تابعت الفيديو المتداول للدكتور عمر القراي، الذي قال فيه بوضوح إن الدعم السريع “أفضل من الجيش”، بحجة أنهم “وافقوا على الاتفاق الإطاري”، وإنهم “ما بيشوهوا الجثث”، وإنه “لازم الناس يعترفوا بإيجابياتهم” علشان يحصل السلام!
حديث القراي فيهو تشويه للحقائق، واختزال خطير جدًا لصراع معقد..
1. من بدأ الحرب؟
في 15 أبريل 2023، الدعم السريع هاجم مقرات الجيش في الخرطوم. دي حقيقة موثقة بتقارير دولية، ما مجرد رأي سياسي.
2. الاتفاق الإطاري ما كان براءة ذمة لأي طرف.
توقيع ورقة سياسية ما بيمسح الجرائم اللي حصلت بعدها، خصوصا التطهير العرقي في دارفور، والانتهاكات في العاصمة والجزيرة وكردفان، والنهب، والاغتصاب.
3. الجيش السوداني كجسم قومي قابل للإصلاح، بينما الدعم السريع مليشيا خارج السيطرة.
عندنا مشاكل في المؤسسة العسكرية؟ نعم. لكن ما الحل اننا نطبع مع مليشيا تقتل وتنهب وتغتصب دون أي وازع او ضابط، وبترتكب فظائع باسم “السلام”.
خطورة خطاب القراي والخطابات الفطيرة البتشبهو هي
• انه قاعد يقارن بين جسم دولة وجسم مليشاوي كأنهم “اثنين طلاب”، نختار الأفضل فيهم.
• يتجاهل معاناة ملايين المدنيين الهاربين والمهجرين قسريا من مناطق الدعم السريع.
• يدعي إنه بيقول “الحق”، لكن بيقول نصف الحقيقة بطريقة تبرر للجرائم.
خلاصة الكلام:
ما في سلام حقيقي بيجي من مغالطات زي دي.
ما في عدالة لو قلنا “الطرف الأقل عنفا هو الأفضل”.
وما في وطن بيقوم على تبرئة جهة مسلحة خارج القانون لمجرد إنها “أعلنت” تأييدها لاتفاق سياسي.
الاعتراف الحقيقي يبدأ من قول الحقيقة كاملة، مش نصها.
والسلام ما حيجي إلا بإعادة بناء دولة قانون، مش بالتطبيع مع المليشيات.
وائل عبدالخالق مالك