*مشاهد محمد الطيب عابدين *دارفور هل تنفصل ؟.. لماذا ؟ .. كيف ؟ .. و من المستفيد ؟* “”””””””””””””””””””””””””””” ( ١ / ٥ )*

بسم الله الرحمن الرحيم

مشاهد
محمد الطيب عابدين

*دارفور هل تنفصل ؟.. لماذا ؟ .. كيف ؟ .. و من المستفيد ؟*
“””””””””””””””””””””””””””””
( ١ / ٥ )

*دارفور هل تنفصل ؟*، لماذا أصلاً يطرح هذا السؤال ؟ .. هل ثمة مسوغ سياسي، إجتماعي، قانوني، تنموي ” تهميشي”، إستراتيجي، أمني قومي، أو حتى أخلاقي لإثارة هكذا تساؤل ؟ .. ثم لماذا تنفصل ؟ .. و كيف تنفصل ؟ .. و من المستفيد حال إنفصالها ؟ .. حزمة من الأسئلة نحاول الإجابة عليها مسترشدين بحجج و أسانيد الفريق الذي يرأى حتمية الإنفصال؛ و شواهد و براهين الفريق الآخر الذي يرأى أن دارفور لحمة واحدة من سداة السودان، لا يجوز حتى الحديث عن فصلِها أو إنفِصالها .

اشتق اسم “*دارفور*” من “*دار الفور*” ويعني “*أرض الفور*” نسبة لقبيلة الفور .

حكمت قبيلة الفور سلطنة دارفور الإسلامية والتي انتهت مع مقتل السلطان علي دينار، آخر سلاطين دارفور عام 1916م. تعد دارفور موطنا لحوالي 80 قبيلة كبيرة، ومجموعات قبلية اخرى- تشمل مجتمعات زراعية و تجارية، مستقرة وأخرى بدوية تعتمد على الرعي و الترحال، و كذلك نشاطات آخرى .

سلطنة دارفور، كانت دولة ما قبل الاستعمار واقعة في ما يعرف اليوم بجمهورية السودان. يمتد تاريخها على فترتين: الأولى من عام 1603م إلى 24 أكتوبر 1874م، عندما استسلمت للأمير السوداني رابح بن الزبير باشا، و الذي لاحقاً ذهب غرباً بجنوده، حتى بلغ مكاناً قال فيه لجنده : *” إنجمينا هنا “* فأنشأ مدينة إنجمينا التي أصبحت فيما بعد عاصمة دولة تشاد . أما الفترةالثانية من عام 1898م إلى 1916م، عندما خضعت للاحتلال البريطاني وأصبحت جزءًا من السودان الإنجليزي، بعد مقتل السلطان القوي علي دينار؛ و دينار ليس اسم إنما ( صفة ) كان وهو صبي يصرع كل من نازلة في المصارعة، فقال عنه الشباب “*علي دي نار “*، و تحور بمرور الزمن ليصبح اسماً له “*علي دينار*” .

في ذروتها في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، امتدت سلطنة دارفور من الأطراف الغربية لدارفور إلى كردفان والضفاف الغربية للنيل الأبيض، لتشمل مساحة شاسعة من الأراضي تعادل المساحة الحالية لدولة نيجيريا.

يبدأ التاريخ المسجل لدارفور في القرن السابع عشر، حين تأسست سلطنة الفور على يد أسرة كيرا .

سلاطين دارفور، الذين حكموا مملكة الفور في دارفور، وهم على الترتيب الزمني:

1. *دلي (1400-1445)*: يعتبر دلي مؤسس مملكة الفور.

2. *سليمان سولونج (1445-1475)*: خلف دلي وأسس سلالة الفور. ( و كلمة سولونج تعني العربي )

3. *كيرا الأول (1475-1495)*: وسع مملكة الفور ووطد أركانها.

4. *داوي (1495-1515)*: استمر في توسيع المملكة.

5. *كيرا الثاني (1515-1530)*: شهدت فترة حكمه استقرارًا وتوسعًا.

6. *عبد الله (1530-1550)*: حافظ على استقرار المملكة.

7. *سليمان (1550-1570)*: شهدت فترة حكمه تطورات في المملكة.

8. *أبو الخير (1570-1600)*: وسع المملكة ووطد أركانها.

9. *سليمان سولونج الثاني (1600-1630)*: شهدت فترة حكمه استقرارًا.

10. *محمد الداول (1630-1650)*: حافظ على استقرار المملكة.

11. *عبد الله دومة (1650-1675)*: شهدت فترة حكمه تطورات في المملكة.

12. *دليمى (1675-1690)*: وسع المملكة ووطد أركانها.

13. *أحمد بكر (1690-1715)*: شهدت فترة حكمه استقرارًا وتوسعًا.

14. *موسى (1715-1730)*: حافظ على استقرار المملكة.

15. *عبد الرحمن (1730-1750)*: شهدت فترة حكمه تطورات في المملكة.

16. *أحمد بكر (1750-1785)*: وسع المملكة ووطد أركانها.

17. *عبد الرحمن الرشيد (1785-1799)*: شهدت فترة حكمه استقرارًا وتوسعًا.

18. *محمد الفضل (1799-1838)*: شهدت فترة حكمه صراعات داخلية.

19. *محمد حسين (1838-1873)*: شهدت فترة حكمه صراعات مع مصر.

20. *إبراهيم قردانة*
” إبراهيم قرض”
(1873-1874) : شهدت فترة حكمه نهاية مملكة الفور.

وهناك بعض الاختلافات في التواريخ والترتيب في بعض المصادر؛ حيث تعتبر مصادر بداية سلطنة دارفور الاسلامية من السلطان سليمان سولونج عام 1600م، و تنتهي بالسلطان علي دينار؛ و فقاً للسردية التالية :

*سلطنة دارفور الإسلامية (حوالي 1600م – 1916م)*

كانت سلطنة دارفور واحدة من أهم الممالك الإسلامية في غرب السودان، وقد تأسست على يد سليمان سولون.

| السلطان | فترة الحكم | ملاحظات |
|———|————|——-
| سليمان سولون | حوالي 1600–1637 | مؤسس السلطنة |

| موسى | 1637–1682 | توسعت السلطنة في عهده |

| أحمد بكر | 1682–1722 | عزز العلاقات التجارية |

| محمد تيراب | 1752–1787 | بلغت السلطنة أوج قوتها |

| عبد الرحمن الرشيد | 1787–1801 | شهدت السلطنة اضطرابات داخلية |

| محمد الفضل | 1801–1839 | حافظ على الاستقرار |

| محمد حسين | 1839–1873 | واجه تحديات من مصر |

| إبراهيم قرض | 1873–1874 | آخر سلطان قبل الاحتلال الإنجليزي |

| علي دينار | 1898–1916 | أعاد السلطنة بعد انهيار الدولة المهدية، وقُتل في حملة بريطانية أنهت السلطنة | .

الاحتلال البريطاني (1916م–1956م)

بعد مقتل السلطان علي دينار، ضُمّت دارفور إلى السودان تحت الحكم البريطاني، وأُلغيت السلطنة و تولى الحكم الإداري مفوضون بريطانيون، ولم يكن هناك حكام محليين مستقلين.

*العلاقات مع الدولة العثمانية والمهدية* :

– في القرن التاسع عشر، أقامت دارفور علاقات تجارية وسياسية مع مصر العثمانية التركية.

– عام 1874م، ضمها الخديوي إسماعيل إلى السودان التركي ( التركية السابقة )، مما أنهى استقلال المملكة.

– خلال الثورة المهدية (1881م–1898م)، استعادت دارفور بعض استقلالها، لكنها دخلت لاحقًا تحت حكم الدولة المهدية.

*الحقبة الاستعمارية البريطانية*:

– بعد سقوط الدولة المهدية، استعادت بريطانيا السيطرة على السودان عام 1898م.

– دارفور ظلت شبه مستقلة حتى 1916م، حين ضمها البريطانيون رسميًا إلى السودان بعد حملة عسكرية ضد السلطان علي دينار.
– السلطان علي دينار يُعتبر رمزًا للكرامة والمقاومة، وقد قُتل في تلك الحملة.

*حركات المقاومة، و الحركات المسلحة في دارفور :*

ذكر الأستاذ/ عادل عبد العاطي، في
١٩ ديسمبر ٢٠٢٤م :

{{ ١ / *حركة اللهيب الاحمر*:
قامت في النصف الثاني الخمسينات، إذ تأسَّست عام 1958م بقيادة (*مصطفى باشا*) للمطالبة بالتنمية والتمثيل العادل في هياكل السُلطة.

و يرى البعض ان الحركة تأسست في عام ١٩٥٧م . مثلا كتب *الدكتور عمر مصطفى شركيان في مقال بعنوان : (دارفور .. حقيقة الصِّراع ومآلاته) في الجزء الثالث قائلاً : ( هذه هي الظروف السياسيَّة التي فيها ظهرت “حركة اللهيب الأحمر” العام 1957م كحركة سريَّة بعد عام فقط من استقلال السُّودان العام 1956م*. وكان من أهداف الحركة – فيما كانت لها من أهداف – تنوير أهل دارفور بالتَّهميش الذي مُني به الإقليم؛ إذ استخدمت الحركة المنشورات المحرَّرة بخط اليد لإبلاغ رسالتها.

ايضا كتب *أ. محمود ابكر سليمان* في مقال بعنوان: تاريخ التسلسل الزمنى للإجتجاجات السياسية الدارفورية ضد الظلم وعدم المساواة فى السودان ) عنها ( انها حركة سياسية احتجاجية سلمية قامت بعد عام واحد فقط من إستقلال السودان فى عام 1957م و كانت الحركة تدعو الى اصلاحات فى النظام السياسى السودانى و الى تحسن الحالة العامة للمواطن فى دارفور. ) .

البعض الاخر ذهب ان *الحركة تأسست حتى قبل عام ١٩٥٦م* ، فقد نقل *أ. صلاح إدريس* في خبر بعنوان ( تفاصيل ندوة ساخنة لرابطة أبناء دارفور في نيويورك) ان أ. طارق الشيخ تحدث عن (الخلفية التاريخية للثورة منذ العام 56 في إشارة إلى ثورة توريت التي رفضت الثقافة الاستعمارية. وأشار إلى أنها أبرزت بقوة الفكرة المركزية، وهي الصراع بين المركز والهامش التي لم تبدأ في جبهة نهضة دارفور في السبعينات وتم قمعها من المركز، وإنما بدأت بحركة اللهيب الأحمر التي بدأت في العهد الاستعمارى ضد الموظف الإنجليزي وإنتهت بحرق منزله.) .

وكما اختلف الناس في عام تأسيس حركة اللهيب الأحمر، اختلفوا حول طبيعة عملها. فقد اتفق الاغلبية انها كانت سلمية في نشاطاتها، رغم الطابع شبه السري لتلك النشاطات. شذ عن هؤلاء أ. طارق الشيخ الذي زعم انه كان لها دوراً في حرق منزل موظف انجليزي، بينما ذهب أ. حب الدين حسين إسحق في مقال / بوست بعنوان : (*ويسألونك عن التحرير* ) الى انها هددت باستخدام السلاح ، حين كتب: ( بالإضافة إلي ذلك رفع الدارفوريين السود السلاح باسم اللهيب الأحمر 1958م: ظهرت حركة اللهيب الاحمر عام 1958 ، عقب خروج الإنجليز بقيادة أحمد مصطفي باشا وعضويته كانوا من الموظفين والجنود. وقد رفعت الحركة شعارات المساواة والعدالة والتنمية ومشاركة أبناء دارفور في التمثيل البرلماني في دوائر دارفور الانتخابية وعدم تصدير النواب. *وهددت الحركة بإستخدام السلاح ضد دولة الجلابة*.)

في تقديري ان هذه الحركة كانت حركة مكونة من فرد واحد او عدة افراد، وانها تأسست اما في عام ١٩٥٧م او ١٩٥٨م، وان كنت ارجح التاريخ الاخير. كما يبدو لي ان الحركة لم يكن لها ايدلوجية محددة (*رغم اسمها ذو الطابع اليساري* ) وانما عبرت عن الغبن الاقليمي، وقد تكون لاعضائها علاقة او تأثر ما بحركة الكتلة السوداء التي تأسست في الاربعينات ثم انهارت بسبب تآمر الاحزاب عليها.

٢ /*جبهة نهضة دارفور :*

*جبهة نهضة دارفور تتأسس في الستينات بقيادة د. أحمد ابراهيم دريح،* ولم تواجه بالقمع وانما تفككت من داخلها باستقطاب مختلف الاحزاب لقياداتها، حيث ضمها دريج لحزب الأمة القومي، و ذابت فيه.

٣ / *حركة سوني* :
واضح ان حركة سوني تأسست في النصف الاول من ستينات القرن الماضي، وان كان هناك ايضا اختلاف في سنة تأسيسها وسنوات عملها ومآلاتها. مثلا يكتب عبد العزيز الحلو : ( *حركة سوني في عام 1965م بقيادة كل من ( عباس عبدالله أبوشوك / و أحمد محمد نور) بهدف إسترداد سلطنة الفور والتحرُّر من الإستعمار الداخلي*.) .

ايضا من القائلين *بأن الحركة كانت ذات توجه انفصالي* الصحفية سهيلة فوزي والتي قالت عنها انها ( *بعدها تطورت حركة المعارضة من المطالبة بحقوق الإقليم إلى المناداة باستقلاله كما فعلت حركة سونى عام 1964، ولم تلق تلك الدعوات استجابة*. ) .

من جهته يكتب أ. محمود ابكر سليمان في مقاله ان هذه الحركة تأسست في فترة ابكر ، حيث يقول: (*حركة / جبهة سونى فى 1963-1964م – وهي جبهة عسكرية تضم بعض العسكريين من أبناء دارفورالذين حاربوا بجنوب السودان*) .

*ونسب أ. الطيب النقر هذه الحركة لليسار،* ففي في مقال بعنوان: (دور الديمقراطية الثالثة والمؤتمر الوطني في تفاقم أزمة دارفور) كتب: ( *من أقدم التنظيمات التي ناهضت من أجل إرساء دعائم الحرية في إقليم دارفور ، تنظيم (سوني) ويعتبر “أول حركة تدعو صراحة لحمل السلاح على غرار أنانيا بجنوب السودان ، وتأثرت هذه الحركة بأدبيات المستعمر والاشتراكية الأفريقية”*. ويواصل ( *ولكن معظم قيادات حركة (سوني) التحقت في وقت لاحق ببعض الأحزاب السياسية*.

*أيد الزعم بيسارية الحركة* معلق اسمه سامح والذي كتب تعليقا على كتاب ( دارفور: حصاد عقد من الأزمات) التالي: (*من المغيب علينا مثلا، أن أول جسم دارفوري، نشأ في خمسينيات القرن الماضي ممثلا في حركة “اللهيب الأحمر”، التي سرعان ما أزفت، فتبعتها الجبهة الأشهر “جبهة نهضة دارفور” بعد ثورة أكتوبر، والتي تفرقت قياداتها في الاحزاب السياسية. ثم عاصرها في تلك الستينيات تنظيم “سوني” العسكري اليساري الذي دعا الى حلف افريقي بين الفور والزغاوة والمساليت لاخراج الجلابة -تجار الوسط النيلي-الرأسماليين من دارفور*.) .

ايضا في توثيقه كتب *حب الدين حسين إسحق* في مقاله المشار اليه عن الحركة التالي: ( لم تقف المقاومة في هذا الحد بل في عام 1964م
َّظهرت حركة سوني بين اعوام 1964م – 1966م طالبت بضرورة إسترداد سلطنة دارفور التاريخية باراضيها المعروفة. *وطالبت الحركة بإنفصال وإستقلال غرب السودان وإنضمامه الى سلطنات غرب أفريقيا وبناء دولة قائمة بذاتها ووجدت هذه الحركة تعاطفا كبير من مسرحي قوات دفاع السودان الذين كانوا جزء من أنانيا (1) المنحدرين من غرب السودان ومن أبرز مؤسسيه عباسُ عبدالله أبو شوك وأحمد محمد نور* .) .

*الدكتور عمر مصطفى شركيان* كان من اكثر الكُتاب تفصيلًا عن الحركة ، والتي نسب قيامها لاعوام ١٩٦٣م-١٩٦٤م وانها نشطت حتى عام ١٩٦٩م ، حيث كتب : ( *وفي الفترة ما بين (1963م-1964م) ظهر في مدينة نيالا تنظيم عسكري سري باسم “حركة سوني”، التي كان قوامها عدد من الضباط والعسكريين المتقاعدين من القوات المسلَّحة بعدما حاربوا في جنوب السُّودان؛ وبعد عودتهم إلى ديارهم في دارفور باتوا مقتنعين الاقتناع كله أنَّ الحرب الأهليَّة في ذلك البقاع من السُّودان غير شرعيَّة ولا أخلاقية، ومن ثَمَّ أسسوا حركتهم في دارفور لمواجهة قضيَّة التَّهميش الذي كان – وما زال – يتعرَّض له الإقليم. وأصدر هذا التنظيم بياناً في كانون الثاني (يناير) 1969م جاء فيه: “إنَّ محافظات دارفور يقل حظها في التنمية بسبب سيطرة فئة الجلابة على الحياة الاقتصاديَّة، واستغلالهم لأهلنا البسطاء، وتسخيرهم في الزراعة والعمالة الرخيصة، مما جعل دارفور غير قادرة على استغلال مواردها والإسهام في تنمية قدراتها، وإنَّ الثَّورة على الأوضاع الراهنة تتطلَّب وحدة الفور والمساليت والتُّنجُر لقطع الطريق أمام الانتهازيَّة التي هي جزء من الرأسماليَّة والنظام العشائري*.” .

ويضيف الدكتور شركيان ( *وبما أنَّ المعلومات عن هذه الحركة شحيحة، غير أنَّ بعض الناس – استنباطاً من لغة الخطاب، والإشارة إلى قبائل بعينها كما ورد في البيان – ذهبوا استنتاجاً أنَّ الحركة وجدت دعماً من الحزب الشيوعي السُّوداني، وانحصر تكوينها وسط مجموعة قبائل الفور والمساليت والتُّنجُر*. )

*سوني وجبهة نهضة دارفور والحكومة*:

واضح ان *سوني تأسست في فترة مقاربة لنشوء جبهة نهضة دارفور* بقيادة احمد ابراهيم دريج وعلي الحاج واخرون . ورغم ان الحركتان تبدوان متناقضتان ايدولوجيا وفي التكتيكات، الا انه نلاحظ نوعاً من التعاطف والتفاهم من قبل الجبهة لمطالب سوني ، وهو ما لا نرصده في موقف الحكومة واحزابها الكبرى، بما فيها حزب الامة.

مثلاً يكتب *عبد الوهاب الافندي* عن حركة سوني ونشاطاتها في كتاب بعنوان ( *أزمة دارفور نظرة في الجذور والحلول الممكنة* ) ويقول عنها : (*وقد بدأت حركة سوني (وهو اسم إحدى قمم جبل مرة) سرية في حوالي عام 1964م ، ولكنها أعلنت عن نفسها في بيانات في عام 1965م وأوشكت أن تقوم بتحرك عسكري تستولي فيه على الفاشر عاصمة الإقليم في كانون الثاني/ ديسمبر من ذلك العام لولا تدخل قيادة جبهة نمضة دارفور وتأمين معظم مطالب الضباط*.) .

كما يعرض الأفندي في مقالة عن دارفور بعنوان (*عشرة اعوام من الحيرة*) انه تم نقاش قضية تنظيم سوني في البرلمان وقتها، رغم عدم الاشارة اليه بالاسم. وتمت النقاشات في الفترة ٣٠ يونيو – ٦ يوليو ١٩٦٦م، بعد صدور بيان من بعض النواب من بينهم *نائب ام كدادة السيد / عبد القادر ضو البيت،* قالوا فيه ان هناك عناصر ارهابية تهدد نواب دارفور بالقتل وتدعو لطرد الجلابة، داعين للتعامل معها بحزم.
من جهتها كشفت الحكومة في ذات الوقت عن وجود تنظيم ( انفصالي ارهابي) يعمل في دارفور. وفي ٤ يوليو صرح وزير الداخلية *احمد المهدي* انه تم ضبط عناصر ارهابية تخريبية تريد ان تحول دارفور الى جنوب ثاني، وانهم سيتعاملون معها بحسم مهما كلف الامر من تضحيات.

*انتقد النائب احمد ابراهيم دريج ذلك البيان واقترح انشاء لجنة برلمانية للتحقيق في الموضوع،* كما رفض اتهام حركات الشرق وجبال النوبة ودارفور الناشئة بالانفصالية واكد انها تبحث عن العدالة، مشيراً الى الظلم في تقسيم الخدمات التعليمية. كما حذر من المشاكل القبلية وقال انه نبه الحكومة لها وعرض وساطته، الا انها رفضت واكدت على لسان وزير الداخلية ان الوضع مستتب. كما تساءلت *النائبة فاطمة احمد ابراهيم* هل تكفي الحلول الامنية وحدها، فرد الوزير ان الحكومة جادة في الاستجابة لمطالب المواطنين ، كما رفض انشاء لجنة التحقيق التي دعا لها دريج.

*ارث الحركتين* :
يبدو ان الحركتان ورغم قلة المعلومات عنهما، كونهما كانتا حركتان سريتان صغيرتان ضعيفتا الحضور ، كان لهما تأثير ما – *كمرجعية تاريخية*- على بعض ناشطي الحركات الثورية في دارفور، *كما تستدعيهما القوى الانفصالية في الشمال كنموذج على انفصالية الدارفوريين . }}

عادل عبد العاطي
في ١٩ ديسمبر ٢٠٢٤م

٤ / | 2001م | حركة العدل والمساواة | تأسست بقيادة خليل إبراهيم، وشاركت في العمليات العسكرية منذ 2003م. شهدت انشقاقات عديدة لاحقًا.

٥ / | 2003م | حركة / جيش تحرير السودان | بدأت باسم “*جبهة تحرير دارفور*”، و قام جون قرنق بتعديل إسمها إلى “*حركة تحرير السودان*” حتى تتبنى افكار و أطروحات حركته “*الحركة الشعبية لتحرير السودان*”؛ ثم انقسمت لاحقًا إلى جناحين: *عبد الواحد محمد نور ومني أركو مناوي*. | .

٦ / | 2004م | حركة العدل والمساواة – القيادة الميدانية | انشقاق عن الحركة الأم بقيادة المهندس محمد صالح حربة. | .

٧ / | 2005م | حركة / جيش تحرير السودان – جناح مناوي | تأسست بعد مؤتمر حسكنيتة، وأصبحت ذات نفوذ سياسي كبير في دارفور.

٨ / | 2005م | حركة / جيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي | بقيادة الهادي إدريس، انشقت عن جناح عبد الواحد. | .

٩ / | 2010م | تجمع قوى تحرير السودان | تأسس من عدة فصائل منشقة، بقيادة الطاهر حجر. | .

١٠ / | 2011م | حركة تمازج | نشأت في دارفور وكردفان، وشاركت في اتفاق جوبا للسلام. | .

١١ / | 2010م | تحالف قوى المقاومة السودانية | اتحاد بين 8 حركات مسلحة، أعلن في لندن، ضم العدل والمساواة، تحرير السودان، وغيرها.

١٢ / ٢٠٢٣م حركة العدل و المساواة جناح بارود صندل، إنشقت من حركة العدل و المساواة الأم بقيادة جبريل إبراهيم بعد تخليه عن الحياد و القتال في صف الجيش السوداني ضد الدعم السريع .

١٣ / *قوات الدعم السريع* التي كونها الرئيس المخلوع عمر حسن البشير، عام ٢٠١١م، بطلب مباشر إلى حميدتي، الذي كان يكنيه ( حمايتي )؛ و قد كانت تتبع للجيش ثم أتبعت لجهاز الأمن و المخابرات، ثم أصبح لها قانون خاص . تمردت على الدولة في ١٢ أبريل ٢٠٢٣م، و شنت حرباً مازالت مستعرة حتى اليوم .

١٣ / *حركة شوقارة،* و لا تتوفر معلومات موثوقة عنها، بيد أنها تقاتل الدعم السريع الى جانب الجيش السوداني .

*هذه ابرز الحركات المسلحة الدارفورية، و هناك حركات، و مجموعات أخرى مسلحة، يصعب حصرها و عدها، وتصنيفها* ..

نواصل بإذن الله تعالي

مع تحياتي ،،،
محمد الطيب عابدين
المحامي
الأربعاء ٢٣ يوليو ٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة