*
قصة سيدنا يوسف عليه السلام ليست مجرد سردٍ تاريخي، بل هي مدرسة متكاملة في الصبر، والثقة بالله، وحسن التعامل مع الابتلاءات. حين نتأمل أحداثها، نجد أن كل موقف يحمل رسالة تصلح لكل زمان ومكان.
دروس من القصة
– الصبر الجميل: يعقوب عليه السلام علّمنا أن الصبر ليس استسلامًا، بل قوة روحية نابعة من الثقة بالله. في حياتنا اليوم، حين نواجه فقدًا أو أزمة، يمكننا أن نستحضر هذا المعنى لنثبت ونواصل الطريق.
– كتمان الحزن واللجوء إلى الله: يعقوب لم يشكُ لأحد، بل قال: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}. هذا يذكّرنا أن أقوى ملجأ في لحظات الانكسار هو الدعاء والأنس بالله.
– العفو عند المقدرة: يوسف عليه السلام حين التقى بإخوته لم ينتقم، بل قال: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}. في زمننا المليء بالصراعات، هذا الدرس يعلّمنا أن التسامح يفتح أبواب الإصلاح ويعيد العلاقات إلى صفائها.
– اليقين بالفرج: رغم طول البلاء، لم يفقد يعقوب يقينه بأن الله سيجمعه بأبنائه. هذا يزرع فينا الأمل أن بعد كل ضيق فرج، وبعد كل غياب لقاء.
كيف نستفيد اليوم؟
– في العمل: مواجهة التحديات بالصبر والثقة بأن الجهد لن يضيع.
– في العلاقات: التسامح بدل الانتقام، والسعي إلى إصلاح النفوس.
– في الأزمات: تحويل الحزن إلى قوة عبر الدعاء واليقين بالفرج.
– في التربية: غرس معنى الصبر والأمل في نفوس الأبناء ليكونوا أكثر ثباتًا أمام تقلبات الحياة.
آخر القول
قصة يوسف عليه السلام تذكّرنا أن البلاء طريق للرفعة، وأن الفرج لا يأتي إلا بعد أن يبلغ الصبر منتهاه. هي دعوة لنا أن نعيش بإيمان عميق، ونحوّل المحن إلى منح، والدموع إلى ضحكات، واليأس إلى أمل متجدد.
كسرة
جمال يوسف حكونا عنه،
وده شي قليل ناله نبيه.
اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




