*الحرب مستمرة ومفتوحة في كل الجبهات فماذا هم ونحن فاعلون؟ بقلم / محمد أبوزيد مصطفى*

_________________________________________
طُرِد المستعمر البريطاني من بلادنا عدة مرات ذليلاً حقيراً، ولكنه في كل مرة يغير جلده، ويعيد مخططاته للاستيلاء علي الأرض ونهب ثرواتها. واستغفال أهلها ،،
فقبل إنهاء احتلاله الاستيطاني اجري اختبارات لنموذج حكم ديمقراطي يخلفه لكنه طائفي مثلما فعل في لبنان البلد التوأم لديمقراطيتنا ، مخالفاً لنسقه الذي أبقاه في مستعمراته بدول المنطقة والذي كان يغلب عليه النظام الملكي،، وقد حاول أن يُنصّب السيد عبد الرحمن المهدي ملكاً بعد أن رتبه، إلا أنه تراجع لما أدرك ان الامر ليس بهذه البساطة، وفي كلا الحالتين هو الذي يرتب، وابناء العِترة من عامة الشعب خلف زعماء طائفتيهم،سكري مغيبين تحت التنويم الروحي، وكلما تنهض فئة منهم وتستيقظ من سباتها يقمعونها اما بانقلاب أو ثورة، وفي كل مرة يشاركون في تحضير الملعب ان لم يصنعوه.. لكن هذه المرة تكسرت رماحهم وفشلت خططهم وهُزمت جحافلهم المُعسكَرين والناشطين سياسياً ورجال الأعمال أرباب الشركات، وامراء الحرب ودولهم التي تغذيهم بالمال والسلاح والرجال والخطط العسكرية والسياسية،،
إذن فماذا هم فاعلون بعد كل الذي حصل لهم من هزائم وخيبة؟..
سوف يهيمن عليهم الحقد والكراهية اضعافاً مضاعفة، فسيمكرون ويمكرون، ولكن مثلما فعلنا معهم كما تفعل الخيل الحرة{التقيناهم في اللفة}..

العائلات التي لا تزال ترضع من ذات الثدي الممتلئ بالصديد لا بد من فطامها وقطع الحبل السري الذي تتغذي به. وعزلها تماماً من هذا المحيط النتن.

النخب الحرة عليها ان تتحد هي وجماهيرها، بل عليها ان تقوم بعملية استحلاب واستجلاب تلك الكيانات لتصب هنا في هذا المَعِين الحر الناهض ببلاده عزةً وكرامة.

ذراع الصداقة الشعبية عليها ان تمتد وتتطاول تواصلاً وتثاقفاً وتفاعلاً مع تقلبات موازين القوي الدولية، وشحن بني جلدتها بالنزعة التحررية التي تزعزع العروش وتخيف العدا، وتقذف الرعب في القلوب المرتجفة اصلاً..

الكيانات والأنظمة التي كانت تتواري خجلاً، أو رهبة، بعد ان لاحت أمامها الآن أمثلة حية ومشاهَدة من نجاعة الصمود التي كسرت الجمود، وفتحت الدروب امام كل حاذر أو جبان..فليس لها عذر في استغلال الظرف والتقدم خطيً نحو الاستنصار بالاحرار لكسر شوكة الاشرار..

بضع شركات أمريكية تسيطر علي اكثر من 50٪ من راس المال العالمي، إلا أن ما تدخره العقول وباطن الأرض وظاهرها وما هو عائم وغائم في عالم الفضاء اضعافاً مضاعفة إذا ما قورن بهذا الحساب المُرعِب، وبالتالي فلا بد من إجراء عملية حسابية أخري،، فقد نجحت خطة المهاتما غاندي والتي قلدها نيلسون مانديلا في منازلة الآلة العسكرية المتوحشة بالثورة اللاعنفية إذ انها هزمت الطغاة المدججين بالسلاح الفتاك حين واجهته بالصدور العارية لكنها كانت ممتلئة بالقيم العالية.

فإذا كانت ديارنا مستباحة فما الذي يجعلهم في مأمن ونحن غير ضامني الأمان بعد، وهم يتربصون بنا الدوائر والحرب لم تضع أوزارها، وقد لا تتوقف عند الحدود الجغرافية ما دام ان ذراع العدو طويلة،،
والمعادلة المعقدة هي ضبط الموازنة ما بين استنزاف الحرب واعمار الحياة، فهل نستطيع ان نستثمر في القوة الناعمة والخشنة معاً، لتصبح قيمة مضافة مثلما يتم مع المحميات. فإن تكلفة الحرب والسلام وإعادة الأعمار باهظة الثمن .

مقالات ذات صلة