بسم الله الرحمن الرحيم
الي روح الزعيم الشهيد الرئيس اسماعيل الازهري..(ابي يا أبا الشهداء)
تدور الساعات والايام والشهور والسنين، وما تزال ذكراك علي كل لسان وقلب، يستذكرون خطابك في صبيحة يوم الاستقلال وانت تخاطب الامه عبر نوابها من داخل البرلمان طالبا ومؤكدا وقائلا( اذا انتهي بهذا اليوم واجبنا في كفاحنا التحريري، فقد بدا واجبنا في حماية الاستقلال وصيانة الحرية وبناء نهضتنا الشامله، التي تستهدف خير الأمة ورفعة شانها، ولا سبيل الي ذلك الا بنسيان الماضي، وطرح المخاوف وعدم الثقة، وان نقبل علي هذا الواجب الجسيم أخوة متعاونين، وبنايا مرصوصا يشد بعضه بعضا، وان نواجه المستقبل أبناء أمة واحدة متماسكة قوية.
ان التامر الذي بدا بعد ستة أشهر من الاستقلال، ما زلنا نعاني ابي الشهيد من اثاره، وما زالت روح الخلاف والاختلاف تسود وتتفاقم مما اقعد بالبلاد وشتت جهود بنيها..
وهنا نحن نجدد ذات النداء بعد أن طفح الكيل وبدا الانقسام والتشظي وضياع الوطن …نتيجة لانعدام وغياب قيم الحوار.. الذي يجب أن لا يفسد اختلاف الرأي فيه للود قضيه.. وساد الساحه روح غريب وعجيب.. يسعي كل ممارس .. فردا او جماعة أو حزبا ..الا أن يكون فرعونا في زماننا هذا( ما اريكم الا ما اري وما اهديكم الا سبيل الرشاد) في نظرة ضيقه..حتي انعدمت الثقه بين الناس وبرزت وطغت روح القبليه البغيضه .. واستخدمت لتحقيق الأهداف الشخصيه من من لا تساوي مقدراتهم مع طموحاتهم..
بدلا من أن تكون القبيله، هي الخليه الأولي لمجتمع متعدد ومتنوع، ان احسنا إدارته اصبح مصدر قوة وأمنا واستقرارا..
فعلينا الان.. الان ..أن نعمل جميعنا.. العمل للخروج من هذه الدائرة البغيضة المصطنعه، قبل أن يصبح كل ذلك سلوكا وسببا لضياع الوطن العزيز.. فالكل مسؤول ..
وعلي الذين ينادون بالديمقراطية والحرية وقيمها ان يعلموا ويدرك كل منا ان حريته تبدأ باحترام حرية الاخر.
وان ندرك جميعنا ان ما يقف بيننا والاستفادة من هذا الكم الهائل من ثرواتنا الطبيعية العديدة المتنوعة، هو الاستقرار ولا شيء غيره ..والذي يقود للاستفادة القصوى من ما نملك، بمشاركة دول عديدة راغبة تملك المال والتكنولوجيا،، وذلك لا يتحقق الا بوحدة وطنية حقيقية تقوم علي رضى تام.. وتراضى جامع وعزينة واراده.. حتي يجد الكل نفسه ويشعر بالاطمئنان وينطلق للعمل.
ذلك هو دور القيادات الواعية والمدركة والحاسمة والعادلة.. والتي تسعى وتعمل علي توحيد كلمة أبناء الوطن نحو قيم ومبادئ تكون ثوابتاً لا يعبث بها أي شخص او تنظيم او جماعة .. وتصبح فيصلاً في كل خلاف واختلاف.
ونحن لسنا بدعاً من الشعوب والدول والتجارب.. فمن حولنا في العالم دولاً كثيرة عانت أكثر مما عانينا .. وقاست افظع مما جابهنا .. ولكنها صمدت وخرجت من دائرة تجاربها المريرة مستفيدة منها، ميممة نحو أفق جديد..
وقاد الالم الذي عانته والعذاب الذي عاشته الي فرح كبير، تمثل في وحدتها وقدرتها علي التماسك وفق رؤى واضحة، مما قادها الي ان تسعى لتحجز لها مكاناً ومقعداً بين الشعوب الراقية.
كما علينا ان نؤمن ان النقد الذاتي العفي والهادف يمثل الترياق الشافي الذي يمنع تكرار ماسي ومرارات الماضي،والذي يفضي الي اتفاق قومي وبرضى تام.. حماية للنظام المدني وحقوق الانسان الفردية..
فما احوجنا اليوم إلى روح تلك الأيام الخوالد مستلهمين ارواح شهداء الثورة السودانية عبر مسيرتها الكبري، فتكريم ارواح الشهداء يكون بتحقيق احلامهم وآمالهم التي سالت دمائهم من اجلها..فداءاً لشعب أبي عزيز ينشد الإستقرار والتنيمة والعدالة والحرية.
ومن هنا نناشد الجميع ..دون إغقال لتحقيق مبدأ العدالة..العمل على وحدة الصف، و إدارة الحوار المفضي إلى قواسم مشتركة ..تكون الهادي والحادي والمرشد، والحكم والفصل، دون أي محاولة من جهه او جماعة او مجموعة ان تفرض وصاية او رأي او توجيه .
حتى يصبح ابناء السودان جميعهم بتنوعهم وتعدد ثقافاتهم ومعتقداتهم وأفكارهم..مواطنون لا يفرق بينهم دين ولا لون ولا ثقافة ..للمجتهد فيهم التشجيع والتقدم.. وللمخطئ فيهم التوجيه والمحاسبة، لنصنع الثروة التي نتقاتل دونها الآن وهي لا تكفي, وذلك بالعمل على تحويل مواردنا الطبيعية إلى ثروة حقيقية تمكن القائمين على الأمر على معالجة كل نقص ، وتحقق الأمن والأمان.. من الجوع والخوف والمرض والجهل والعوز التي تمثل قمة حقوق الإنسان…
فالزهرة الواحده لا تصنع حديقه كما يقولون..
ولنعلي شعار اداء الواجب أولا كل في موقعه..قبل المطالبة بالحقوق.
لأنه لا يستوي ان يكون هناك حق لمن لا يؤدي واجبه.. في موقعه بعد ان توفر له الدولة مستلزمات عمله.. ويقوم بأداء عمله في مسؤولية وأمانه وتجرد.. كشعوب الأرض الأخرى الذين يرتقون في مدارج التقدم كل يوم.
وبدون ذلك.. ستصبح بلادنا ساحة لكل طامع وجائر ومغامر، مسنود بأحكام العالم الجديد والغريب في كل شيء.. والذي لا تحركه إلا مصالح رعاته وصانعيه.. الذين لا يرعون إلاً ولا ذمه للآخرين بل خدمه لمصالحهم فقط.
فلتنطلق قيادات العمل المجتمعي والعسكري والمدني والسياسي… ويتوشحوا بثوب السودان العريض، ولا تقيدهم تنظيمات ضيقة، وافكار باليه وتجارب مضت.. فالمستقبل امام أبناء هذا الشعب الابي مشرقا.. وتاريخ الشعوب لا يقاس بالأيام والشهور والسنين..وانما بالعمل الصادق..فالأنفس والأرواح ذاهبه، ولكن تبقي الشعوب وتبقي الأرض..
فانتم مسؤولون عن كل فرد مخطئ ام مصيب , معكم او ضدكم .
اعملوا جاهدين حتى ترفعوا السودان وتحيلوه من حفر النيران الى اعالي الجنان.
واكتبوا اسمائكم مع الخالدين من أبناءهذاالشعب الصابرالحليم..فالقوه تكمن في القدرة على المضي قدما بروح متسامحةوعادلةوحاسمة..بدلا من روح منتقمة .
واعلوا شعار سيدنا المسيح عليه السلام ” من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر “.
وفق الله الجميع وسدد الخطي …
ولك منا في ذكري رحيلك المر عهدا لمواصلة المسير كما وجهت ابنك الشريف حسين الهندي من قبل(رضي الله عنكما) بأن تتخذوا من أسلوب الجبهات سبيلا لجمع الصف الوطني، حتي يلتئم شمل أبناء الوطن وتتحدكلمتهم بإذن الله.
عـــــاش الســـودان حـــراً ابيـــاً كريمــاً وعزيـــزاً….
إبنك السماني الوسيله الشيخ السماني