*تأجيل الرباعية وبيان الاتحاد الأفريقي… فرصة لا تعوض!.وائل عبدالخالق مالك*

في لحظة حرجة للغاية، خرج بيان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي يوم أمس، ليقول بوضوح لا لبس فيه بأن لا شرعية لما أعلنته مليشيا الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية في السودان.
البيان لم يكن مجرد إجراء دبلوماسي روتيني، بل موقف قوي وحاسم ضد محاولات تمزيق السودان، وتأكيد صريح على شرعية مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين..
هذا البيان تزامن مع تأجيل اجتماع الرباعية (السعودية، أمريكا، الإمارات، مصر) وهي المجموعة التي ظلت حتى وقت قريب تمسك بخيوط الوساطة الخارجية.
هذا التأجيل، رغم أنه يبدو تفصيلًا صغيرًا، إلا أنه قد يكون أهم فرصة استراتيجية للحكومة السودانية والقوات المسلحة السودانية لإعادة ترتيب الأوراق.
تزامن توقيت البيان الحاسم من الاتحاد الأفريقي مع تأجيل اجتماع الرباعية يثير علامات استفهام مشروعة. فهل هو مجرد صدفة؟
من غير المستبعد أن تكون هناك رسائل متبادلة خلف الكواليس. الرباعية قد تكون فضلت التريث بعد أن رأت أن الموقف الإقليمي بدأ ينضج باتجاه أوضح، خاصة بعد صدور بيان الاتحاد الأفريقي.
وربما رأت بعض الأطراف أن إيقاف الزخم مؤقتًا سيمنح الحكومة الانتقالية فرصة للقيام بخطوة أولى، سواء دبلوماسية أو ميدانية، تثبت بها سيطرتها وتماسكها.
بمعنى آخر، التأجيل قد لا يكون تراجعًا، بل اختبارًا ضمنيًا للحكومة السودانية ماذا ستفعل في هذا الفراغ؟ هل تتحرك، أم تكتفي بالمراقبة؟
الرسالة غير المعلنة ربما تكون الكرة الآن في ملعب الحكومة الانتقالية.

السؤال الآن كيف نستثمر هذه التطورات لصالح الدولة السودانية؟
أولًا: شرعية معترف بها رسميًا
بيان الاتحاد الأفريقي أغلق الباب على أي مزايدات حيث أوضح بما لا يدع فرصة للشك بأن الحكومة الانتقالية هي الجهة الشرعية الوحيدة. وهذا يجب ألا يظل حبرًا على ورق.
على الدولة أن تتحرك فورًا لتكريس هذا الاعتراف عبر مخاطبة المجتمع الدولي بوضوح، ومطالبة الدول والمؤسسات بعدم التعامل مع مليشيا الدعم السريع لا سياسيًا ولا إعلاميًا ولا حتى على مستوى البيانات.
ثانيًا: تحرك دبلوماسي بذكاء وسرعة
بما أن الرباعية مجمدة حاليًا، فهذه لحظة سانحة للحكومة لإعادة بناء شبكة علاقاتها الخارجية على أسس جديدة.
يجب التواصل مع دول الجوار، وإرسال رسائل قوية للدول المؤثرة في الاتحاد الأفريقي والاتحاد الاوروبي، مفادها أن الحكومة الشرعية وحدها هي من تمثل السودان وتستطيع ضمان وحدته واستقراره.
ثالثًا: توحيد الصف الداخلي
هذا ليس وقت الانقسام ولا التراشق السياسي.
البيان يمكن أن يكون أداة لتجميع القوى الوطنية، من أحزاب ومكونات مجتمعية ومدنية، حول فكرة واحدة هي الحفاظ على السودان دولة موحدة ذات سيادة.
تعزيز الخطاب الوطني أصبح ضرورة، والجيش بحاجة لظهير سياسي ومجتمعي واضح.
رابعًا: رد إعلامي حازم
من الضروري استغلال الزخم الناتج عن البيان في تفنيد الحملات الإعلامية التي تروج لمليشيا الدعم السريع كطرف سياسي.
يجب توضيح الصورة للعالم بأن ما يحدث هو تمرد مسلح مدعوم خارجيًا، ولا علاقة له بأي مسار سياسي أو تفاوضي مشروع.
لكن علينا أيضا أن نكون صادقين هنا، هذه الفرصة لا تنتظر كثيرًا.
البيان القوي من الاتحاد الأفريقي سيفقد تأثيره إن لم يتم استثماره بسرعة، وتأجيل الرباعية سيكون بلا قيمة إن لم نملأ هذا الفراغ بموقف وطني حازم ومبادرات فعلية.
نحن الآن أمام لحظة مفصلية، فالمعركة لم تعد فقط على الأرض، بل في الأروقة السياسية والدبلوماسية.
ومن يربح هذه المعركة، هو من يملك المستقبل.

وائل عبدالخالق مالك

#جيش_واحد_شعب_واحد
#مافي_مليشيا_بتحكم_دولة
#ضد_الجنجويد
#حكومة_الأمل
#جيشنا
#السودان_ينتصر
#نعم_للدولة

مقالات ذات صلة