*مباحثات مهمة بين البرهان وبن سلمان لتعزيز العلاقات الثنائية.. «الخرطوم والرياض».. مرحلة جديدة..!*

المباحثات استعرضت دفع العلاقات الثنائية لآفاق أرحب..

البرهان شكر المملكة على جهودها الكبيرة والقيمة التي يبذلها ولي العهد..

الرئيس أثنى على رؤية بن سلمان لبسط السلام والاستقرار بالمنطقة..

زيارة البرهان تحمل أهمية بالغة على المستويين السياسي والدبلوماسي..

تقرير : محمد جمال قندول

رحلةٌ مهمة أنجزها رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للملكة العربية السعودية أمس (الاثنين).

العاصمة السعودية الرياض وتحديدًا قصر اليمامة شهدت مباحثات لرئيس مجلس السيادة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استعرضت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين والأدوار الكبيرة التي تقوم بها المملكة ووقوفها بجانب البلاد منذ بداية الأزمة.

شراكة استراتيجية

وبرزت الرياض كإحدى الدول التي تبذل جهودا مقدرة لإحداث اختراق فيما يتعلق بأزمة السودان، إذ أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان قد طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التدخل بالملف السوداني خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.

وقال وكيل وزارة الخارجية السفير معاوية عثمان في تصريحات صحفية إن لقاء رئيس مجلس السيادة بولي العهد السعودي استعرض مسار العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والدفع بها صوب آفاق أرحب، عبر تعزيز التعاون بشراكة استراتيجية مستدامة، وذلك بإنشاء مجلس تعاون استراتيجي ترعاه القيادتان في السودان والمملكة.

وأضاف الوكيل بأن رئيس مجلس السيادة شكر المملكة على جهودها الكبيرة والقيمة التي يبذُلها سمو ولي العهد من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان.

وأشار معاوية عثمان خالد إلى أن الرئيس أثنى على رؤية ولي العهد لبسط السلام والاستقرار في المنطقة وتعزيز التعاون الاقتصادي وتحقيق الشراكات الاستراتيجية بين شعوبها، وكذلك تقديره الكامل لعزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانخراط في جهود تحقيق السلام ووقف الحرب بالبلاد بمشاركة المملكة العربية السعودية.

ورافق البرهان في رحلته مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ومدير ووكيل وزارة الخارجية السفير معاوية عثمان خالد، وسفير السودان لدى المملكة دفع الله الحاج.

ومن الجانب السعودي، وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وزير المالية الأستاذ محمد بن عبد الله الجدعان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية السودان علي حسن جعفر.

بناء السلام:
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي إن زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إلى الرياض ولقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تحمل أهمية بالغة على المستويين السياسي والدبلوماسي.

وأضاف شقلاوي بأن اللقاء سلط الضوء على مستجدات الأوضاع في السودان، بما في ذلك التحديات الأمنية والاستقرار الداخلي. وبالتالي، فإن ذلك يعكس حرص السعودية على متابعة الملفات السودانية عن قرب وفتح قنوات مباشرة للتنسيق مع القيادة السودانية.

وتابع محدّثي: أن المباحثات ركزت على قضايا عملية تتعلق بالأمن، الترتيبات العسكرية، والاقتصاد، بحضور كبار المسؤولين السعوديين من وزراء الدفاع والخارجية والمالية ومستشار الأمن الوطني، مشيرا إلى أن استقبال البرهان في مكتب ولي العهد بدل القصر الملكي، يشير إلى الجدية والتركيز على النتائج العملية، ويعكس أسلوبًا استراتيجيًا متوازنًا يجمع بين السرية والفعالية والرغبة في الوصول لتفاهمات، ربما تعيد فتح منبر جدة من جديد كمنصة للتفاوض مع ميليشيا الدعم السريع.

ويرى إبراهيم بأن الزيارة سبقتها تسريبات عن خارطة طريق سعودية للسلام في السودان تم الدفع بها عقب زيارة وفد سعودي برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي مطلع الأسبوع تجاوب معها السودان، لكنه ربما أبدى الحاجة إلى إدخال بعض التعديلات أو التوضيحات لتتناسب مع خصوصية الأوضاع الداخلية والاعتبارات السيادية.

وزاد : بمعنى آخر، ربما جاءت الزيارة بمثابة إجابة على الرؤية السعودية بعد تداولها داخل دائرة القرار السوداني، مع احتمال تكييف المبادرة مع الواقع السوداني، مما يعكس روح التفاهم والمرونة في التعامل مع المبادرات الإقليمية.

وبحسب شقلاوي فإن رحلة البرهان للرياض لها بعد سياسي، إذ أن لذلك دلالات واضحة على إعادة التموضع السعودي في الملف السوداني وتعزز فرص التنسيق بين الخرطوم والرياض في المرحلة المقبلة بالنظر إلى الموثوقية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية في الداخل السوداني، كما أنها تؤكد رغبة السعودية في لعب دور مؤثر في مسارات الأمن والاستقرار، مع إبراز دورها كفاعل إقليمي يوازن بين القوى السودانية ويواكب التحديات الداخلية والخارجية دون الانجرار وراء الأزمات، ما يعكس قراءة دقيقة للواقع السوداني وحساسية الملفات الإقليمية والدولية المرتبطة به.

واختتم الكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي إفادته بأن الزيارة تعد مرحلة جديدة من التنسيق السوداني – السعودي، مؤشراً على نضج التعامل السياسي والحرص على تحقيق الاستقرار الداخلي والإقليمي من خلال الحوار المتوازن لأجل بناء السلام في السودان.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole