاعاً غير رحيم،

وللانسان غرائز فطرية، وقد جبل علي حب الملذات،
(زُيّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة)..
فالشِراك تُنصَب بعرض المال، والسلطة، والجنس،
{ما ذئبان جائعان، اُرسِلا في زريبة غنم، بافسد لها من حرص المرء علي المال والشرف لدينه}،

ولما كان الإنسان قد خُلِقَ ضعيفاً، فمواطن ضعفه تتمثل في استجابته وتعاطيه لهذه الملذات حِلّاً أو حُرمةً خروجاً علي النسق القانوني والشرعي، وهنا يختبئ المتربصون الذين يقعُدون في الطرقات يسترقون الناس سراً وعلانية، ويتلاعبون بالضمائر ويغسلون الادمغة، ويتسوقون في السلع الشهوانية المحسنة، بل وفي الشبهات المغلفة أيضاً ، وبيعها بابخس الأثمان ان لم تكن بلا ثمن الا البوار والخسران في المحصلة حين يتم اصطياد الفريسة واقتيادها ..

لكن لا يدخلون السوق الا بعد أن يجمعوا المعلومات الكافية والدراسات اللازمة حول حاجات المستهلكين، ونوع السلعة التي تروج عندهم [وهي ما يسمي بنقاط الضعف] ، سلطةً كانت أم مالاً، أو جنساً، ويقومون بصناعتها علي اجود ما يكون، ويتفننون في طرق تسويقها عبر الدعاية والإعلان والصورة الخادعة ، ثم يبيعونها لهم جماعاتٍ ووحداناً وبعضها يقدمونه عربوناً وقرباناً لصفقات كبري ..

هؤلاء من أجل الهيمنة يمارسون العنف والخديعة، ويحتكرون المال ويتلاعبون بالسلطان، ويستخدمون الحسان، المنازلة في الميدان تستلزم فقهاً متسعاً يقرأ قاعدة {إن الأمر إذا ضاق اتسع، وإذا اتسع ضاق }،، وقاعدة {قد يندرج المحبوب في المبغوض، فيصبح الواجب حراماً.. وقد يندرج المبغوض في المحبوب فيصير الحرام واجباً}..

من أجل التطويع والاخضاع حين التمرد والاستقلال، يجربون التهديد الداخلي بزعزعة السلطة ومحاولة نزعها ممن تشربها حباً، ويبتزونهم بادواتهم التي يعرفونها،، وعندما يجدون تمنعاً وعصياناً، يلجاون لليّ الذراع بالعقوبات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية، فإذا لم تُجد فتيلاً استخدموا الحصار القانوني الجنائي للتجريم ليشرعنوا التدخلات العسكرية، والا فإنهم يحركون مرتزقتهم من مرتادي الإجرام والمحبوسين جراء جناياتهم ليغسلوها في الساحات المتمردة علي الاخضاع والتطويع علّها تحقق لهم نصراً يوصلهم الي الهدف المنشود،،

لكن المقابلة والمنازلة تقتضي مرونة عالية ومراوغة خادعة، وما من شك في انها مركوزة عندنا شرعةً ومنهاجاً..
(وأما تخافن من قومٍ خيانةً فانبذ إليهم علي سواء)

ولله جنود لا نراها فالبعوض والجراثيم تفتك بالإنسان والحيوان وهو اكبر منها حجماً، ،
<الأفغان والحوثيون، وحركة حماس> ليست لديهم قوة موازية ومع ذلك اذاقوا عدوهم الأمَرِّين..
فكلما انبت الزمان قناةً.. ركّب الإنسان للقناة سناناً
فلا تأبهو كثيراً بما يحاك ويُصنع من عقوبات، فالأيام دول، والحياة دوارة.

مقالات ذات صلة