* توثيق : عماد عثمان احمد
عبد الرحمن عثمان إبراهيم ساتي من مواليد العام 1960م بحي الامتداد بالخرطوم وتلقى دراسته بمدارس الامتداد الابتدائية والجهاد المتوسطة بحي السجانة والعروبة الثانوية ونال دبلوم عالي في المحاسبة ودورات في مجال العمل المصرفي ولغات في بريطانيا وعمل موظفا في البنك الأهلي السعودي لثمانية عشر عاما وفي العام 2002م اتجه الى مجال العمل الخاص ولازال مستمرا به.
كانت بدايات كابتن عبده ساتي في عالم المستديرة بفريق الصحراء برابطة الامتداد حيث تعلم أساسيات الكرة وكان محظوظا بوجود المدرب القدير محمد الحسن الرضي خريج معهد التربية الرياضية الذي استفاد منه فائدة قصوى وكان له دور كبير في تطور مستواه وصقل موهبته وكان حينها احرز فريق الصحراء كاس الروابط لولاية الخرطوم.
بعد تألق عبده ساتي وظهوره بمستوي ملفت للنظر مع فريق الصحراء كان من الطبيعي ان ينضم لنادي الحي (الامتداد) الذي كان يلعب ضمن مصاف أندية الدرجة الثالثة بالخرطوم (الليق).
منافسات الدورة المدرسية الثالثة فتحت أبواب الشهرة والمجد لكابتن عبده ساتي حيث ظهر بمستوى فني رفيع مع فريق مدرسة العروبة واختير للفريق القومي المدرسي والذي كان تحت إشراف المعلم بشرى وهبة وأصبحت لديه امال عراض وتطلع للعب في فرق القمة.
كان الأهلي الخرطومي اول من بادر بالاتصال بعبده ساتي وقام بتسجيله في كشف خارجي لصغر سنه وقتها وحداثة تجربته و بمعني اخر لم يظهر الأهلي جدية في تسجيله.
بعد خمسة عشر يوم تقريبا اتي وفد مريخي على مستوي عالي برئاسة القبطان حسن أبو العائلة رئيس نادي المريخ ومحمد عثمان دلدوم مدير الكرة الى نادي الامتداد للتفاوض من أجل كسب توقيع عبده ساتي في كشوفات المريخ وبعد أقل من ساعة تمت الموافقة وكان ذلك في أواخر العام 1977م.
تسجل مع عبده ساتي للمريخ في تلك الفترة عدد من نجوم الدورة المدرسية منهم أسامة الطيب والفاتح قمر ومأمون العطا والجيو وسامي عز الدين والفتح يس والطاهر هواري ووهبة ومحمد علي بخيت وفتحي فرج الله وعزيز يس حاكم وامين سيد والعمدة.
بعد تمرنين فقط لعبده ساتي مع المريخ شارك في اول مباراة له مع المريخ (ودية) وكانت ضد نادي العامل البحراوي في خانة الظهير الايسر والتي كان يلعب بها محسن عطا (توليف) بعد اعتزال عز الدين خورشيد وحسين وداعة وكان يقوم بتدريب المريخ وقتها شيموناك ويساعده المرحوم دقنو.
وجد عبده ساتي وزملاءه الجدد النصح والتوجيه والتشجيع والاحترام والتقدير من كبار نجوم المريخ أمثال كمال عبد الوهاب وسليمان عبد القادر واحمد سالم وبشارة عبد النصيف وعمر أحمد حسين وتعلموا منهم حب الشعار واللعب بإخلاص وتفاني من اجل إسعاد الجمهور المريخي.
خلق تواصل الأجيال والجو الصحي المعافي من المريخ فريق قوي لايقهر مزج في صفوفه بين الدماء الحارة وخبرة وتمرس نجومه الكبار الذين واصلوا مسيرتهم بعد عودة النشاط الرياضي للأندية وكانت جولات المريخ لأقاليم السودان وزيارة مصر بدعوة من نادي السكة حديد ومباريات اليوبيل الذهبي خير احتكاك للوصول للانسجام المطلوب بين القدامى والجدد وكان وراء ذلك الامر إدارة محنكة بقيادة الامبراطور حسن أبو العائلة ورفاقه الاماجد.
شارك عبده ساتي مع خمسة من زملائه الجدد في اول مباراة له ضد الهلال انتهت نتيجتها بفوز المريخ بهدف احرزه حموري ومن خلال تلك المباراة ثبت اقدامه في التشكيلة الأساسية للمريخ من خلال خانة الظهير الأيسر.
اجمل مبارياته مع المريخ كانت ضد الهلال في كاس جامعة جوبا والتي انتهت نتيجتها بهدف المرحوم سامي عز الدين في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة وكان الهلال مرشحا للفوز لغياب المرحوم كمال عبد الوهاب والطيب سند يومها وكان الهلال مكتملا بوجود نجومه الكبار عز الدين الدحيش والمرحوم علي قاقرين.
اختير عبده ساتي للفريق القومي السوداني في فترة المدرب سيزر الألماني.
الصحفي الراحل الأستاذ أحمد محمد الحسن أطلق عليه لقب ترسانة الدفاع لأنه كان مدافع ممتاز من الصعب الوصول لمرمى عن المريخ طريقه واطلق عليه جمهور المريخ الذي كان يجد منه الدعم والتشجيع لقب (فندك) لقصر قامته.
لعب عبده ساتي أربعة مواسم مع المريخ حافلة بالبذل والإخلاص والعطاء الثر والبطولات والامجاد ولأنه كان يمتاز في لعبه بالغيرة والحماس والروح القتالية كان يجد تشجيع كبير من الامبراطور حسن أبو العائلة رئيس نادي المريخ في تلك الفترة.
أصيب عبده ساتي بتمزق حاد في قدمه ورغم ان المريخ كان قد ارسله لمصر للعلاج الا ان معاودة الإصابة له بصورة أقوي عجلت برحيله المبكر عن الملاعب ولتامين مستقبله كان قراره بالسفر الى المملكة العربية السعودية للعمل وسافر معه لنفس الهدف صديقه سامي عز الدين الذي عاد بعد شهر للسودان واكمل مسيرته الرياضية مع المريخ فيما طاب المقام لعبده ساتي بالسعودية ووفق بالعمل موظفا بالبنك الأهلي.
كان عبده ساتي نجم ملء السمع والبصر يساري حريف سريع يجيد متطلبات وظيفته في الظهير الأيسر بامتياز وكانت تساعده سرعته وخفته في أداء واجباته الهجومية على أكمل وجه وكان من الصعب محاورته والمرور منه لذا كان يمثل مركز ثقل وثقة واطمئنان للجهاز الفني وجمهور المريخ الذي لازال يذكره بكل خير وخارج الملعب عرف بالهدوء والأخلاق العالية والأدب الجم.
بعد سفره للسعودية ابتعد كابتن عبده ساتي عن المجتمع الرياضي وأنشغل بعمله ولأنه نجم في ذاكرة الرياضيين لذا جاءت فكرة التوثيق له.
كانت تجمعه صلة صداقة قوية وتواصل مع أبناء جيله من نجوم المدرسية في مختلف الأندية الرياضية في النصف الثاني من السبعينات.
كان قد خصني الكابتن عبده ساتي بمعلومات هذا المنشور في العام 2014م وهو ود أهلي وبلدياتي من جهة والدي منطقة دبلا بالولاية الشمالية ويمت معي بصلة النسابة وله العتبى في تأخير نشر التوثيق.
متزوج ولديه حسام وعثمان وأيمن وامنية وآية .. موفقين وناجحين وامتداد بإذنه تعالي لوالدهم في كل خصاله السمحة.
” منقول “.