زوزو نبيل كانت ست جميلة جدًا، اتجوزت أول مرة وهي عندها 13 سنة ونص، من راجل طبعه قاسي، وخلفت منه ابنها الوحيد وهي عندها 14 سنة و3 شهور، وسمّتُه “نبيل”. الجوازة ما استمرتش واتطلقت منه، وقعدت كام سنة عايشة مع ابنها، لحد ما قررت تتجوز تاني من راجل اسمه “عاشور”.
زوزو كانت مراته التانية، وكانت عارفة إنه متجوز قبلها وعنده بنت من مراته الأولى. عاش معاها 7 سنين في نفس الشارع اللي ساكنة فيه مراته الأولى وبنته، لحد ما جار من الجيران كشف السر لمراته الأولى. هنا قامت المشكلة الكبيرة.
الست الأولى زعلت وطلبت الطلاق زي أي واحدة تعرف إن جوزها متجوز عليها. الراجل ساب البيت ومقررّش هيطلّقها ولا لأ. في الوقت ده زوزو نبيل اللي كانت لسه صغيرة وساعتها فنانة مشهورة، قررت تروح لمراته الأولى وتكلمها، وقالتلها: “بصي أنا فنانة ولسه صغيرة ومعروفة، ولو فضّلتي زعلانة كده جوزك هيطلّقك وييجي يعيش معايا.. طب ليه؟ عندي اقتراح”.
اقتراحها كان إنها تشتري شقة كبيرة يعيشوا فيها كلهم سوا: هي، والزوجة الأولى، وابنها نبيل، وبنت جوزها. وقالتلها بالنص: “أهو يبقى جوزي وجوزِك”. الست وافقت، وزوزو راحت اشترت شقة كبيرة في شارع أحمد عرابي في المهندسين، الشقة فيها 7 أوض: أوضة للزوجة الأولى، وأوضة لزوزو، وأوضة لنبيل، وأوضة لبنت جوزها. وعاشوا كلهم مع بعض في سلام وسعادة.
بس الحكاية ما خلصتش هنا. الولاد كبروا: نبيل، وبنت جوزها. زوزو قررت تجوزهم لبعض، وخلفوا أحفاد، والبيت بقى مليان عيال وفرحة. لكن القدر تدخّل: نبيل دخل الجيش وشارك في أكتوبر واستشهد. وبعد كام سنة الراجل نفسه مات.
سنة 1980 مات الزوج، وزوزو فضلت عايشة مع ضُرتها في نفس البيت، ومعاهم مرات ابنها (اللي هي بنت ضرتها أصلاً) وأحفادهم. استمروا كده سنين طويلة.
وفي 1996، توفت زوزو نبيل، وبعدها بـ40 يوم بس، ضُرتها اللي كانت متعلقة بيها جدًا ماتت هي كمان من كتر الحزن والاكتئاب بعد رحيلها.