جامعة الدول العربية تبدي قلقها البالغ إزاء تنامي ظاهرة الارتزاق وانتشار المرتزقة في السودان «وتدعو» إلى مسار جدة (3)*

كتب – عطاف محمد مختار

أصدر مجلس جامعة الدول العربية، في دورته الوزارية العادية، المنعقدة بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، قراراً مهماً يعكس التزام الدول العربية بدعم السلام والتنمية في جمهورية السودان، مؤكداً تضامنه الكامل مع الشعب السوداني في سعيه للحفاظ على سيادته الوطنية ووحدة أراضيه. جاء القرار بعد مناقشات مستفيضة استندت إلى تقرير الأمين العام للجامعة ومذكرة الأمانة العامة، وبعد الاستماع إلى رئيس وفد السودان، حيث أكد المجلس على جملة من النقاط الحاسمة لدعم استقرار السودان وأمنه.

وأبدى المجلس قلقه البالغ إزاء تنامي ظاهرة الارتزاق وانتشار المرتزقة في السودان، معتبراً أن هذه الظاهرة تشكل تهديداً مباشراً لأمن السودان واستقراره، فضلاً عن تأثيرها السلبي على الأمن القومي العربي. وأكد أن أمن السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، مشدداً على دور الجامعة العربية في الدفاع عن وحدة الدول الأعضاء واستقرارها.

كما أعرب المجلس عن تضامنه مع السودان في جهوده لتأمين مقدراته الوطنية وحماية بنيته التحتية الحيوية، مؤكداً رفض أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية. وشدد القرار على ضرورة تشكيل حكومة مدنية مستقلة للحيلولة دون انهيار المؤسسات الوطنية، محذراً من أي خطوات أو كيانات تهدد وحدة الأراضي السودانية أو تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوداني.

في وقت دعا المجلس إلى التنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736، وكافة القرارات الأممية ذات الصلة، مؤكداً على ضرورة وقف إطلاق النار وفقاً لإعلان جدة. كما دعا إلى استئناف مسار جدة (3) للتوصل إلى حلول سلمية مستدامة تلبي تطلعات الشعب السوداني في الاستقرار والتنمية. وفي هذا السياق، وجه المجلس الدعوة إلى مجموعة الاتصال العربية، المكونة من وزراء خارجية مصر والسعودية والأمين العام للجامعة، لمواصلة جهودها لتحقيق هذه الأهداف.

وحث القرار الدول الأعضاء والمنظمات العربية على تقديم الدعم الإنساني العاجل للسودان، بما يشمل إعادة تأهيل المرافق المتضررة وتعزيز الاستجابة الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات التي تهدد وحدة البلاد. كما أشاد المجلس بالدول العربية التي قدمت مساعدات إنسانية وتنموية للتخفيف من تداعيات الأزمة.

على صعيد متصل أثنى المجلس على جهود الأمين العام للجامعة في تعزيز التنسيق بين السودان ومؤسسات العمل العربي المشترك، طالباً منه مواصلة دوره بالتعاون مع الأطراف ذات الصلة لدعم السودان في تجاوز الأزمة الحالية، استناداً إلى القرارات العربية والدولية. كما كلف الأمين العام بمتابعة تنفيذ هذا القرار وتقديم تقرير مفصل حوله في الدورة الوزارية المقبلة.

وأكد المجلس في ختام قراره أن الشعب السوداني هو صاحب القرار في مستقبل بلاده، مشدداً على أهمية دعم تطلعاته في بناء مستقبل مستقر ومزدهر. ويأتي هذا القرار في إطار الجهود العربية المستمرة لتعزيز الاستقرار في المنطقة وحماية الأمن القومي العربي

مقالات ذات صلة