يعاني السودان من ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض كمية الأمطار، مع تسارع ظاهرة التصحر التي تؤثر على الزراعة المطرية المرتكزة على الأمطار الضعيفة أو المتقطعة. السودان يعد من أكثر البلدان عرضة لتأثيرات التغير المناخي، مع تأثيرات واضحة على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي والبيئة . نشاطات مثل إزالة الغابات وتغير استخدام الأراضي تساهم في تدهور التربة وزيادة ظاهرة التصحر.
ليس لدي السودان استراتيجيةً للمناخ الطبيعي، ولا استراتيجيةً لرصد رأس المال الطبيعي، كالتنوع البيولوجي والنظم البيئية. كما يفتقر إلى سياسات واضحة لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية، ولا تُطبق أي نوع من الحوافز التنظيمية لتشجيع كفاءة استخدام الموارد، والحد من التلوث، وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ. من هنا تأتي الحاجة لتسخير الموارد من القطاع المصرفي نحو مكافحة التغيرات المناخية. على الرغم من غياب البيانات الدقيقة، الا أنه يمكن القول أن بعض التمويل الأصغر الزراعي والتأمين المعياري في السودان يستخدم كأداة لدعم مجهودات التكيف المناخي. لكن نطاق التمويل المناخي عبر الأدوات المالية الخضراء والتأمين الزراعي المبني على مؤشرات الطقس لا يزال في مراحل النمو مقارنة بالدول الأخرى، لكنه بدأ يشمل آلاف المزارعين الصغار عبر منتجات متجددة ومناهج تدريبية وتمويلية. على كل، التحديات المناخية والسياسية والاقتصادية في السودان تزيد من الحاجة إلى توسيع نطاق هذه الآليات وتعزيزها لتشمل عددًا أكبر من المستفيدي الزراعيين في كل اولايات. كما يحتاج السودان الي المزيد من
تعبئة التمويل الداخلي مرحبا الدولي والمحلي المختلط لصغار المزارعين لتنفيذ ممارسات تنويع المحاصيل وتحسين الإنتاج والانتاجية مع إدخال بذور محسّنة والتدريب لمكافحة التغيرات المناخية السالبة وتحسين مستوى الحياة لصغار المزارعين . كذلك التوسع في التمويل المناخي عبر التمويل الأخضر في شكل قروض صغيرة تشجع الممارسات الزراعية المستدامة، مثل استخدام الطاقات المتجددة، الزراعة المنزلية، الزراعة العضوية، وأنظمة الري بالتنقيط ونظم الري الفعّالة التي تعمل بالطاقة البديلة. يهدف هذا التوسع للجمع بين مكافحة الفقر البيئي والمالية المستدامة وتعزيز قدرة صغار المزارعين على التكيف والتخفيف من آثار التغير المناخي.
التمويل الأصغر و الصغير يمكن أن يكون لهما تأثير كبير في دعم المجتمعات الزراعية المحلية بالسودان لمواجهة تداعيات التغير المناخي. من خلال الجمع بين القروض الصغيرة والتأمين المرتبط بالطقس والطاقة البديلة، ودعم مشاريع خضراء، وتقوية الأطر المؤسسية والتشريعية، مما يمكن من التحول نحو نمو زراعي مستدام ومقاوم للمناخ، وتحسين سبل العيش للمزارعين .
في هذا الاتجاه وكخطوة غير مسبوقة بالسودان أصدرت وحدة التمويل الأصغر ببنك السودان المركزي مؤخرًا المبادئ الإرشادية للتمويل الأخضر والمستدام، والتي تهدف إلى تعزيز الممارسات البيئية والحوكمة الجيدة وإدارة مخاطر المناخ. وتشمل هذه المبادئ تشجيع المؤسسات المالية على تقديم منتجات مالية خضراء، مثل تمويل الطاقة الشمسية، وذلك من خلال إشراك الجهات المحلية والدولية ذات الصلة. وقد صدر هذا التوجيه بموجب منشور بنك السودان المركزي رقم (4/2025) بتاريخ 20 يونيو 2025. هذه الخطور ينبغي أن تتبعها خطوات عبر استراتيجية واضحة العالم للتوسع في هذا النوع من التمويل.