*الشيوعي يجدد عهده بالعمل على وقف الحرب وإسترداد الثورة*

.
خطاب للمكتب السياسي رداً على خطاب بعثه للحزب الأستاذ الصادق علي حسن والمجموعة السودانية لحقوق الإنسان والحريات هيئة محامى دارفور.
الميدان 4361،، الخميس 4 سبتمبر 2025م.

جدد الحزب الشيوعي عهده على العمل المشترك لوقف الحرب وإسترداد الثورة.
وقال نرى أن الحل الشامل والمستدام للأزمة العامة رهين بحوار سودانى من خلال مؤتمر دستورى قومى يتفق فيه السودانيون على كيف يحكم السودان، وكيف تدار موارده وتوظيفها لمصلحته ورسم علاقات خارجية تقوم على الندية وتبادل المنافع مع الشعوب ودول العالم.

جاء ذلك في خطاب للمكتب السياسي رداً على خطاب بعثه للحزب الأستاذ الصادق علي حسن والمجموعة السودانية لحقوق الإنسان والحريات وهيئة محامى دارفور 16 أغسطس2025، وأفاد فيه بإستلام المذكرة المرفوعة من قبلهم للبيت الأبيض الأمريكى والمعنونة للسيد “مسعد بولس” مستشار ترمب للشؤون الأفريقية والشرق الأوسط. (إدناه نص الخطاب).

الأستاذ الصادق على حسن
المجموعة السودانية لحقوق الإنسان والحريات وهيئة محامى دارفور.
المحترمين

بدء نشكركم على خطابكم للحزب 16 أغسطس 2025 ونفيدكم بإستلام المذكرة المرفوعة من قبلكم للبيت الأبيض الأمريكى والمعنونة للسيد “مسعد بولس” مستشار ترمب للشؤون الأفريقية والشرق الأوسط.

يثمن الحزب عالياً طلبكم لإطلاع الحزب على المذكرة لإبداء وجهة نظر حولها، ويؤكد حرصه للتعاون معكم ومع أى قوى سياسية أو حقوقية تعمل على وقف الحرب الدائرة فى البلاد والتصدى لتداعياتها ومالآتها على المواطنين والوطن. فى هذا الصدد نشيد بالجهود الكبيرة للمنظمتين فى حماية حقوق المواطنين والكشف عن الإنتهاكات الجسيمة المرتكبة من أطراف الحرب للرأى للعام المحلى والعالمى؛ وسعيكم الجاد لقطع الطريق على أطراف الحرب من مواصلة إرتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وتدمير الوطن.

يؤكد الحزب على الحقائق الواردة فى المذكرة حول أزمة السودان منذ الإستقلال ومآلات إتفاقيات سلام أبرمت فى عدد من مدن وعواصم دول شقيقة حولنا وصفتها المذكرة بالفشل فى إستدامة السلام. يرى الحزب أن البحث والإمعان فى أسباب الإخفاقات وتمدد الحرب وتكرارها بعد فترات سلام قصيرة يساعد فى التوجه نحو حلول جذرية للأزمة العامة وإحلال سلام مستدام فى بلادنا.

إختطت ثورة ديسمبر 2018 ومواثيقها وشعاراتها طريقاً واضحاً إجتمعت عليه قوى الثورة فى عموم السودان،حضراً وريفاً، إرساء لقواعد الحل الجذرى والشامل لأزمة السودان ومفارقة مظاهرها المتمثلة فى التخلف والفقر وعدم الإستقرار السياسى والحروب الداخلية والتبعية للخارج. شكلت الثورة ومبادؤها خطراً على مصالح قوى إجتماعية متحالفة فى المركز وأطراف السودان مستأثرة بالسلطة والثروة والإمتيازات تسند بعضها البعض بجانب تهديد الثورة مطامع حلفائهم، فى المنطقة وفى دول العالم على الموارد الأولية والوضع الجيوسياسى لبلادنا مما دعاهم جميعاً للتآمر للإجهاز على الثورة ومبادئها الديمقراطية والتحرر من التبعية التى لازمت السودان منذ نيله الإستقلال.

إنقلاب أكتوبر 2021 يمثل حلقة من حلقات التآمر على الثورة ؛ ووظفت حرب أبريل 2023 لتثبيت أركان التآمر والعودة بالسودان تحت الترويع والترهيب، للثوار وعموم مواطنى السودان لأحضان رأس المال الخارجى. فى نطاق الهدف صبت جل المبادرات الخارجية فى خدمة مصالحهم بعيداً عن مصلحة شعب السودان وصولاً لإتفاقيات على منوال الإتفاقيات السابقة التى عددتها ووصفتها المذكرة عن حق :
+ “جميع الإتفاقيات السابقة، نيفاشا وأبوجا والدوحة وجوبا بنيت على تقسيم للسلطة ولم تؤسس لمشاركة شعبية حقيقية، بل عمقت الإنقسام” (يضيف الحزب على ما جاء فى مذكرتكم أنها جميعاً إتسمت بالتصميم والإشراف من الخارج وإتخاذ المفاوضات دوماً منحى ثنائياً وتكون الحلول جزئية حرصاً منهم على الا تخرج من نطاق ذات سياسات الدولة السائدة، التى أنتجت الأزمة العامة والتبعية للخارج؛ ومن ثم دوران السودان فى حلقة الحرب والسلام الحرب..).
+ “باستثناء نيفاشا التى إفضت الى إنفصال الجنوب…..”
+ “وزادت بقية الإتفاقيات حدة الإستقطاب …”
+ “وحولت الحركات المسلحة الى كيانات تحمل طابعاً قبلياً او مناطقياً دون أن تقدم حلولاً جذرية”.

المبادرات وعقوبات أمريكا، حليفة الدول التى تمول حرب السودان وتدعم هذا الطرف او ذاك من أطراف الحرب، لا تخرج من كونها جذرة وعصا :-
1- تخدم وتدير بها مصالحها ومطامعها فى السودان وأفريقيا والمنطقة؛ وليست رحمة بالسودانيين وتأثراً بمعاناتهم الجسيمة من الحرب وتداعياتها عليهم [ أمريكا، ذاتها، تفتح مخازن السلاح بجانب الإنبراء بشكل مباشر للدفاع عن إسرائيل فى المحافل الدولية وهى تخوض حرب إبادة مثيلة لحرب السودان وترتكب جرائم حرب ، وتقسر السكان على مغادرة ديارهم فى قطاع غزة].
2- إستكمال سيناريوهات أمريكا لتمرير مشروع الهبوط الناعم فى السودان وتتفيذ خارطة أمبيكى لفرض حكومة مدنية ديمقراطية شكلاً موالية لها وتخدم مشروعها فى المنطقة “الشرق الأوسط الجديد” والتطبيع مع إسرائيل.
3- التمهيد لتدخل أمريكى مباشر او غير مباشر لفرض أجندتها فى حالة التعسر وحسماً لصراعات الدول الكبرى على النفوذ والموارد فى أفريقيا لصالحها.

– لهذه الأسباب لا يوافق الحزب على ما ورد فى المذكرة من دعوة لأمريكا “ الدفع فى مجلس الأمن فى إصدار قرار ملزم تحت [الفصل السابع] لوقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين” بجانب رصد الحزب سلبية تجربة قوات هجين للأمم المتحدة تحت الفصل السابع من ميثاقها فى السودان اذ فشلت قوات “اليوناميد” طوال وجودها فى فترة نظام الإنقاذ المدحور من حماية شعبنا فى دارفور من حملات الإبادة وجرائم الحرب التى كانت تشنها قوات النظام المدحور وصنيعته مليشيا قوات الدعم السريع على مدن وقرى وحرق مزارع شعبنا فى دارفور.

* بالرغم من نبل غرض الدعوة لإصدار قرار ملزم تحت الفصل السابع الا أن آلية الأمم المتحدة قد صارت عاجزة فى فرض حل حاسم كما أوردتم فى المذكرة، فمعلوم أن أمريكا كانت وراء ذلك العجز والعطب بتغولها على مهامها وفرض العقوبات والتدخل العسكري الدولى لحماية الأمن والسلام الدوليين خارج منطوق ميثاقها. إحتكرت أمريكا قرار العقوبات والتدخل العسكرى فى الدول بالوكالة عن مجلس الأمن والإنفراد بتنفيذهما منذ أن خول لها وللدول المتعاونة مع الكويت من التدخل بالقوة العسكرية لإخراج العراق من الكويت فى 15 يناير 1991. منذ ذلك التاريخ إستغنت امريكا عن مجلس الأمن الدولى وإنفردت بالتفويض الممنوح مكتفية بالتحالف إعلاماً. تستخدم الإدارات الأمريكية التدخل العسكرى والعقوبات الدولية لخدمة مآربها الإستعمارية ؛ بجانب أن امريكا وحلفاءها من هم وراء الحروب الدائرة فى المنطقة والإقليم . معلوم مطامع من يمولون حرب السودان.
– حرب السودان ليس إستثناء من الحروب الدائرة فى المنطقة والعالم وتغذى أمريكا وحلفاؤها الحروب مروجة لتجارة أسلحة مصانعهم وتحقيق الأرباح الطائلة من ورائها على حساب أرواح البشر وإستقرارهم، وليتيسر لهم التدخلات العسكرية وفرض العقوبات غير القانونية المتخفية فى صور دبلوماسية ديمقراطية لمد نفوذهم الإمبريالى على الشعوب والإستثمار فى الرعب والخوف الناتجان من الحروب وإيهامهم أن حماية الأمن والسلام فى بلادهم معقود بالصمت على تواجد قواهم العسكرية وترويضهم على القبول بالقهر والسكوت على نهب الموارد مقابل وقف الحرب والحظو بسلام معلوم أنه مؤقت وزائف دون حل جذرى لأسباب الحرب مما يعاود إندلاعها مجدداً متماً رغبة قوى الإستعمار توظيف الحرب لتكريس وجودها أو نتيحة لدوران الأزمة التى لم تجد حلاً فى تجاه التاريخ أو قوة ما تحركها فالأزمة تستمر لا تتوقف وتواصل دورانها بحركتها الموضوعية والذاتية

– إن ما يجرى من إنتهاكات وجرائم حرب وإبادة جماعية والتهجير القسرى لملايين السودانيين من فوق الأرض وزعزعة إستقرارهم وسكوت المجتمع الدولى والإقليمى عليها مكتفين ببيانات الأدانة وإبداء القلق دون موقف حاسم لأكثر من عامين مقصود فى حد ذاته.
– الحرب ليست مجرد نزاع مسلح بين أطرافه المباشرة إنما أعمق وأطرافها أوسع مما هو مشهود فهى إمتداد لصراع طبقى على المصالح بوسيلة عنيفة وتنافس دول كبرى على المواد الأولية والأسواق.

– مع تقديرنا لكل جهد خارجى صادق يبذل فإن حزبنا يناضل بالشعب ومع الشعب لإجبار أطراف الحرب على وقفها وإسترداد الثورة؛ يقيناً منه أن الحل يعتمد على الجماهير بالداخل وأن الدور الخارجى عامل مساعد له.
– نحن فى الحزب الشيوعى نرى أن الحل الشامل والمستدام للأزمة العامة رهين بحوار سودانى من خلال مؤتمر دستورى قومى يتفق فيه السودانيون على كيف يحكم السودان، وكيف تدار موارده وتوظيفها لمصلحته ورسم علاقات خارجية تقوم على الندية وتبادل المنافع مع الشعوب ودول العالم.
– نجدد التحايا والعهد على العمل المشترك لوقف الحرب والإنتهاكات على شعب السودان وإسترداد الثورة.

المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني
30 أغسطس 2025م.

مقالات ذات صلة