:: لعلكم تذكرون، في يوليو الفائت، بعد أن سردت ما أنجزه رغم أنف الحرب وشُح الميزانية، ناشدت المسماة بحكومة الأمل بتكريم البروفيسور أبوبكر عمر البشرى، وكيل وزارة الزراعة في حكومة حمدوك، ثم الوزير المُكلّف منذ ديسمبر العام 2021، وذلك نظير ما قدمه للشعب في ظرف حرج ..!!
:: ومع المناشدة بتكريم البشرى، نصحت وزير الزراعة عصمت قرشي بالإبقاء عليه وكيلاً لحين ميسرة، لأنه مرشد وخبير، قبل أن يكون إدارياً حكيماً وحاسماً..ولكن المؤسف أن الوزير قرشي وبطانته من الذين لايستبينوا النصح إلا ضحى الخراب والندم، لقد ضايقوا البشرى وإستفزوه، حتى غادرهم..!!
:: لم يخسر البشرى منصباً ولكنهم تسببوا في أن يخسر السودان عالماً مُلمّاً بشؤون الزراعة والإدارة، وذلك بشهادة برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، بحيث منحه وسام سفير الأمن الغذائي بالعالم للعام 2025، تقديراً لجهده في تعزيز الأمن الغذائي والتنمية الزراعية..!!
:: تخيّلوا، تحتفي به أكبر منظمة إنسانية في العالم، ويٌهان في وطنه.. صدقاً لا كرامة لنبي في قومه، لأن الوزير قرشي وبطانته لايعرفون أقدار الرجال .. مثل كل وكلاء وزارات حكومة حمدوك، وصاروا وزراءً بعد إستقالة حمدوك وإقالة حكومته، فعهد البشرى كان مضطرباً، وهنا ظهر معدن الرجل ..!!
:: واجه متاعب وتحديات المظاهرات، جائحة كورونا، الحرب، خروج مساحات واسعة من الإنتاج، وتجاوزها بحكمة و معرفة، متنقلاً من ولاية لأخرى بعد فقدان مكتبه بالخرطوم .. وما بين النيل الأبيض، سنار، الجزيرة، القضارف، كسلا ومروي، كان كالنحل نشاطاً وحيوياً..!!
:: لتعويض خسائر المساحات المفقودة بالحرب، رفع إنتاجية الفدان بالبذور المحسنة و الحزم التقنية، فبلغت إنتاجية الذرة ( 3.1 ) مليون طن في موسم 2023، و( 4.3 ) مليون طن في موسم 2024، مع توقع انتاج ( 4.5 ) مليون طن في هذا الموسم، متجاوزاً متوسط إنتاج الخمس سنوات الماضية..!!
:: وعندما خرجت مشروع الجزيرة وغيره عن دائرة إنتاج القمح، لم يستسلم البشرى، بل قرر إضافة (550) الف فدان بنهر النيل و الشمالية وكسلا، و حصد (490) ألف طن، بزيادة (30 %) عن إنتاج العام السابق، وكل هذا والحرب في اشتعال، لينال وسام سفير الأمن الغذائي بالعالم من برنامج الأغذية العالم..!!
:: وقرشي لايعلم، بعد الحرب بعام، صدر تقرير لتلك المنظمة بالنص ( يشهد السودان مجاعة ليس لها مثيل في العالم)..وبعد ثلاثة أشهر من تقريرها، قدمت طلباً لحكومة السودان بشراء ( 5 آلاف طن) من الذرة، لصالح جنوب السودان.. نعم، تقرير بالمجاعة ثم طلب غذاء من دولة المجاعة ذاتها ..!!
:: وسألهم البشرى : ( نحن جوعى حسب تقريركم، فكيف نطعم جائعاً؟)، فندموا على تقريرهم المراد به جذب أموال المانحين، لتوافق الحكومة على الطلب، ويوجه البشرى المنظمة بالشراء من جمعيات القضارف، فاشترت.. ولأن هذا هو البشرى، فمن الطبيعي أن يغادر حكومة الألم ..!!




