كم كنا محظوظين ياصديقي… ونحن في بداياتنا في صحف أوراق… الهدف، عالم النجوم والغد كانت صحفنا هذه عبارة عن منتديات ثقافية وفكرية، تستقبل من الصباح الباكر أعلام الفكر والشعر والفنون، من لدن محمد بشير عتيق، سيف الدين الدسوقي، إسماعيل خورشيد، والذي كان يزورنا بتلك الهيئة متأبطاً اوراقه وملفاته، وكذلك جالسنا وسامرنا عمالقة كأبي آمنه حامد، كان الرجل كنزاً يختفي خلف هيئة رجل رث الهيئة، يسخر من كل شيء، يعتنق فلسفة مختلفة.
* شخصياً كنت محظوظاً وأنا أرافق مجموعة زملاء وأصدقاء ظللت أفخر بهم، لأنهم كانوا خير مفتاح دخلت به من باب المهنة الواسع، فقد زاملت الدكتور كمال الشريف ورافقت الزملاء صلاح شعيب، والزبير سعيد عبدالماجد والراحل المقيم فينا محجوب محمد أحمد صاحب الترانيم الخالدة، والزميلات ماجدة عدلان وهيبات الأمين.. ثم تدرجنا في سلالم الحظ ومحاسن الصدف واستقبلنا وجالسنا واستمعنا للعزيز الغالي يحي فضل الله بن كادقلي الجميلة، وصلاح حاج سعيد.. ذلك الإنسان النادر، قليل الكلام، وصاحب المفردة الخاصة العملاق ذو الطبع الهاديء والوداعة البائنة قاسم أبوزيد والحبيب الصديق مختار دفع الله..
* ولعلها من ذات محاسن الصدف ياصديقي خالد أبوشيبة أن نوثق لمسيرتنا بتلك الصورة التذكارية الغالية مع الأستاذ القامة محمد فضل الله ذات ليلة في مسرح طيبة الذكر المشاهد، وقد عملنا مع أستاذنا العزيز فضل الله محمد لأربع سنوات كانت عبارة عن (حلو مر) لذيذ..
* شريط رائع من الذكريات يا خالد ومزيد مختلف من الأصوات تتشكل ما بين قوة صوت الدسوقي وهدوء صلاح حاج سعيد وعمق قاسم أبوزيد ويحي فضل الله وغموض الصادق الرضي وإلفة حميد وبساطته التي أحببناها، وحميمية القدال ومفردته الحبيبة و(الحليوه)
* ياصاحبي نحن شفنا في الصحف وغيرنا ماشافوا… وضقنا مرها.. وحلوها.. ولعل حديثك عن ذلك البحر صلاح حاج سعيد ماهو إلا أشجاناً تراودك وتعاودك بين كل حين..
تحياتي لك
أبوعاقله أماسا- أبوعشر