*الجكومي يبحث مع الاتحاد الإفريقي مستقبل السودان ويؤكد رفض دعم الميليشيات سامي النمر*

▪️في لقاء سياسي مهم يحمل دلالات عميقة على المستويين الإقليمي والوطني، التقى الأستاذ محمد سيد أحمد سر الختم الجكومي، رئيس الجبهة الثورية السودانية، والأمين العام لتنسيقية القوى الوطنية، و رئيس كيان و مسار الشمال، بسعادة السفير محمد بلعيش، ممثل الاتحاد الأفريقي لدى السودان. اللقاء الذي جرى بورسودان في ظل ظروف استثنائية تمر بها البلاد، شكّل مناسبة لتبادل وجهات النظر حول تطورات الراهن السياسي والموقف القاري من الأزمة السودانية.

▪️الجكومي، المعروف بحضوره النشط في المشهد السياسي، وخصوصا في ملفات الاتحاد الإفريقي و الإيقاد نقل إلى المبعوث الأفريقي رؤية القوى الوطنية حول مسار الانتقال السياسي، وشدد على ضرورة التزام كافة الأطراف بالشرعية الدستورية التي يمثلها مجلس السيادة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وحكومة بروف كامل إدريس باعتبارهما المرجعية السيادية المعترف بها داخلياً وخارجياً. واعتبر أن أي دعم لأجسام متمردة خارجة عن القانون، على غرار مليشيا الدعم السريع، لا يخدم الاستقرار، بل يعمّق الأزمة ويمهّد لتفكيك الدولة.

▪️السفير بلعيش، من جانبه، قدّم تأكيداً مهماً يعكس الموقف الرسمي للاتحاد الإفريقي، حيث أوضح أن الاتحاد يقف إلى جانب الحكومة الشرعية، ويضع في اعتباره وحدة السودان وسلامة مؤسساته. وأبدى تفهماً واضحاً لمخاطر تغذية النزاع من خلال دعم مجموعات مسلحة تسعى لفرض أمر واقع بالقوة. كما عبّر عن تقديره لدور تنسيقية القوى الوطنية في الدفع نحو مسار سياسي مسؤول، وأثنى على مواقفها المتزنة ورؤيتها الواضحة تجاه مستقبل البلاد.

▪️اللقاء يُقرأ أيضاً في سياق المساعي المتواصلة من قِبل بعض الفاعلين السودانيين لإعادة ضبط العلاقة مع المنظومة الإقليمية والدولية، بعد أن أصبحت بعض المواقف الدولية محل تشكيك ورفض شعبي واسع بسبب ميلها لصالح أطراف غير شرعية. وقد بدا واضحاً أن تتسيقيةالقوي الوطنية، بقيادة الجكومي، تسعى لملء الفراغ السياسي الذي تركته القوى المدنية ، عبر تقديم نفسها كفاعل وطني مسؤول يوازن بين الموقف الميداني والدبلوماسية الواقعية.

▪️الرسالة التي خرج بها اللقاء كانت واضحة: لا بديل عن الدولة، ولا مستقبل لمن يراهن على الفوضى. كما أكد الجكومي أن القوى الوطنية لن تقف متفرجة أمام محاولات تقويض الدولة السودانية عبر التواطؤ مع قوى خارجة عن القانون، وأن التحرك السياسي الخارجي يجب أن يتناغم مع التضحيات التي تبذلها القوات المسلحة والشعب السوداني في مواجهة مشروع التقسيم والخراب.

▪️هذا اللقاء يعزز من موقع التنسيقية كطرف فاعل في المشهد السوداني، ويدفع في اتجاه تثبيت موقف الاتحاد الإفريقي على قاعدة احترام السيادة الوطنية ورفض التعامل مع الميليشيات كأطراف سياسية شرعية. وفي ظل هذا التحرك، تبرز ملامح جبهة سياسية جديدة تسعى إلى استعادة المبادرة وإعادة توجيه بوصلة المرحلة الانتقالية نحو مسار وطني حقيقي بعيداً عن الارتزاق السياسي والتدخلات الأجنبية المدمرة.

مقالات ذات صلة